Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
نتائج الدراسات التربوية فى مجال التربية الوقائية الإسلامية بين النظرية واالتطبيق /
المؤلف
آدم، أمينة خلف محمد.
هيئة الاعداد
باحث / أمينة خلف محمد
مشرف / خلف محمد البحيرى
مشرف / عماد صموئيل وهبة
مناقش / مصطفى محمد أحمد رجب
الموضوع
التربية.
عدد الصفحات
373 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
أصول التربية
الناشر
تاريخ الإجازة
7/10/2019
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية التربية - أصول التربية.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 395

from 395

المستخلص

مقدمة الدراسة:
لقد جاء الإسلام بمنهج وتوجيهات ربانية وقائية، تتمثل في التربية الوقائية الإسلامية، وقد حث الله تعالى عباده على الالتزام بها؛ لحماية الأفراد ومجتمعاتهم من الأمراض، والآفات، والتحديات، المعاصرة، وتظهر ثمرة الاهتمام بهذه التربية من خلال تنمية مفهومها ومجالاتها وأهميتها، واهتمام البحث العلمي والتربوي بنقد وتقويم الدراسات التربوية، وثمارها العلمية التي يتوصل إليها الباحثون في نهاية رسائلهم في هذا المجال؛ لإحياء التراث التربوي الإسلامي، والاستفادة منه، وربط الماضي بالحاضر، والعمل على دراسة القضايا والتحديات والمشكلات والآفات المجتمعية التي تهدم البناء المؤسسي التربوي، ومعرفة المتطلبات التربوية لمواجهتها والقضاء عليها. وتنمية الوعي بثقافة التربية الوقائية الإسلامية لها آثارها الإيجابية في كافة المؤسسات التربوية عند تفعليها، هذه الثقافة تلزم البحث العلمي الاهتمام بمعرفة النواحي التنظيرية لها من خلال رصد الآفات المجتمعية والمتطلبات التربوية في المجالات المختلفة؛ لرصد واقع تطبيق اتجاهات هذه الآفات والمتطلبات بنتائج دراسات التربية الوقائية الإسلامية؛ حيث يُعد البحث العلمي والتربوي وتنميتهما أحد الوظائف الأساسية للجامعات.
مشكلة الدراسة:
كثيرٌ من الجامعات المصرية والعربية يتوقف دورها عند منح الباحثين الدرجات العلمية فقط، ولا تهتم بنتائج وتوصيات الدراسات، وتفتقر لركيزة أساسية في تنمية البحث العلمي، ألا وهى إقامة: (مركز لتنمية البحوث العلمية والتربوية)؛ هذا المركز يعمل على رصد المشكلات المجتمعية، وتدعيم الباحثين وتشجيعهم على إقامة دراسات لحلها ومواجهتها، وتفعيل نتائج وبحوث الدراسات، ومنح جوائز تقديرية للبحوث المتميزة. وحاجة المجتمعات والأمة الإسلامية للاهتمام بتجديد الخطاب الديني التربوي ومتطلباته في ظل ما تعانيه من مشكلات تربوية وآفات مجتمعية، وحاجتها لربط هذه الآفات والمشكلات البحثية بالجامعات ومراكز البحث العلمي؛ للعمل على مواجهتها، ووضع تصور تطبيقي مقترح للحد منها، والنهوض بالعالم العربي والإسلامي.
