![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص حُكمت الإمبراطورية البيزنطية - التي تعتبر الوريث الشرعي للإمبراطورية الرومانية القديمة – بنظام ملكي عبر أسر إمبراطورية توالت علي العرش . فمنذ انتقال العاصمة من روما ، وتأسيس العاصمة الجديدة القسطنطينية وخلال تاريخها الطويل ؛ الذي امتد أحد عشر قرنا ، توالت علي العرش ثلاث عشرة أسرة حاكمة . والحقيقة أن دراسة العلاقات السياسية والحضارية بين الدولة المملوكية والإمبراطورية البيزنطية تمثل جانبًا مهمًا في تاريخ الشرق الأدنى الإسلامي ، فهي تلقي الضوء على طبيعة ونوعية السياسة والصراع بين قوتين كبيرتين لكل منهما تكوينها السياسي والحضاري المختلف. لذا يعتبر موضوع دراستي (العلاقات السياسية والحضارية بين دولة المماليك والإمبراطورية البيزنطية 648-857هـ/1250-1453م) من الموضوعات المهمة التي تجذب انتباه الدارسين في مجال التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ، وتبرز أهمية هذه الدراسة في أنها تتناول فترة تاريخية مهمة لم تدرس بشكل مستفيض يغني الباحث عن الخوض فيها . كما أن هذا الموضوع يعد استكمالا للموضوعات التي سبقت ذلك في تاريخ العلاقات الإسلامية البيزنطية الباكرة . حيث أن الأخطار الخارجية التي تعرضت لها كل من دولة المماليك فى مصر وبلاد الشام ، والإمبراطورية البيزنطية بآسيا الصغرى ، وخاصة في النصف الثاني من (القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي) قد ساعدت علي إيجاد نوع من التقارب بينهما . إذ ظل الخطر الصليبي يهدد الدولة البيزنطية ، ويؤرق مضاجعها ، حقا استطاع البيزنطيون استعادة عاصمتهم القسطنطينية في عام (659هـ /1261م) ، والتي ظلت في أيدي الصليبيين مدة تقارب 56 عاما أو يزيد ، إلا أن هذا لم يكن يعني أن الدولة البيزنطية استراحت تماما من الخطر الصليبي ، فقد ظل وجود الصليبيين في بلاد الشام يتهددها من حين لآخر . |