Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دراسة مقارنة للجامعات الافتراضية في أستراليا وكندا وإسكتلندا وإمكانية الإفادة منها في مصر /
المؤلف
مصطفى، محمد مصطفى محمود.
هيئة الاعداد
باحث / محمد مصطفى محمود مصطفى
مشرف / نبيـــل سعــد خليــل
مشرف / عنتر محمد أحمد عبد العال
مناقش / أشرف محمود أحمد محمود
مناقش / أسامة محمود قرني عبدربه
الموضوع
الجامعات الافتراضية.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
395 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية
تاريخ الإجازة
1/11/2017
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية التربية - التربية المقارنة والإدارة التعليمية.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 394

from 394

المستخلص

شهد العالم خلال العقود الماضية تغيرات سريعة ومتلاحقة في مختلف ميادين الحياة، وخاصةً ميدان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما شهد نموًا وإقبالاً متزايدًا على التعليم، وخاصة التعليم الجامعي، نتيجةً لزيادة أعداد السكان، فالتغيرات التي شهدها المجتمع العالمي مع دخول عصر المعلومات وثورة الاتصالات تجعل المؤسسات التعليمية التقليدية بحاجة إلى إعادة النظر والتطوير لتواكب هذه التغيرات باستخدام تقنيات متقدمة في مجال التعليم، فقد حولت ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مكونات المجتمع المعاصر إلى معرفة رقمية، ومدارس ذكية، وبيئات إفتراضية، ويعد ظهور التعليم الجامعي عن بُعد حلاً لبعض مشكلات التعليم الجامعي النظامي إلا أنَّ التحديات التي يشهدها العالم الآن سواء كانت عالمية أو محلية فرضت ضرورة التطوير والتحديث لهذه النظم بما يتوافق مع فكرة ديمقراطية التعليم والتعلم الذاتي.
على هذا يُعد التعليم الإفتراضي ثورة كاملة قامت على أكتاف ثورة تكنولوجيا المعلومات التي هي حصاد دمج ثلاثة أنواع من التكنولوجيا هي تكنولوجيا الكمبيوتر، وتكنولوجيا البرمجيات، وتكنولوجيا الاتصالات أو نقل البيانات، وهذا النوع من الدمج ليس فقط مجموع حسابي لهذه التكنولوجيات، لكن له قدرة تضاعفية كبيرة في الإنتاج العلمي من حيث الكم والكيف.
وهكذا يمكن القول بأن الجامعة الإفتراضية صارت حقيقة واقعية فرضت نفسها في ميدان التعليم الجامعي من بُعد والتعليم المفتوح، بل والتعليم الجامعي بشكلٍ عام، لذا تسعى الدراسة الحالية إلى عرض وتحليل بعض الجامعات الإفتراضية الأجنبية، وبيان إمكانية الإفادة منها في تطوير التعليم الجامعي الإفتراضي في مصر.
مشكلة الدراسة:
ومن الصعوبات والمشكلات التي تواجه التعليم الجامعي التقليدي، والتي ظهرت آثارها واضحة في الصدمة التي أخذتها الجامعات المصرية، والتي لم تحظ أية واحدة منها بأية نسبة في تقرير أفضل خمسمائة جامعة على مستوى العالم، والذى أجراه معهد التعليم العالي بجامعة جياوتونج بشنغهاي في الصين عام2004م، وكذلك تأخر ترتيبها حتى على مستوى الجامعات الأفريقية ذات النشأة الحديثة، حيث حصلت أقدم جامعة مصرية وهى جامعة القاهرة على الترتيب رقم (18) في التقييم العلمي للجامعات الأفريقية، وهو ما يؤكد فقدانها القدرة على مسايرة التطور المعاصر وقصور استفادتها من الصيغ والنماذج العالمية الحديثة مثل الجامعات الإفتراضية مما أسهم في قصور أدائها.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذل للتوسع المستمر في مؤسسات التعليم الجامعي، إلا أنه ما يزال يعاني من العديد من المشكلات التي تعوق تقدمه، وتعرقل تحقيق أهدافه في الاستيعاب الكامل للطلاب من جهة، والوفاء بمتطلبات سوق العمل من جهة ثانية، ومسايرة التقدم المعرفي والتكنولوجي من جهة ثالثة
وفي ضوء هذه المشكلات والمعوقات التي تعاني منها المؤسسات الجامعية أصبح مطلب التجديد والتطوير، والحاجة إلى استحداث صيغ وأنماط للتعليم الجامعي عن بُعد ضرورة عصرية ملحة خاصةً في ظل ما تشهده المجتمعات المعاصرة من تحديات رقمية ومعرفية هائلة يصعب على المؤسسات التعليمية خاصةً الجامعات مجابهتها بوضعها التقليدي الراهن، ولهذا نمت رغبة الباحث بإجراء هذه الدراسة رغبةً في الاستفادة من خبرات وتجارب الدول الرائدة في استحداث أنماط تعليمية جديدة تتواكب مع ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاستفادة منها إلى أقصى حدٍّ ممكن للتغلب على مشكلاتها الآنية، وتفي بتطلعاتها المستقبلية.