ودراسة المعوقات التي تقف حائلاً أمام تطبيقها والاستفادة منها، وكثيرٌ من نتائج الدراسات الجامعية في مجال التربية الوقائية الإسلامية لم يخرج إلى حيز التنفيذ، ولم يكن لها تأثيرٌ واضحٌ على الفرد ومجتمعه. ووجود قصور في التعاون بين الجامعات وبين المؤسسات المجتمعية لتنمية الوعى بهذه النتائج؛ وعليه تمكنت الباحثة من صياغة مشكلة دراستها الحالية في الإجابة عن الأَسئلة الآتية:
ما الأسس الفلسفية للتربية الوقائية الإسلامية؟ ما متطلبات التربية الوقائية الإسلامية لمواجهة الآفات المجتمعية المعاصرة؟ ما نتائج الدراسة التحليلية للآفات المجتمعية في دراسات التربية الوقائية الإسلامية؟ ما نتائج الدراسة التحليلية للمتطلبات التربوية لمواجهة الآفات المجتمعية في دراسات التربية الوقائية الإسلامية؟ ما التصور المقترح لتطبيق نتائج الدراسات التربوية في مجال التربية الوقائية الإسلامية لمواجهة بعض الآفات المجتمعية المعاصرة؟
أهداف الدراسة:
سعت الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية: سعت الدراسة الحالية إلى تحقيق الأهداف الآتية: التعرف علي الأسس الفلسفية للتربية الوقائية الإسلامية. تحديد أهم الآفات المجتمعية التي تؤثر سلباً على الأفراد بالمؤسسات التربوية، وعلى دورها التربوي والتعليمي، وأهم المتطلبات التربوية لمواجهتها. الكشف عن واقع نتائج الآفات المجتمعية في دراسات التربية الوقائية الإسلامية. الكشف عن واقع نتائج المتطلبات التربوية لمواجهة الآفات المجتمعية في دراسات التربية الوقائية الإسلامية؟ وضع تصور مقترح لتطبيق نتائج البحوث التربوية في مجال التربية الوقائية الإسلامية لمواجهة بعض الآفات المجتمعية المعاصرة.
أهمية الدراسة:
قد تسهم الدراسة في توجيه أنظار بعض المؤسسات التربوية المختلفة إلي أهمية التربية الوقائية الإسلامية ومجالاتها للحد من الآفات والمشكلات المعاصرة ومواجهتها. تساعد في الكشف عن أهمية المنهج (الإسلامي) الوقائي ومبادئه لتربية الفرد والمجتمع. وتهتم بتنمية الوعى الوقائي لمجالات التربية الوقائية الإسلامية المختلفة، وحث الفرد، والأسرة، والمجتمع على الالتزام بها؛ مما يدفعهم إلى تحسين اتجاهاتهم الفكرية مستقبلياً. الاهتمام بتنمية وتجديد البحث التربوي من منظور إسلامي، وإحياء التراث الفكري التربوي بالمؤسسات التربوية من أجل المحافظة عليه في ظل التحديات المتلاحقة.
قد تُسهم الدراسة في نقد ومراجعة نتائج الدراسات التربوية في مجال التربية الوقائية الإسلامية بأقسام أصول التربية بالجامعات المصرية من خلال تحليل عينة الدراسة من عام (2006م) حتى عام (2015م)؛ بغرض التركيز على أهم الآفات المجتمعية والمتطلبات التربوية المتضمنة بها، ومعرفة مدي الاهتمام بهم من الناحية التطبيقية بنتائجها. وقد تسهم في الوقوف على أوجه الإجادة، وأوجه القصور في تناول الجوانب المختلفة لنتائج دراسات التربية الوقائية الإسلامية.
قد تسهم نتائج هذه الدراسة في تنمية وتطوير الإنتاجية العلمية لدراسات التربية الإسلامية مستقبلياً؛ مما يعود بالنفع على المجتمعات في تطوير أنظمتها التربوية على قواعد وأسس علمية متينة. توجيه نظر القائمين ببعض المؤسسات للاستفادة من نتائج دراسات التربية الوقائية الإسلامية، وضرورة تفعيل الوعى الوقائي تجاه الأبناء والمتعلمين؛ لمواجهة الآفات والتحديات المجتمعية. مدى استفادة وزارة التربية والتعليم، وكافة المؤسسات التربوية من نتائج دراسات التربية الوقائية في الإسلام، ومعرفة مدى قابلية نتائج هذه الدراسات للتطبيق في المؤسسات التعليمية المختلفة. ودراسة المعوقات التي تقف حائلاً لعدم تطبيقها والاستفادة منها.
تساعد في توجيه الجامعات بوجه عام وكليات التربية بوجه خاص بضرورة الاهتمام بمجال التربية الإسلامية، والعمل على إنشاء مركز لتنمية البحث العلمي والتربوي، يهتم بنشر نتائج الدراسات وتنميتها، وإخراجها من الروتين المعتاد إلى التطبيق على أرض الواقع المُعاش. تقدم تصوراً مقترحاً لتفعيل نتائج الدراسات التربوية في مجال التربية الوقائية الإسلامية في الواقع المعاصر من خلال المؤسسات التربوية.
