الفهرس 
الفصل الأول : الإطار العام للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 260 |  |  |
| | | from | 260 | | |
المستخلص
أصبح التطوير الإداري من المتطلبات الإدارية لأن الهياكل التنظيمية البيروقراطية التي تعتمد على المركزية والروتين أصبحت عاجزة عن تلبية السرعة المطلوبة في الأداء، بالإضافة إلى إخفاقها في مواكبة التطورات الحالية والمستقبلية في نظم الادارة، وذلك لسلبياتها العديد وتجاهلها لعنصر المهارات والخبرات والقدرات الخاصة التي يعتمد عليها التطوير الإداري الذى يسعى المتخصصون فيه إلى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والاستفادة من أصحاب المهارات والقدرات في سبيل مصلحة المنظمة، والعمل بمبدأ العلاقات الانسانية كوسيلة فعالة لضمان تقدم الأداء وزيادة الكفاءة الانتاجية، واستخدام التقنية الحديثة التي توفر عنصر السرعة والمرونة، وهذا لن يتحقق الا برفع كفاءة وفاعلية الجهاز الإداري عن طريق تحليل الامراض التنظيمية وتشخيص مظاهرها وأعراضها وأسبابها وطرق معالجتها، لإحداث نقله نوعية في الأداء الإداري وسلوكيات العاملين.
مشكلة الدراسة:
أن للبيروقراطية جوانب سلبية منها أنه كلما زادت عدد مستويات الهياكل التنظيمية، كلما زادت حدة الروتين وزاد الجمود وقلت الكفاءة والفعالية، كما أن زيادة عدد المستويات التنظيمية تؤدى إلى البطء في اتخاذ القرارات وإلى البطء في انتقال المعلومات ويزداد تعقيد الاتصالات وكثرة المكاتب الرسمية فضلا على تداخل الصلاحيات وازدواج.
أن الهدف من التطوير الإداري لوزارة التربية والتعليم هو إجراء تغييرات وتعديلات في الهياكل التنظيمية وتطوير الأداء والحد من سلبيات البيروقراطية الموجودة مثل المركزية والروتين الإداري، المحسوبية والوساطة والرشاوى والاختلاسات في (التوظيف، الترقيات، تعيين المعلمين، توريد الكتب المدرسية وتوريد التجهيزات، توزيع البدلات الخاصة بالمكافآت والاعانات المالية)، الاسراف في استخدام المال العام مثلما يتم في بناء المدارس يوجد الاختلاسات والتلاعب في المقاولات أثناء التنفيذ، التطبيق الحرفي للقوانين والتمسك الجامد باللوائح، التخلص من المسؤولية وعدم البت في اتخاذ قرار سريع أو تأجيل اتخاذه وإلقاء المسؤولية على الغير، وتضخم الجهاز الإداري، وقلة القيادات الإدارية المؤهلة، وضعف التقنية الإدارية، وضعف الاهتمام بالبحث العلمي لتطوير الجوانب الإدارية.
وفى ضوء ما تعاني منه وزارة التربية والتعليم من المشكلات السابقة وعلى هذا تأتى هذه الدراسة للمساهمة فى تنفيذ التوجه للاتجاهات الحديثة للبيروقراطية من خلال السعي لتطوير الأداء الإداري لوزارة التربية والتعليم بما يتوافق مع الإتجاهات الحديثة للبيروقراطية، وعليه تتحدد مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس التالي:
كيف يمكن تطوير الأداء الإداري في وزارة التربية والتعليم بمصر في ضوء الإتجاهات الحديثة للبيروقراطية ؟
ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة الفرعية التالية :
١ – ما هو الأداء الإداري؟ ما الفلسفة التي يقوم عليها الأداء الإداري؟ وكيف يمكن قياس الأداء الإداري.
2- ما النظرية البيروقراطية؟ وما الإتجاهات الحديثة للبيروقراطية؟
3- ما المشكلات الإدارية التي تواجه وزارة التربية والتعليم بمصر؟
4- ما واقع ممارسة البيروقراطية وعلاقتها بالأداء الإداري بوزارة التربية والتعليم بمصر؟
5 - ما التصور المقترح لتطوير الأداء الإداري بوزارة التربية والتعليم بمصر في ضوء الإتجاهات الحديثة للبيروقراطية؟
ويقتصر البحث في تناوله للأداء الإداري علي الجوانب التالية :
١ - المشاركة في صنع القرار . ٢ - الاتصال . ٣ -تفويض السلطة. 4- العلاقات الانسانية. 5- التنظيم.
ثانياً: أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلي :
1- تعرف الأداء الإداري وفلسفة وطرق قياسه .
2- تحليل الإتجاهات الحديثة للبيروقراطية وكيفية توظيفها في تحسين الأداء الإداري.
3- عرض المشكلات البيروقراطية التي تواجه وزارة التربية والتعليم بمصر.
4- معرفة واقع أداء المديرين والعاملين بوزارة التربية والتعليم من وجهة نظرهم.
5- صياغة تصور مقترح لتطوير الأداء الإداري في وزارة التربية والتعليم بمصر باستخدام الإتجاهات الحديثة للبيروقراطية.
