الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ضَمَّتْ الجَزِيرَةُ العَرَبِيَّةُ حَيَاتَيْنِ لِلْعَرَبِ، لِكُلِّ مِنْهُمَا حَالَةٌ اجْتِمَاعِيَّةٌ وَسِيَاسِيَّةٌ، وَسِمَاتٌ تَتَمَيَّزُ بِهَا عَنِ الأُخْرَى، فَالحَيَاةُ فِي القُرَى تَخْتَلِفُ اخْتِلَافَاً بَائِنَاً عَنِ الحَيَاةِ فِي الصَّحَرَاءِ، حَيْثُ اتَّسَمَتْ حَيَاةُ أَهْلِ المَدَرِ بِاللِّيُونَةِ وَالسِّهُولَةِ النَّاتِجَةِ عَنِ الاسْتِقْرَارِ إِذَا مَا قُورِنَتْ بِحَيَاةِ البَوَادِي، حَيْثُ الخُشُونَةُ وَالغِلْظَةُ. وَيُعَدُّ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامِ الجُمَحِيِّ أَوَّلَ مَنْ أَشَارَ إِلَى هَذَا الفَارِقِ البِيئِي المُؤَثِّرِ فِي الشُّعَرَاءِ وَشِعْرِهِمْ فِي كِتَابِهِ طَبَقَاتِ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ؛ حَيثُ رَاعَى فِي تَقْسِيمِهِ لِلْكِتَابِ عِدَّةَ عَوَامِلَ مِنْهَا العَامِلُ البِيئِيُّ حَيثُ لَاحَظَ ابْنُ سَلَّامِ اخْتِلَافَ البِيئَةِ الجَاهِلِيَّةِ بَيْنَ شُعَرَاءِ الوَبَرِ وَشُعَرَاءِ المَدَرِ؛ وَلِهَذَا خَصَّصَ طَبَقَةً لِشُعَرَاءِ القُرَى (يَثْرِبَ- مَكَّةَ- الطَّائِفِ- اليَمَامَةِ- البَحْرَيْنِ)، كَأَنَّهُ يَقُولُ إِنَّ شِعْرَ شَاعِرِ الصَّحَرَاءِ يَخْتَلِفُ عَنْ شِعْرِ شَاعِرِ القَرْيَةِ، الذِي هَجَرَ الصَّحَرَاءِ وَجَفَاهَا إِلَى نَعِيمِ الحَضَرِ وَتَرَفِهِ. وَكَانَ إِبْدَاعُ شُعَرَاءِ القُرَى مُخْتَلِفَاً عَنْ إِبْدَاعِ أَقْرَانِهِمْ شُعَرَاءِ البَادِيَةِ؛ وَكَانَ هَذَا الاخْتِلَافُ دَافِعَاً رَئِيْسَاً لِاخْتِيَارِ هَذَا المَوْضُوعِ الذِي جَعَلْتُهُ تَحْتَ عُنْوَانِ: ”عَنَاصِرِ الإِبْدَاعِ الفَنِّيِّ عِنْدَ شُعَرَاءِ القُرَى فِي العَصْرِ الجَاهِلِيِّ” حَيْثُ قَامَتْ الدِّرَاسَةُ عَلَى أَشْعَارِ هَذِهِ الفِئَةِ التِي تَمَيَّزَتْ بِمِيْزَاتٍ انْفَرَدَتْ بِهَا؛ لِلْوِصُولِ إِلَى عَنَاصِرِ الإِبْدَاعِ الفَنِّيِّ فِي شِعْرِهِمْ، وَالوُصُولِ إِلَى السِّمَاتِ الفَنِّيَّةِ الخَاصَّةِ التِي تَجْمَعُهُمْ فِي سِيَاقٍ فَنِّيٍّ وَاحِدٍ، وَالتِي تَخْتَلِفُ عَنِ السِّمَاتِ الفَنِّيَّةِ لِشُعَرَاءِ البَادِيَةِ؛ بجانبِ السماتِ الفنيةِ الخاصةِ بكلِّ قريةٍ على حده، بِسَبَبِ اخْتِلَافِ البِيْئَةِ. هَذَا وَقَدْ اقْتَضَتْ طَبِيعَةُ الدِّرَاسَةِ أَنْ تَنْقَسِمَ أربعةَ فصولٍ تَسْبِقُهُمَ مُقَدِّمَةٌ وَتَمْهِيدٌ وَتَلْحَقُهُمَ الخَاتِمَةُ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي:ـ أَمَّا المُقَدِّمَةُ: فَتَنَاوَلَتْ أَهَمِّيَّةَ مَوْضُوعِ الرِّسَالَةِ، وَدَوَافِعَ اخْتِيَارِهِ, وَمَنْهَجَ البَحْثِ, وَخُطَّةَ السَّيرِ فِيهِ. أَمَّا التَّمْهِيدُ فتناول:َ مفهومَ الإبداع،ِ وعواملِه، وعناصرِه، بالإضافةِ إلى دراسةِ البيئةِ الحضاريةِ للقرى العربيةِ الخمسِ. أَمَّا الفصلُ الأول:ُ وَعُنْوَانُهُ (البنيةُ الفنيةُ لشعرِ شعراءِ القرى)، فتناولَ: قضيةَ الطولِ والمقدماتِ الشعريةِ بالإضافةِ إلى دراسةِ الأغراضِ الشعريةِ التي شاعتْ في أشعارِهم ومدى شيوعِها. أَمَّا الفصلُ الثاني: وَعُنْوَانُهُ (اللغةُ والأساليبُ في شعرِ شعراءِ القرى)، فتناولَ: المعجمَ الشعري،ِّ والأساليبَ الخبريةَ والإنشائيةَ بالإضافةِ إلى التراكيبِ اللغويةِ. أَمَّا الفصلُ الثالث:ُ وَعُنْوَانُهُ (الصورةُ الفنيةُ في شعرِ شعراءِ القرى)، فتناولَ: مفهومَ الصورةِ ومصادرَها وأنواعَها كـَ:ُ الصورةِ البيانيةِ أو الصورةِ وصلتِها بالحواسِ أو الصورةِ منْ حيثُ تعدُّدِها. أَمَّا الفصلُ الرابعُ: وَعُنْوَانُهُ (الإيقاعُ الموسيقي في شعرِ شعراءِ القرى)، فتناولَ: دراسةَ الأوزانِ الشعرية،ِ ومدى شيوعِها في كلِّ قرية،ٍ ومدى علاقتِها بالأغراض،ِ بالإضافةِ إلى دراسةِ القافية،ِ وأنواعِها، وألقابِها، وحروفِها، وحركاتِها، ومدى علاقتِها بكلِّ بيئة،ٍ وعلاقتِها بالأغراضِ الشعرية،ِ ودراسةَ البنيةِ الإيقاعيةِ الداخليةِ في أشعارِهم أَمَّا الخَاتِمَةُ فَقَدْ بَيَّنْتُ فِيهَا أَهَمَّ النَّتَائِجِ التِي تَوَصَّلْتُ إِلَيهَا فِي هَذِهِ الدِّرَاسَةِ، ثُمَّ أَتْبَعْتُهَا بِثَبَتِ المَصَادِرِ وَالمَرَاجِعِ، وَفِهْرِسٍ تَفْصِيلِيِّ بِمُحْتَوَيَاتِ الرِّسَالَةِ. |