Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الاستعاراتُ الإدراكيةُ لمفهومِ الوطنِ بين المستوى العاميِّ والمستوى الفصيحِ :
المؤلف
عبدالله، محمود جمال عبدالناصر.
هيئة الاعداد
باحث / محمود جمال عبد الناصر عبد الله
مشرف / محيي الدين عثمان محسب
مشرف / أشرف عبد البديع عبد الكريم
مناقش / عيسى شحاته عيسى
مناقش / عزة شبل محمد ابو العلا
الموضوع
الشعر العربى - تاريخ ونقد.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
288 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - علم اللغة والدراسات السامية والشرقية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 314

from 314

المستخلص

يتناول هذا البحث الاستعاراتُ الإدراكيةُ لمفهومِ الوطنِ بين المستوى العاميِّ والمستوى الفصيحِ شعر حلمي سالم وماجد يوسف نموذجًا؛ بين فيه الباحث أن قضية الاستعارة الإدراكية تشغل الآن حيزًا ومكانة كبيرة في الدرس اللساني الحديث، باعتبارها من أهم القضايا المطروحة على الساحة اللسانية والتي تعالج فكرة التعبير الاستعاري وعلاقته بالتصورات الذهنية الكامنة في العقل البشري، والنابعة عن تجارب سابقة مرسخة بشكل أو بآخر في الذهن، وما ينتجه ذلك من أساليب تشكل مادة لغوية تعكس هذه الأفكار والتجارب والثقافة والبيئة، ورغم أهميتها في الدرس اللساني إلا أنها لم تلق الاهتمام المنشود في الدرس اللساني العربي المعاصر.
وتكمن أهمية هذا البحث وأسباب اختياره فيما يلي:
1- دراسة ومعالجة قضية الاستعارة الإدراكية من خلال مستويين لغويين مختلفين بهدف التحليل والتوضيح وبيان التصورات والاستعارات الإدراكية للوطن عند كل من ماجد يوسف وحلمي سالم وذلك على ضوء اللسانيات الإدراكية .
2- ارتباط هذا البحث بمستويين مختلفين من المستويات اللغوية وارتباطه كذلك بشاعرين معاصرين من نفس البيئة المحيطة بنا ومشهود لهما بقدرتهما الشعرية وملكتهما اللغوية مما يساعد على إنجاز هذا البحث.
3- توضيح المصادر والموارد المختلفة للاستعارة ومن ثم العمل على الوصول إلى أسس التعبير الاستعاري عند الشاعرين وغايتهما من ذلك ومعالجته في ضوء اللسانيات الإدراكية.
أما أهداف البحـث فتتمثل فيما يلي:
1- معرفة أثر اللسانيات الإدراكية في فهم الاستعارات الإدراكية للوطن في شعر حلمي سالم وماجد يوسف.
2- سرد موارد الاستعارة للوطن في شعر حلمي سالم وماجد يوسف في ضوء نظرية اللسانيات الإدراكية بهدف الوقوف على دلالاتها ووظائفها الإدراكية المختلفة في شعرهما .
3- الربط بين اللسانيات الإدراكية والاستعارة في شعر حلمي سالم وماجد يوسف، وذلك من خلال تقصي موارد الاستعارة ومحاولة تفسيرها وفهمها في ضوء اللسانيات الإدراكية .
وبعد البحث والدراسة، توصل البحث إلى جملة من النتائج لعل من أهمها:
1. إن الاستعارة لم تعد قضية لغوية مرتبطة بالخيال الشعري والزخرف البلاغي. بل هي آلية في التفكير تتصل بكل مجالات حياتنا اليومية، إنها ليست مقتصرة على اللغة، بل توجد في تفكيرنا وفي الأعمال التي نقوم بها أيضًا، إن النسق التصوري العادي الذي يسبر تفكيرنا وسلوكنا له طبيعة استعارية بالأساس.
2. إن الاستعارة في أبسط صورها هي وسيلة لفهم مجال من خلال مجال آخر، وهذا الفهم يتطرق إلى كل مجالات الحياة التي يعيشها الناس جميعًا، فيستخدمونها في إدراك العالم من حولهم بكل دقائقه التي يرونها والتي لم يرونها.
3. تذهب النظرية الإدراكية إلى أن إدراك الفرد يعتمد في الأساس على الخبرات والتجارب السابقة والتي يكون الجسد والحواس جزءاً منها, من خلال استحضار هذه المواقف والتجارب على هيئة صور تنشأ ذهنيًا في المواقف المختلفة.