منهج الدراسة:
استخدمت الباحثة في الدراسة الحالية المنهج (الوصفي)، وأسلوبه (تحليل المحتوى).
مصطلحات الدراسة:
التربية الوقائية الإسلامية بين النظرية والتطبيق هي: الأخذ بتعاليم الإسلام ومنهجه الوقائي والتربوي التي وردت في القرآن الكريم، والسنة النبوية، والثمار العلمية التي توصل إليها الباحثون بأهداف ونتائج دراستهم بهذا المجال لمواجهة الآفات المجتمعية، وتدعيم المتطلبات التربوية وتطبيقها والاستفادة منها؛ بما يضمن الحماية والدفاع عن الذات أمام مختلف المخاطر، والتحديات التي تواجه الإنسان في نفسه، وماله، وعرضه، ودينه، وأمته، ومن ثم تبصير المؤسسات التربوية المختلفة لتفعيل هذه التوجيهات، وتنمية الوعى الوقائي بها، وتحقيق الأمن المجتمعي، وبناء جيلٍ قويٍ ونهضة حضارية إسلامية تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
حدود الدراسة:
اقتصرت الحدود الموضوعية للدراسة على دراسات الماجستير، والدكتوراه التي ركزت على التربية الوقائية الإسلامية في كافة المجالات؛ وذلك بالتركيز على موضوعاتها، وأهدافها، ومناهجها، وتحليل الآفات المجتمعية، وأهم المتطلبات التربوية لها بنتائجها. تم التركيز للحدود الزمانية على دراسات التربية الوقائية الإسلامية من عام (2006م- 2015م)، لأقسام أصول التربية، بكليات التربية في (14) جامعة مصرية: (قنا، وسوهاج، وأسيوط، والمنيا، وبني سويف، وكلية الدراسات التربوية بجامعة القاهرة، وكلية التربية للبنين جامعة الأزهر، وكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر، وكلية البنات بجامعة عين شمس، وكلية التربية بجامعة عين شمس، وبنها، وطنطا، والمنصورة، والعريش).
أدوات الدراسة:
استخدمت الدراسة أولاً- استمارة تحديد المجالات الموضوعية لدراسات التربية الوقائية الإسلامية وثانياً- نتائجها، واستمارة تحليل المحتوى لتحليل مضمون أهداف، ومناهج، ونتائج دراسات التربية الوقائية الإسلامية بأقسام أصول التربية بكليات التربية بالجامعات المصرية لعينة الدراسة. وثالثاً- أداة المفاهيم الإجرائية لتحديد توجهات موضوعات، ونتائج دراسات التربية الوقائية الإسلامية طبقاً للإطار النظري المُعد للدراسة. ورابعاً- دليل الآفات المجتمعية لقياس صدق تطبيقها بنتائج دراسات التربية الوقائية الإسلامية. وخامساً-
عينة الدراسة:
تمثلت عينة الدراسة بتحليل محتوى أهداف (428)، ومناهج، ونتائج دراسات (الماجستير، الدكتوراه) التربية الوقائية الإسلامية في مصر في الفترة المحددة، والتي بلغ عددها (92) رسالة في الكليات المحددة في تسع مجالات: (العقائدي، والعبادات، والصحي، والاجتماعي، والبيئي، والاقتصادي، والسياسي، والثقافي، والتعليمي)؛ وقد بلغ عدد نتائجها الكلية (3731) نتيجة؛ وحازت الآفات المجتمعية والمتطلبات التربوية منها على عدد (2378) نتيجة؛ منها (570) نتيجة خاصة بالآفات المجتمعية، و(1808) نتيجة خاصة بالمتطلبات التربوية.
