Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العلاقات العمانية الإيرانية ( 1820 - 1988 ) /
المؤلف
العنزي، عادل فهد عبد الله.
هيئة الاعداد
باحث / عادِل فَهْد عبد الله العنزي
مشرف / خالد عيد الناغية
مناقش / مصطفى الغريب محمد
مناقش / خالد عيد الناغية
الموضوع
التاريخ الحديث.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
323 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - التّاريخ والآثار
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 323

from 323

المستخلص

يُعَدُّ موضوعُ «العلاقات العُمانيَّة الإيرانيَّة (1820 - 1988)» منَ الموضوعاتِ الشّائقة والشّائكة في آنٍ واحدٍ معًا؛ إذ شَغلت هٰذه العلاقاتُ حيِّزًا مُهِمًّا في التّاريخ الحديث والمُعاصِر، ولا سيَّما أنّ لعُمانَ مواقفَ إيجابيّةً كثيرةً مع الجُمْهوريَّة الإيرانيَّة، وتكادُ تكونُ هي الدَّوْلةَ الخليجيَّةَ الوحيدةَ الَّتي تربِطُها علاقاتُ أخوَّة وصداقة قويّة مع إيرانَ، وبِخاصَّة بَعْدَ قيامِ الجُمْهوريَّة الإيرانيَّة وسقوطِ حُكْم الشّاه. علىٰ أنَّ عُمانَ تمتّعتْ بموقع إستراتيجيٍّ متميِّز؛ لتحكُّمِها بالمدخل الجنوبيِّ للخليج العربيّ، وشاركَتْها في ذٰلك إيرانُ؛ وهذا ما جَعَلَ التنافسَ بينَهُما قائمًا علىٰ مرِّ العصورِ. منذُ القدم، والحكوماتُ الإيرانيَّة المتعاقبة تسعىٰ حثيثًا من أجل بَسْط نفوذِها علىٰ إقليم عُمانَ الَّذي كانَ، ولا يزالُ، يمثِّل إقليمًا جغرافيًّا متميِّزًا. وقدِ أحْتلَّتِ الركنَ الجنوبيَّ الشرقيَّ من شبه الجزيرة العربيّة، وتحكَّمتْ بهٰذا الموقع المتميِّزِ في الجزء الأكبر من بحر العرب ومضيق هُرْمُز حيثُ المدخلُ الجنوبيُّ للخليج العربيِّ. في المقابل، تقع إيرانُ علىٰ الساحلِ الشماليِّ الشرقيِّ للخليج العربيِّ؛ ما يمثِّلُ عاملَ القربِ الجغرافيِّ بين البلدَيْن، وكان له الدورُ الأكبرُ في العلاقاتِ العُمانيَّة الإيرانيَّة، وتحكُّمِ كلٍّ منهُما في المدخل الجنوبيِّ للخليج العربيِّ. حاول الإيرانيّونَ عبر التّاريخ بَسْطَ نفوذهم وسيطرتهم علىٰ عُمانَ، سواءٌ قَبْلَ الإسلامِ أَوْ بَعْدَ ظهورِه. واستمرت تلك المحاولات علىٰ نحوٍ أو آخرَ طوالَ العصور الوُسْطىٰ والحديثة. ومنَ الشّواهد التّاريخيّة علىٰ ذٰلك في العصر الحديث المحاولةُ الَّتي قام بها الإيرانيّونَ للسيطرة علىٰ عُمانَ في فترة حُكْمِ الإمامِ سيفِ بنِ سلطانَ الثّاني اليعربيِّ (1692 - 1711م)؛ حينَ حاولَتْ إيرانُ استغلالَ ضَعْفِ عُمانَ في تلك الفترة، وتدخَّلت في الشأن العُمانيِّ علىٰ نَحْوٍ مباشرٍ. أخذتِ العلاقاتُ العُمانيَّة الإيرانيَّة شكلًا مغايرًا في عهد أُسْرة البوسعيد؛ إذ كان التنافسُ البحريُّ جليًّا مِن أجل محاولة كلِّ طرفٍ فَرْضَ سيادتِه علىٰ المراكزِ البحريّة المُهِمَّة في بحر العرب ومَضيقِ هُرْمُز.