الفهرس 
الفهرسيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 307 |  |  |
| | | from | 307 | | |
المستخلص
أثارت دعوة البابا أوربان الثاني Urban II (1088 – 1099م) في مجمع كليرمونتClermont عام 1095م استجابة مختلف القوى الإجتماعية، والسياسية في الغرب الأوربي، حيث انطلقت الحركة الصليبية من أجل تحرير الأرض المقدسة. وإذا كانت الإمبراطورية البيزنطية قد طلبت المساعدة العسكرية من الغرب الأوربي فإن ما وصل إليها كانت قوات هائلة أعلنت وجهتها لبيت المقدس، الأمر الذي وضع الإمبراطورية البيزنطية أمام الكثير من المشاكل كان أهمها تقديم الدعم اللوجستي لهم. وقد اتخذ الدعم اللوجستي للجيوش الصليبية أشكالا وصورا متعددة: فقد قدمت الإمبراطورية البيزنطية على وجه الخصوص الكثير من الدعم للجيوش الصليبية كتسهيلات مساندة للحرب دون الإنخراط في ساحاتها بشكل أساسي كالسماح للجيش بالعبور عبر أراضيها، وتقديم ما يحتاجه المحاربون من عتاد، ونقلهم عبر المضائق إلى الساحل الآسيوي، والقيام بالأعمال الإستخباراتية وجمع المعلومات، وإذا كانت مهمة تقديم الدعم اللوجستي للجيوش الصليبية قد وقعت في البداية على كاهل الإمبراطورية البيزنطية، فإن المدن الأوربية البحرية تحملت مسؤولية ربط الصليبين بالجانب الأوربي وإمدادهم باحتياجاتهم الاستراتيجية. ولا يغفل علينا أن الكتابة في تاريخ الحملات الصليبية ليست بالشيء الجديد، لكن غالبيتها قد اهتمت وتوسعت في الحديث عن الحروب الصليبية من حيث أصلها، والدعوة لها وتكوينها، والإمارات الصليبية التي أقامتها في المشرق العربي، وصولا إلى نتائجها وتأثيراتها على الشرق والغرب، ولكنها لم تفرد مساحة خاصة للحديث عن دعم هذه الجيوش المادى والمعنوى، وهي تعبر بلادا وأوطانا غريبة عنها لتصل إلى هدفها، مع العلم أنه لم تكن هذه الجيوش لتحقق أية نجاحات بدون تقديم هذا الدعم، من هنا تأتي أهمية دراسة ” الدعم اللوجستى للجيوش الصليبيه(1095-1149م)” فى الفترة منذ بداية الدعوة للحملات الصليبية وعودة لويس السابع Louis VII (1137-1180م) من الأراضي المقدسة إلى أوربا.