نتائج الدراسة:
بينت الدراسة النظرية نتائج الهدف الأول لها، والذي تمثل في: الملامح الفلسفية للبحوث التربوية والوقائية الإسلامية من حيث: (المفهوم، والأهداف، والأهمية، والمجالات)، فقد أكدت نتائجه على أن (الإنسان) هو أداةٌ لتفعيلهم، وتقوي الله والامتثال للشريعة الإسلامية والتربوية هو منهج ذلك التفعيل والتطبيق، و(التكليف العقلي والالتزام بالمسؤولية) هما قناة ذلك التفعيل، و(التعليم والتعلم) هما وسيلة للربط بين النواحي النظرية والتطبيقية بكافة المجالات، و(المؤسسات التربوية) تٌعد مركزاً للتواصل بين أفراد المجتمع وتنمية البحث العلمي، وحماية الشباب من الآفات المجتمعية وتدعيمهم بالإيجابيات التربوية.
بينت الدراسة النظرية نتائج الهدف الثاني للدراسة، والذي تمثل في أهم الآفات المجتمعية التي تؤثر سلبًا على الأفراد بالمؤسسات التربوية، وعلى دورها التربوي والتعليمي وأهم المتطلبات التربوية لمواجهتها؛ وقد أكدت نتائجه على ما يأتي:
غفلة المجتمع عن طاعة اللهU في بعض ما أمر به، وما نهى عنه، وترك الاقتداء برسوله r، وبسنته، وقلة الالتزام بمبادئ التربية الوقائية الإسلامية لمجالاتها المختلفة في الحياة اليومية، والبعد عن المنهج الوقائي، وقلة التوعية بإحياء الفكر التربوي للتراث الإسلامي، وإهمال وضع أهداف محددة للتنشئة الاجتماعية للفرد؛ مما أدي إلي تعالى الصراعات بين الطبقات المجتمعية، وفقدان التفاعل المتنامي بين مؤسسات التربية النظامية واللانظامية، وتحمل المسئولية الاجتماعية لدى الأفراد، والانفصام بين الأهداف التربوية، والتطبيقية على أرض الواقع، والاعتماد على التلقين (التعلم النظري)، وافتقاد أسلوب العمل والممارسة الفعلية (التطبيق).
تغيير نظام التعليم ودوره إلى التعليم على الجانب الاستثماري، والعائد الاقتصادي منه دون النظر إلى المخرجات التعليمية، أو التربوية التي تبنى المجتمعات الحضارية وتنهض بها، وقلة الاهتمام بتأسيس الشباب منذ الصغر على كيفية مواجهة الآفات، والمشكلات التي يتعرضون لها، وعدم تقديم بدائل، ومسلمات؛ تنمى لديهم مهارات استراتيجية الوقاية منها في حياتهم، وتركيز المتعلمين للحصول على أعلى المؤهلات العلمية بدون استفادة منها، وإهمال تنمية الفكر التربوي للقائمين على العملية التعليمية، وقلة تدريبهم عليه، ووضع تخصصات في غير موضعها الصحيح، وتجاهل المؤسسات المعنية بتدريب الشباب في المرحلة الجامعية وبعد تخرجهم على كيفية تنمية قدراتهم في السعي للحصول على مهنة لسد احتياجاتهم، والنهوض بالاقتصاد الإسلامي.
تراجع في التقدم الحضاري، وظهور معوقات عديدة تقف حائلاً أمام تنميته، وما تبثه الحضارات الغربية في عقول الشباب من قيم ثقافية، وتيارات معولمة، وأفكار تربوية مسمومة؛ تقدمها للشباب ظاهرياً في زي تربوي مضلل؛ يجذب العقول، ويميت القلوب، ويجنون ثمارها بعد حينٍ من ضياع شبابهم، وتفكك كيان مؤسساتهم التربوية.
الضعف الشديد للاهتمام بمادة التربية الإسلامية بالمدارس، والجامعات، وكثرة الهجمات العالمية والحركات المُعولمة للقضاء عليها، وعلى القيم التربوية الأصيلة. وإهمال التنسيق بين الدراسات التي اهتمت بدراسة الواقع المعاصر وبين المؤسسات التربوية، والمجتمعية.
