الفهرس 
الفصل الأوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 277 |  |  |
| | | from | 277 | | |
المستخلص
مقدمة:
>تعد مرحلة المراهقة من أخطر المراحل التي يعيشها الفرد في حياته، إذ ينتقل من مرحلة الطفولة إلى الرشد التي يصبح فيها الفرد عضوًا منتجًا في بيئته ويسهم في تقدم المجتمع ورقيه، ويصاحب هذه المرحلة الحرجة العديد من التغيرات المتعلقة بجوانب النمو المختلفة، كما يتعرض فيها الفرد للكثير من الصراعات والاضطرابات الخارجية والداخلية، لذا حظيت مرحلة المراهقة بأهمية ومكانة كبيرة بين مختلف الثقافات والبيئات والشعوب.
ومن ثَم يجب الاهتمام بدراسة العديد من الجوانب التنموية مثل المساندة الاجتماعية والصلابة النفسية لدى الأبناء، فالمساندة الاجتماعية والصلابة النفسية من أهم العوامل المساعدة التي تمكن الأفراد من التفاعل بإيجابية مع ما يتعرضون له من مواقف تحدي وأحداث ضاغطة.
ويعد التفاعل الطبيعي بين الآباء وأبنائهم السياق الأهم في اكتساب الصلابة النفسية كما ترى نظرية التحليل النفسي، كما أن الفرد الذي يتمتع بمساندة اجتماعية منذ صغره يتمتع بالثقة بالنفس، ويصبح أقل عرضة للاضطرابات النفسية وأكثر قدرة على حل مشكلاته ومواجهتها.
ونظرًا لما يمر به الأبناء في مرحلة المراهقة من اضطرابات وصراعات يتحتم على الآباء أن يبذلوا قصارى جهدهم في رعايتهم وتنشئتهم لتخطي تلك المرحلة الصعبة في حياة الأبناء ومساعدتهم على التوافق والتكيف مع التغيرات المتلاحقة التي يمرون بها.
ومن ثَم هناك ضرورة بحثية لدراسة العلاقة بين غياب الأب ومستوى الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية لدى الأبناء والتي سعت الدراسة للكشف عنها.
مشكلة الدراسة:
في ضوء ما سبق عرضه في المقدمة وخلاصته يتضح أن الأبناء خلال مرحلة المراهقة يتعرضون للعديد من الضغوط والمواقف الحياتية التي يحتاجون فيها إلى وجود الأب ومساعدته لتخطي هذه العقبات ولتشجيعهم على المبادأة والاقتحام، ونتيجة غياب الأب عنهم يشعرون بكثرة الضغوط عليهم، واضطراب البناء النفسي، وانخفاض مستوى المسئولية الاجتماعية، وانخفاض دافعيتهم للإنجاز وضعف استعداداتهم الدراسية.
وقد استرعى انتباه الباحث خلال ملاحظته للتلاميذ غائبي الأب في المرحلة الإعدادية والثانوية أن بعض هؤلاء الأبناء يظهر عليهم انخفاض قدرتهم على مواجهة المشكلات التي يتعرضون لها والمواقف الحياتية الضاغطة، ويصعب عليهم الاحتفاظ بصحتهم النفسية، والتي اتضح من خلالها اختلاف السلوك العام عن التلاميذ حاضري الأب، وهو ما يلفت الانتباه إلى أهمية دراسة أثر غياب الأب عن الأبناء بصفة عامة وفي هذه المرحلة العمرية بصفة خاصة.
وفي ضوء ذلك كله يبدو أن هذه الدراسة أثارت عددًا من الأسئلة البحثية وسعت للإجابة عنها:
ما العلاقة بين مستوى الصلابة النفسية ومستوى المساندة الاجتماعية لدى الأبناء المراهقين؟
ما مدى اختلاف مستوى الصلابة النفسية تبعًا لاختلاف متغير حالة الأب (حاضر/ غائب) لدى الأبناء المراهقين؟
ما مدى اختلاف مستوى المساندة الاجتماعية تبعًا لاختلاف متغير حالة الأب (حاضر/ غائب) لدى الأبناء المراهقين؟
ما مدى اختلاف مستوى الصلابة النفسية تبعًا لاختلاف متغير الجنس (ذكور/ إناث) لدى المراهقين غائبي الأب (بالوفاة/ بالسفر للعمل بالخارج)؟
ما مدى اختلاف مستوى المساندة الاجتماعية تبعًا لاختلاف متغير الجنس (ذكور/ إناث) لدى المراهقين غائبي الأب (بالوفاة/ بالسفر للعمل بالخارج)؟
هل يختلف البناء النفسي وديناميات الشخصية لدى الأبناء حاضري الأب والأبناء غائبي الأب في متغيري الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية؟
أهداف الدراسة:
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على:
العلاقة بين الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.