أسئلة الدراسة
يمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية في الإجابة عن الأسئلة التالية:
1. ما ملامح الجامعة الافتراضية، وما دوافع ومبررات الأخذ بها في الأدبيات التربوية المعاصرة؟
2. ما ملامح الجامعة الافتراضية في استراليا في ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة؟
3. ما ملامح الجامعة الافتراضية في كندا في ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة؟
4. ما ملامح الجامعة الافتراضية في اسكتلندا في ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة؟
5. ما واقع التعليم الجامعي الافتراضي في جمهورية مصر العربية في ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة؟
6. ما أوجه الشبه والاختلاف بين الجامعات الافتراضية في كل من استراليا وكندا واسكتلندا في ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة؟
7. ما التصور المقترح لتطوير التعليم الجامعي الافتراضي بمصر في ضوء خبرة كل من استراليا وكندا واسكتلندا في هذا المجال؟
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة إلى:
1. التعرف على الجامعة الافتراضية (المفهوم، والمقومات، والأنماط، والمميزات والعيوب).
2. التعرف على أبرز ملامح الجامعات الافتراضية الأجنبية موضع الدراسة.
3. الوقوف على واقع التعليم الجامعي الافتراضي بمصر.
4. تحديد أوجه التشابه والاختلاف بين تلك الجامعات الافتراضية الأجنبية.
5. التوصل إلى تصور مقترح لتطوير التعليم الجامعي الافتراضي بمصر في ضوء خبرات كل من استراليا وكندا واسكتلندا وبما يتناسب وواقع المجتمع المصري.
أهمية الدراسة:
تتضح أهمية الدراسة في النقاط التالية:
1- يساهم في وضع السياسات والإجراءات والخطط اللازمة لتطبيق نظام التعليم الإفتراضي على قطاع التعليم الجامعي، نظرًا لأهميته القصوى في تحقيق التنمية.
2- تقدم الدراسة تأصيلاً نظريًا يفيد المهتمين بالجامعة الإفتراضية، ويتعرض البحث بتوضيح خبرات كل من أستراليا وكندا وأسكتلندا في مجال الجامعات الإفتراضية.
3- تفيد الدراسة في تطوير التعليم الجامعي الافتراضي بمصر ليتناسب مع الأساليب التكنولوجية والاتجاهات العالمية المعاصرة ولتلبية الطلب الاجتماعي على التعليم الجامعي.
4- تأتي هذه الدراسة تلبيةً لتوصية كثيرٍ من الدراسات والبحوث، والتي تؤكد على ضرورة إعادة النظر في التعليم التقليدي، ومحاولة تطويره من خلال التعليم الإفتراضي باعتباره ضرورة تفرض نفسها لتحسين عملية التعلم وتجويد الخدمات والمخرجات.
5- تفيد الدراسة بعض أفراد المجتمع إذ يقدم تصورًا لتطوير التعليم الجامعي الإفتراضي بمصر حيث يمكن أن يتيح فرصًا متنوعة للتعليم الجامعي وللتدريب والتنمية المهنية ومجالات تعليم الكبار والفئات الخاصة ويفتح مجالاً للتوسع في التعليم المستمر.
6- تعد هذه الدراسة محاولة للتخطيط لجامعة إفتراضية في بيئة مصرية ذات خصائص وإمكانات معينة بحيث تصاغ جميع أبعادها صياغة محلية بدلاً من استيراد هذه الأبعاد من جهة أجنبية.
7- قد تسهم الدراسة في استنباط دراسات جديدة تتناول الأبعاد المختلفة للجامعة الإفتراضية بصورة أكثر تفصيلاً، وبما يساهم في التوسع في هذا النوع من التعليم على المستوى المحلي.
حدود الدراسة:
تتحدد أبعاد الدراسة فيما يأتي:
أولا: الحدود الموضوعية:
تقتصر الحدود الموضوعية على دراسة الجامعات الافتراضية في (استراليا، وكندا، واسكتلندا) من خلال سبعة محاور وهى:النشأة والتطور، والأهداف، والإدارة والتمويل، وسياسة القبول، والدرجات العلمية، ودعم الطلاب، وأساليب التقويم.
ثانيا: الحدود المكانية:
تقتصر الحدود المكانية على دراسة الجامعة الافتراضية فى استراليا (جامعة موناش، وكندا (الجامعة الافتراضية الكندية)، واسكتلندا (الجامعة الإفتراضية) وبيان إمكانية الإفادة منها فى تطوير التعليم الجامعي الإفتراضي بمصر فى ضوء معطيات واقع المجتمع المصري.
ثالثا: الحدود الزمانية:
اقتصر الحدود الزمانية على دراسة الواقع الحالي للجامعات الافتراضية في (استراليا، وكندا، واسكتلندا)، وكذلك الواقع الحالي المعاصر للتعليم الجامعي الافتراضي بمصر.
منهج الدراسة:
استخدم الدراسة المنهج المقارن كمسار منهجي شامل يتضمن مداخل متعددة للمعالجة التربوية المقارنة، والذى يتبع الخطوات التالية: الوصف، والتفسير، والمقارنة.