قلة اهتمام المؤسسات التربوية بتوعية أبنائها بالآثار السلبية لحركة التجديد والإصلاح التي تقوم عليها المخططات الغربية، وتعمل على تطبيقها وتهميشها في المؤسسات المجتمعية، وضعف معالجة العوامل التي تؤثر على هذا التجديد في تلك المؤسسات، والتي يرجع أهمها إلى ضعف العلاقة بين النظرية، والممارسة، وضعف الاهتمام بتطبيق نتائج الدراسات التربوية والبحوث العلمية بالمدارس والجامعات وعلى أرض الواقع؛ لتنمية وعى الشباب بمخاطر الآفات المجتمعية، وكيف يمكن أن تؤثر على عقلهم ومستقبلهم ومجتمعهم، وتنمية وعيهم بالمتطلبات التربوية التي تقيهم من هذه المخاطر.
أن الالتزام بمبادئ وأساليب التربية الإسلامية في كافة المجالات وتلاشي جوانب القصور السابقة ينتج عنه التفعيل الإيجابي للمتطلبات التربوية لمواجهة الآفات المجتمعية.
بينت الدراسة التحليلية نتائج الهدف الثالث للدراسة، وهو الكشف عن واقع توجهات الآفات المجتمعية لنتائج البحث في التربية الوقائية الإسلامية بين النظرية والتطبيق؛ والذي أكدت نتائجه على ما يلي:
تضمنت أهداف دراسات التربية الوقائية الإسلامية (428) هدفا؛ حاز المجال (التطبيقي، ثم النقدي التقويمي، ثم المفاهيمي، ثم آفات ومشكلات الواقع المعاصر) على أكبر نسب، بينما كانت النسب المتوسطة للمجال: (الأصولي، والإعداد التربوي والعلمي والمهني للأفراد والمؤسسات المجتمعية، والفلسفي الفكري). وكانت النسب المنخفضة لمجال (تطوير وتنمية البحث العلمي والتربوي، التاريخي والمخطوطات العربية الإسلامية، والمقارن)؛ وهذا يوضح اهتمام هذه الدراسات بالأهداف التطبيقية، والنقدية والتقويمية، ودراسة آفات ومشكلات الواقع المعاصر وهو ما تهدف إليه الدراسة الحالية، بينما الواقع المعاصر أكد عكس ذلك؛ بأنه ما زال يعاني من وجود كثير من المشكلات والآفات المجتمعية بشدة، والبحث العلمي ما زال يعاني من الناحية الخطابية والإنشائية لأهدافه وفلسفته ونتائجه، وما زال يفتقر إلى فاعلية التطبيق على أرض الواقع، وضعف السياسات التعليمية الخاصة بتنفيذ ما يتوصل إليه الباحثون في دراساتهم.
بيَّنت الدراسة التحليلية (التطبيقية) اهتمام نتائج دراسات التربية الوقائية الإسلامية بالآفات المجتمعية للمجال: (التعليمي، ثم الثقافي، الصحي، ثم الاجتماعي، والاقتصادي)، كما بينت وجود قصور شديد في ضعف اهتمامها وتطبيقها للآفات الخاصة بالمجال (العقائدي، والعبادات، والبيئي، والسياسي)؛ فقد بلغ عدد الآفات التطبيقية بالمجالات المتفق عليها (356) آفة؛ تم تحقيق عدد (305) آفة نظرية وتطبيقية، وحازت الآفات التطبيقية التي جاءت إضافة للآفات النظرية على عدد (51) آفة تطبيقية. وقد بلغ عدد الآفات (النظرية) بجميع المجالات (120) آفة؛ تم تحقيق (79) آفة نظرية وتطبيقية، وحازت الآفات النظرية التي لم تحققها نتائج تلك الدراسات تطبيقيا على عدد (41) آفة؛ وهذا يدل على وجود توافق شديد للاهتمام بالآفات النظرية وبين تحقيقها وتطبيقها بنتائج تلك الدراسات، وأن النواحي النظرية والتطبيقية كل منهما يكمل الآخر ويكتمل به؛ وهذا ما أكدته الدراسة التحليلية والنظرية بأنها جاءت بكثير من الآفات التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام للوقاية منها.