تميَّزت الفترةُ من (1820 - 1988م) بالعديد منَ العلاقاتِ المتشعِّبة بين عُمانَ وإيرانَ؛ إذ أخذت العلاقات أشكالًا متباينةً ومتضاربة، وتدخَّل فيها العديدُ من العوامل الدّاخليَّة والخارجيَّة. ومن بين تلك العوامل وجودُ النفوذِ البريطانيِّ في عُمانَ والخليج العربيِّ؛ وهو ما كان له الأثرُ المباشرُ في تحديد ملامح العلاقات العُمانيَّة الإيرانيَّة. ومن تلك العوامل أيضًا سيطرةُ عُمانَ علىٰ ميناء (جوادر) في مِنْطقة (بلوشستان) الَّتي كانت تعُدُّها إيرانُ من مناطقِ نفوذها، ولم تدَّخر وُسْعًا في محاولة استعادتها من قبضة عُمانَ. هٰذا الكلام ينطبقُ أيضًا علىٰ (بندر عبّاس) الَّتي سيطرتْ عليها عُمانُ وحاولتِ أسْترجاعَها بكُلِّ السُّبُلِ. هٰذا، وتدخَّلت عواملُ أخرىٰ في القرنِ العشرينَ أثَّرت، علىٰ نَحْوٍ مباشرٍ، في طبيعة العلاقات بين البلدَيْن. ويُعَدُّ جلوسُ السلطانِ قابوسَ بنِ سعيدٍ علىٰ العرش في عُمانَ عامَ 1970م نقطةَ تحوُّلٍ جديدةً في العلاقات العُمانيَّة الإيرانيَّة؛ إذ كانت ثورة (ظفار) مشتعلةً قبل جلوسِه علىٰ العرش، وأبدتْ إيرانُ تعاوُنًا مع الحكومة العُمانيَّة في القضاء علىٰ الثَّورة؛ وهٰذا ما كان له الأثرُ الكبيرُ في التقارب العُمانيِّ الإيرانيِّ الَّذي ازداد منذُ تولِّي قابوس الحُكْمَ. لذلك نجد الموقف العُمانيَّ من الصراع العراقيِّ الإيرانيِّ في حرب الخليج الأولىٰ مختلفًا عن سائر الدول العربيّة بعامَّة، ودول الخليج العربيّ بِخاصَّة. وترتَّب علىٰ العلاقاتِ العُمانيَّة الإيرانيَّة نتائجُ عديدةٌ كان لها الكثيرُ منَ الآثارِ علىٰ المُسْتويَيْن الإقليميِّ والدَّوْليِّ؛ وهٰذا ما جَعَلَ درايةَ تلك العلاقاتِ مادَّةً تاريخيّةً استهوت عددًا غَيْرَ قليلٍ منَ الباحثينَ والدّارسينَ في مجال التّاريخ الحديث والمُعاصِر. أمّا أهميّةُ هٰذه الدِّراسة فتَأْتي مِنْ جوانبَ؛ مِنْها أنَّها تُلْقي الضَّوْءَ علىٰ العلاقات العُمانيَّة الإيرانيَّة في الفترة 1820 - 1988م، وهي فترةٌ تميَّزتْ فيها تِلْكَ العلاقاتُ بين البلدَيْن بالتباين والاختلاف. وعلىٰ الرَّغْمِ مِمّا كَتَبَهُ عن تلك العلاقاتِ بَعْضُ الباحثينَ والدّارسينَ؛ فالموضوعُ ما زال يحتاج إلىٰ مزيد منَ الدَّرْس؛ وذٰلك ما دَفَعَني إلىٰ محاولة أسْتكمالِ النَّقْصِ في هٰذا الموضوع.