مستوى الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية لدى أفراد عينة الدراسة.
تأثير متغير حالة الأب (حاضر/ غائب) على مستوى الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية لدى أفراد العينة.
تأثير متغير الجنس (ذكور/ إناث) على مستوى الصلابة النفسية لدى غائبي الأب من أفراد العينة.
تأثير الجنس (ذكور/ إناث)على مستوى المساندة الاجتماعية لدى غائبي الأب من أفراد العينة.
البناء النفسي وديناميات الشخصية لدى الأبناء حاضري الأب والأبناء غائبي الأب ”بالوفاة وبالسفر للعمل بالخارج” في متغيري الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية لدى عينة الدراسة.
أهمية الدراسة:
تحددت أهمية الدراسة فيما يلي:
أهمية المتغيرات التي تناولتها الدراسة، فهي تتناول عاملين من عوامل المقاومة النفسية، وهما الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية.
أهمية المرحلة العمرية التي تناولتها الدراسة، حيث تستهدف الأبناء في مرحلة المراهقة.
تركيزها على الجوانب الإيجابية في الشخصية مقارنة بالعديد من الدراسات الأخرى على المدى الطويل التي ركزت على الجوانب المرضية.
المنهجية المتبعة، فهي تمتاز بالتعددية المنهجية، حيث تجمع بين المنهج الوصفي السيكومتري الذي يحاول التوصل إلى التقدير الكمي، والمنهج الكلينيكي الذي يعمل على تدعيم نتائج الدراسة السيكومترية.
أهمية النتائج التي أسفرت عنها الدراسة، حيث يمكن أن تكسب تلك النتائج أهمية نظرية تتمثل فيما كشفت عنه خصائص نفسية الأبناء غائبي الأب مما قد يدفع الباحثين نحو إجراء المزيد من الدراسات في هذا المجال، فضلًا عما قد تكتسبه تلك النتائج من أهمية تطبيقية تتمثل في تصميم برامج إرشادية تقدم لمنخفضي الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية.
محددات الدراسة:
تمثلت محددات الدراسة فيما يلي:
- المحددات الزمانية:
تحدد زمن الدراسة بالفصل الدراسي الأول من العام (2017/2018).
- المحددات المكانية:
تحددت الدراسة ببعض مدارس المرحلة الإعدادية بإدارة جرجا التعليمية وهي: مدرسة بندار الرملية ع – مدرسة نجوع بندار- مدرسة رزق الله مشرقي- مدرسة نجع الشيخ يوسف- مدرسة البربا- مدرسة أولاد بهيج – مدرسة المساعيد – مدرسة نجع خليفة – جرجا الإعدادية بنين.
- المحددات البشرية:
تحددت الدراسة بعينة قوامها (440) تلميذًا وتلميذة من تلاميذ الحلقة الثانية من مرحلة التعليم الأساسي تراوحت أعمارهم من 14 إلى 16 سنة.
- المحددات الإجرائية:
تحددت الدراسة بتناول متغيرات غياب الأب، والصلابة النفسية، والمساندة الاجتماعية، والمتغيرات الديموجرافية: الجنس، وتحددت أدوات الدراسة بالأدوات الآتية:
مقياس الصلابة النفسية (إعداد: الباحث).
مقياس المساندة الاجتماعية (إعداد: أسماء السرسي وأماني عبدالمقصود 2014).
اختبار تفهم الموضوع للكبار (TAT) (إعداد: موراي ومورجان).