بيَّنت الدراسة التحليلية نتائج الهدف الرابع للدراسة، وهو الكشف عن واقع توجهات المتطلبات التربوية؛ لمواجهة الآفات المجتمعية لنتائج البحث في التربية الوقائية الإسلامية بين النظرية والتطبيق؛ والذي أكدت نتائجه على ما يأتي:
وجود اهتمام بنتائج دراسات التربية الوقائية الإسلامية وتطبيقها للمتطلبات التربوية للمجال:(الاجتماعي، ثم العقائدي، ثم الصحي، ثم الثقافي، ثم السياسي، ثم الاقتصادي)؛ لمواجهة الآفات المجتمعية، ووجود قصور شديد في ضعف اهتمامها وتطبيقها للمتطلبات التربوية الخاصة بالمجال( البيئي، والعبادات)؛ فقد بلغ عدد المتطلبات التطبيقية (1238) متطلباً؛ تم تحقيقها تطبيقياً ونظرياً بعدد (1132) متطلباً، بينما حازت المتطلبات التطبيقية التي جاءت إضافة للمتطلبات النظرية على عدد (106) متطلباً؛ وهذا يؤكد حاجة البحث العلمي والتربوي إلي تفعيل نتائج تلك الدراسات ومخاطبة الجهات المعنية بذلك.
حازت المتطلبات التربوية (النظرية) الأكثر اهتماماً على المجال: (الصحي، والاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي)، وقد بلغ عددها بجميع مجالات النظرية والتطبيقية (240) متطلباً؛ تم تحقيقها تطبيقيا بنتائج دراسات التربية الوقائية الإسلامية بعدد (199) متطلباً نظرياً وتطبيقيا، بينما حازت الآفات النظرية التي لم تحققها نتائج تلك الدراسات تطبيقيا على عدد (40) متطلباً نظرياً؛ وهذا يدل على وجود توافق شديد بين المتطلبات النظرية وبين تحقيقها وتطبيقها واهتمام نتائج تلك الدراسات بها.
بلغ عدد الآفات المجتمعية والمتطلبات التربوية (التطبيقية) التي جاءت متوافقة نظرياً وتطبيقياً على عدد (1437) آفة ومتطلباً، بينما جاءت الآفات والمتطلبات الإضافية للآفات والمتطلبات النظرية على عدد (157) آفة ومتطلباً. وقد بلغ عدد الآفات المجتمعية والمتطلبات التربوية (النظرية) التي جاءت متوافقة نظرياً وتطبيقياً على عدد (279) آفة ومتطلباً، بينما جاءت الآفات والمتطلبات النظرية الإضافية للتطبيقية على عدد(81) آفة ومتطلباً.
انفردت الدراسة التحليلية بالاهتمام الشديد بنتائج هذه الدراسات وتطبيقها للآفات المجتمعية والمتطلبات التربوية للمجال التعليمي، والتي بلغ عددها (214) آفة، و(570) متطلبا، حيث نال هذا المجال على أعلى قدر من الاهتمام مقارنة بالمجالات الأخرى، ومع ذلك تتزايد بكثرة على أرض الواقع كل هذه الآفات؛ وهذا يدل على القصور الشديد للجامعات وكليات التربية بإهمالهم لتفعيل هذه النتائج.
أكدت نتائج الدراسة النظرية والتطبيقية الإهمال الشديد للاهتمام بنتائج الدراسات وفقدانها للقيمة الحقيقية لأهداف وفلسفة ونتائج البحث العلمي، وتنميته بالجامعات عامة وبكليات التربية خاصة والاكتفاء بوضعها على أرفف المكتبات، الأمر الذي يوجب على المسئولين سرعة المبادرة لإنشاء مركز لتطوير وتنمية البحث العلمي والتربوي بالجامعات المصرية عامة ولكليات التربية خاصة؛ لتحقيق المقاصد العلمية من البحوث والدراسات التي يقوم بها أعضاء هيئة التدريس والباحثين، والتعاون والتنسيق مع جميع المؤسسات التربوية والمجتمعية وتنمية الباحثين وتشجيعهم علمياً، وربط هذا المركز بالواقع والمجتمع واحتياجاته ومتطلباته؛ لتبادل نتائج هذه الدراسات وتطبيقها على أرض الواقع، وتلاشي السلبيات المجتمعية، وتدعيم الإيجابيات، وبناء مستقبل مشرف علمياً وحضارياً.