4. نستطيع القول إن اللسانيات الإدراكية تعنى ببحث العلاقة بين اللغة والعقل وتجربة الإنسان في العالم الطبيعي وفي الفضاء الاجتماعي والثقافي.
5. يقوم المعنى في علم الدلالة العرفاني على دعائم أساسية (المقولة والفهم والخيال والتجسد ) التي تعد مفاتيح أساسية لإدراك المعنى، ولإعادة فهم ذواتنا، وفهم العالم من حولنا وفهم اللغة والإبداع.
6. أخرج العرفانيون الاستعارة من سجن اللغة، الذي حبست فيه لأكثر من ألفي سنة، من أرسطو إلى البراغماتيين. فالاستعارة لم تعد ظاهرة لغوية ناتجة عن عملية استبدال، أو عدول عن معنى حرفي إلى معنى مجازي، بل هي عملية إدراكية كامنة في الذهن تؤسس أنظمتنا التصورية، وتحكم تجربتنا الحياتية أي أن الاستعارة في جوهرها ذات طبيعة تصورية لا لسانية.
7. من خلال مطالعة أشعار الشاعر ماجد يوسف ظهر لنا غلبة النزعة الوطنية على الشاعر، ووجدنا أنه يصور الوطن بصور وأشكال عديدة مختلفة، فيقول اللفظة ولا يريد بها المعنى الظاهر لها، وإنما يقصد بكل كلمة التعبير عن الوطن، أو التعبير عن معنى متعلق بالوطن يكمن في هذه اللفظة.
8. الكشف عن كيفيِّة تصوير وإدراك الشاعر ماجد يوسف للوطن، من خلال هذه الاستعارات الإدراكيَّة لمفاهيم مستمدة من مجالات إنسانيِّة أو حيوانيِّة أو نباتيِّة؛ للتعبير عن الوطن.
9. عَمَدَ ماجد يوسف إلى كثير من الصور الاستعارية للتعبير عن الوطن بمفاهيم ومعان أخرى متعلقة بالإنسان، فماجد يوسف شاعر ميتافيزيقي، لكنها ميتافيزيقا الجسد، إن صح التعبير.
10. يعد الإنسان المورد الرئيس للتعبير عن الوطن عند ماجد يوسف وتمثيل الاستعارة الإدراكية (الوطن = إنسان)، فهو المركز الذي تدور في فلكه أغلب إدراكات وتصوُّرات الشَّاعر، حيث إنه يعمد في كثير من الأحيان إلى بعض المعارف والمفاهيم المتعلقة بالإنسان، فجعله ميدانًا مصدرًا تُستَمدُّ منه الاستعاراتُ الإدراكيَّة التي تجسِّد المفاهيمَ الوطنية بمفاهيم إنسانيَّة.
11. تؤكد ظاهرة (أنسنة الوطن) عند ماجد يوسف ما توصلت إليه دراسات الإدراكيين من أنَّ جسد الإنسان يُعدُّ محور العالم؛ حيث إنَّه أقرب شيء إلى الإنسان، فيُصاحبه ليل نهار، ويراه باستمرار. ولهذا فهو يقيس عليه معارفه وتجاربه، وهو مرجعه الدائم للفهم.
12. ظهر جليًا تأثير المستوى اللغوي (المستوى العامي) في موارد الاستعارة الإدراكية للوطن عند ماجد يوسف، حيث استمد كثيرًا من الألفاظ والتعبيرات السائدة على ألسنة المصريين للتعبير عن صورة الوطن، وأن الشاعر ماجد يوسف استمد من الأدب الشعبي العديد من التعبيرات والألفاظ السائدة في الأدب الشعبي، التي يصعب استعمالها في المستوى اللغوي الفصيح، مما أسهم في ثراء المادة الشعرية المعبرة عن الوطن في تراثه الشعري.
13. الكشف عن كيفيِّة تصوير وإدراك الشاعر حلمي سالم للوطن، من خلال هذه الاستعارات الإدراكيَّة لمفاهيم مستمدة من مجالات إنسانيِّة أو حيوانيِّة أو نباتيِّة أو مفاهيم مجردة؛ للتعبير عن الوطن.
14. عَمَدَ حلمي سالم إلى كثير من الصور الاستعارية للتعبير عن الوطن بمفاهيم ومعان أخرى متعلقة بالإنسان، حيث يستعين غالبًا بالمفاهيم والمعارف الإنسانيَّة لتصوير المدركات المختلفة لصورة الوطن. وتمثيل الاستعارة الإدراكية (الوطن = إنسان) وبهذه الاستعانة الاستعارية يتحول الوطن إلى كائن إنساني، ولا شك أن أنسنة الوطن على هذا النحو تجسد إمكانات التفاعل الحي بين الذات والوطن.