كما اعتمدت هذه الدراسة على التعددية المنهجية، المتمثلة في ”المنهج الوصفي” القائم على الوصف الكمي والموضوعي الدقيق للمتغيرات موضوع الدراسة، ودراسة العلاقة القائمة بينهما، كما اعتمدت على المنهج الكلينيكي القائم على البحث العميق للحالات الفردية مما يُمكن من فهم أعمق للظاهرة.
وتحددت الدراسة الحالية بالأساليب الإحصائية الآتية في ضبط أدواتها، ومعالجة بياناتها:
معامل الارتباط البسيط.
المتوسط الحسابي.
الانحراف المعياري.
معامل ثبات التجزئة النصفية.
معامل ثبات ”ألفا كرونباخ”
كما تم استخدام استمارة ” بيللاك” في وصف القصص على بطاقات اختبار تفهم الموضوع (TAT) المستخدمة في الدراسة كأسلوب معالجة كلينيكية.
فروض الدراســــــــــــة:
أ- الفروض السيكومترية
توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين درجات الأبناء من أفراد عينة الدراسة على مقياس الصلابة النفسية ودرجاتهم على مقياس المساندة الاجتماعية.
توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات الأبناء تُعزى لمتغير حالة الأب (حاضر/ غائب بالوفاة/ بالسفر للعمل بالخارج) على مقياس الصلابة النفسية.
توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات الأبناء تُعزى لمتغير حالة الأب (حاضر/ غائب بالوفاة/ بالسفر للعمل بالخارج) على مقياس المساندة الاجتماعية.
توجد فروق دالة أحصائيًا بين متوسطات درجات الأبناء غائبي الأب تُعزى لمتغيري سبب الغياب (وفاة/ سفر للعمل بالخارج)، والجنس (ذكور / إناث) على مقياس الصلابة النفسية.
توجد فروق دالة أحصائيًا بين متوسطات درجات الأبناء غائبي الأب تُعزى لمتغيري سبب الغياب (وفاة / سفر للعمل بالخارج)، والجنس (ذكور/ إناث) على مقياس المساندة الاجتماعية.
ب- الفرض الكلينيكي
يختلف البناء النفسي وديناميات الشخصية لدى الأبناء حاضري الأب والأبناء غائبي الأب ”بالوفاة وبالسفر للعمل بالخارج” في متغيري الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية لدى تلاميذ الحلقة الثانية من التعليم الأساسي.
نتائج الدراســـة:
توصلت نتائج الدراسة إلى:
وجود علاقة ارتباطية موجبة ودالة إحصائيًا عند مستوى (0,01) بين الدرجة الكلية للصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية.
وجود فروق دالة إحصائيًا عند مستوى (0.01) تعزى لمتغير حالة الأب في متغيري الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية لصالح الأبناء حاضري الأب.
وجود فروق دالة إحصائيًا في عند مستوى (0.01) تعزى لسبب غياب الأب في مقياسي الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية لصالح غائبي الأب بالوفاة.
عدم وجود فروق دالة إحصائيًا تعزى لمتغير الجنس إلا في بُعد الالتزام من الصلابة النفسية لصالح الإناث.
أما الفرض الكلينيكي فقد جاءت نتائجه متسقة مع النتائج السيكومترية المذكورة حيث كشفت الدراسة الكلينيكية عن وجود بناء نفسي قوي لدى مرتفعي الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية من الأبناء حاضري الأب، ووجود بناء نفسي ضعيف دال على سوء التوافق لدى منخفضي الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية من الأبناء غائبي الأب.
وقد تمت مناقشة هذه النتائج في ضوء ما توفر لدى الباحث من تراث سيكولوجي نظري وإمبريقي في هذا المجال, بالإضافة إلي الوقائع والخبرة والملاحظات اليومية, وفي ضوء ذلك تم تقديم بعض التوصيات التربوية والمقترحات البحثية ذات العلاقة.
كما يمكن من خلال تلك النتائج اقتراح تصورات لبرامج إرشادية تقدم للأبناء غائبي الأب بهدف مساعدتهم على زيادة مستوى الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية لديهم ليكونوا أكثر توافقًا نفسيًا واجتماعيًا.