مبررات اختيار دول المقارنة:
تعددت مبررات اختيار الباحث لكل من أستراليا وكندا وأسكتلندا، وتمثلت أهم هذه المبررات فيما يلي:
1) تعد الدول الثلاث (عينة الدراسة) من الدول المتقدمة بصفة عامة، وفى مجال التعليم الجامعي على وجه الخصوص.
2) تمثل كل دولة من الدول الثلاث (عينة الدراسة) مثالاً لقارة مختلفة من قارات العالم الست، مما يتيح التعرف على نظام الجامعات الإفتراضية في دول مختلفة للاستفادة من هذه التجارب وتطبيقها في مصر.
3) تعد أستراليا من الدول الحديثة التي انتهجت نظام الجامعات الإفتراضية في تعليمها، فخلال ثلاثة عقود حققت تعليمًا يعتمد على تقنيات الجيل الرابع المتمثلة بالوسائط التفاعلية التزامنية على الإنترنت بأسلوب التعليم التفاعلي التعاوني، وهى مثال للجامعات الخاصة الربحية الإفتراضية، وتحتاج مصر في تلك المرحلة الانتقالية الفاصلة في تاريخها للتعرف على نموذج كهذا النموذج الأسترالي الذي استطاع الانفتاح على العالم والتعامل مع تحدياته.
4) كندا دولة ديمقراطية، وتعد الجامعات الإفتراضية فيها من الجامعات ثنائية اللغة، نظرًا لتقديمها البرامج الدراسية باللغتين الفرنسية والإنجليزية، وهى من الدول التي حققت تنمية اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية من خلال الاهتمام بوسائل الاتصال الحديثة ومواكبة مستجدات العصر ومتطلباته.
5) تُعد كندا نموذجًا لأمريكا الشمالية، وقد استطاعت تكنولوجيا الحاسوب والاتصالات التي تميزت بها أن تحق الأهداف التربوية المنشودة، الأمر الذي جعل التعليم عن بُعد فيها أمرًا حتميًا ضروريًا.
6) تُعد الجامعة الكندية الإفتراضية اتحادًا فريدًا للجامعات الكندية، والذي يقدم الشهادات والدرجات العلمية عبر الإنترنت.
7) كما تُعد كندا واحدة من أهم ثلاث دول في مجال التعليم الجامعي.
8) تقدم الجامعة الإفتراضية الكندية حوالي 2500 مقررًا عن بُعد، وأكثر من 350 درجةً وشهادةً، تتضمن: البكالوريوس، والدبلومات، والماجستير في تخصصات مختلفة.
9) تحتل أسكتلندا موقعًا متميزًا بين الدول المتقدمة، وتمتلك نظامًا تعليميًا متقدمًا، وهى واحدة من أكثر دول العالم احترامًا لنظم التعليم، وقد تربعت أسكتلندا على العرش في مجال الجامعات والكليات لأكثر من خمسمائة عام، ولا تزال إلى الآن في مصاف الدول المتقدمة علميًا وخصوصًا بعد إنشاء البرلمان الأسكتلندي في عام 1999م، لذا تبدو أهمية دراسة النموذج الأسكتلندي في الجامعات الإفتراضية، والتعرف على أهم خصائصه وملامحه مما يسهم في تقديم نموذج لإنشاء جامعة إفتراضية مصرية في ضوء التجربة الأسكتلندية.
وفي ضوء الدراسة النظرية للجامعة الافتراضية ومبررات إنشائها ومتطلباتها، وفي ضوء دراسة خبرات بعض الجامعات الافتراضية وهي: جامعة موناش الافتراضية بأستراليا والجامعة الافتراضية بكندا والجامعة الافتراضية بإسكتلندا يمكن وضع التصور المقترح للدراسة، والذي يهدف إلى تطوير التعليم الجامعي الافتراضي في جمهورية مصر العربية، بما يتفق مع السياق الثقافي وإمكانيات المجتمع المصري ويمكن عرض هذا التصور وفقًا للخطوات التالية: فلسفة وأهداف التصور المقترح، وأسس ومرتكزات التصور المقترح، ومحاور التصور المقترح، وتمثلت في: رؤية ورسالة الجامعة الإفتراضية، أهداف الجامعة الإفتراضية، والدرجات العلمية، وبرامج الجامعة الإفتراضية، وسياسة القبول، إدارة وتمويل الجامعة، ودعم الطلاب، وأساليب التقويم، ثم متطلبات تنفيذ التصور المقترح، وخطوات وآليات تطبيق التصور المقترح، معوقات تنفيذ التصور المقترح وسبل التغلب عليها.
وأخيرًا يأمل الباحث أن يتم مستقبلاً تبني الجامعة الإفتراضية في التعليم الجامعي المصري كصيغة إستراتيجية لها قيمتها المضافة لمنافع التعليم التقليدي، على أن يتم هذا التبني وفقًا لمتطلبات التعليم الجامعي في ضوء المستجدات العالمية، والاحتياجات المجتمعية للمجتمع المصري.