ثالثاً: أهمية الدراسة:
ترجع أهمية الدراسة إلى أنها:
1- إلقاء الضوء على الإتجاهات الحديثة للبيروقراطية وكيفية مواجهة سلبيات ”النموذج المثالي للبيروقراطية”.
2- تكمن أهمية الدراسة في كونها تتناول موضوعاً غاية في الأهمية، ألا وهو تطوير الأداء الإداري في وزارة التربية والتعليم بمصر، وسبل تطويره في ضوء الإتجاهات الحديثة للبيروقراطية وهى (التنظيم، تفويض السلطة، الاتصال، المشاركة في اتخاذ القرار، العلاقات الانسانية) وانطلاقاً من أن نجاح وزارة التربية والتعليم رهين بنجاح العاملين بها، والقيادة الناجحة للإدارة التعليمية هي التى تسعى دوماً لتطوير أدائها وفقاً للاتجاهات المعاصرة.
3- نتائج هذه الدراسة قد تساعد العاملين بوزارة التربية والتعليم على تطبيق الإتجاهات الحديثة للبيروقراطية أثناء ممارسة أعمالهم الإدارية وبالتالي تحسين وتطوير وزارة التربية والتعليم في مصر.
4- محاولة وضع تصور مقترح لتطوير الأداء الإداري بوزارة التربية والتعليم بمصر في ضوء الإتجاهات الحديثة للبيروقراطية.
منهج الدراسة:
تستخدم الدراسة المنهج الوصفي، والذي يهدف إلى جمع الحقائق والبيانات عن ظاهرة أو موقف معين مع محاولة تفسير هذه الحقائق وتحليلها للوصول إلى إبداء التوصيات والاقتراحات بشأن الموقف أو الظاهرة موضوع الدراسة، وذلك بالاعتماد على العديد من الكتب العربية والأجنبية وبعض الدراسات والبحوث السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة(1).
كما اعتمدت الدراسة الميدانية على استبانة للتعرف على واقع الأداء الإداري البيروقراطي داخل وزارة التربية والتعليم بمصر، التعرف على متطلبات ومقترحات تطوير الأداء الإداري في ضوء الإتجاهات الحديثة للبيروقراطية، واستخدام مقابلة شخصية مع المديرين والقادة داخل وزارة التربية والتعليم وذلك التعرف على واقع أسلوب العمل البيروقراطي.
حدود ومبررات الدراسة:
تقتصر الدراسة الحالي على ما يلى:
1- الحدود البشرية: تقتصر الدراسة على عينة من العاملين والمديرين في وزارة التربية والتعليم.
2- الحدود المكانية: تقتصر الدراسة على وزارة التربية والتعليم بمصر ومديرية التربية والعليم في القليوبية وبني سويف.
3- الحدود الزمانية: تمت الدراسة الميدانية من 7/5/2018 إلى 7/9/2018.
خطوات الدراسة:
تسير الدراسة وفق الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: عرض الإطار العام للدراسة: ويتضمن مقدمة الدراسة ومشكلتها وأهميتها وأهدافها والمنهج المستخدم وحدود الدراسة، وتحديد المصطلحات، والدراسات السابقة العربية والأجنبية، وخطوات السير في الدراسة.
الخطوة الثانية: عرض نظري الأداء الإداري من حيث ماهيته والعوامل المؤثرة فيه ومتطلباته، ونموذج الأداء المتميز، وتقويم وقياس الأداء الإداري، والأداء الإداري والمساءلة، وتطوير الأداء الإداري ويتضمن: المشاركة في صنع القرار وتفويض السلطة والاتصال وتقويم الأداء.
الخطوة الثالثة: عرض نظري الإتجاهات الحديثة للبيروقراطية ولقد تناول هذا الفصل الإتجاهات الحديثة للبيروقراطية من حيث نظرية كروزية ونظرية جولدنر ونظرية سلزينك ونظرية بينس.
الخطوة الرابعة: عرض نظري مشكلات الأداء الإداري في وزارة التربية والتعليم بمصر(دراسة نظرية). ولقد تناول هذا الفصل وصف وتشخيص الوضع الراهن للأداء الإداري في وزارة التربية والتعليم، من خلال عرض وتحليل الوثائق الرسمية، والقرارات والقوانين المتضمنة للعمل، بالإضافة إلي نتائج البحوث والدراسات السابقة.
الخطوة الخامسة: الدراسة الميدانية واقع ممارسة البيروقراطية وعلاقتها بالأداء الإداري في وزارة التربية والتعليم بمصر (دراسة ميدانية). ولقد تناول هذا الفصل واقع الأداء الإداري بوزارة التربية والتعليم بمصر، من حيث المشاركة في صنع القرار وتفويض السلطة والاتصال وتقويم الأداء. واعتمدت الدراسة الميدانية علي الاستبيان وتم توجيهه لعينة من العاملين والمديرين في وزارة التربية والتعليم، ومقابلة للمديرين والقادة بوزارة التربية والتعليم.
الخطوة السادسة: التصور المقترح ويتضمن: فلسفة ومنطلقات التصور المقترح النظرية التي يستند إليها، وكذلك ملامحه ومتطلبات تنفيذه، والمعوقات المتوقعة أمام تنفيذه، ومقترحات التغلب عليها.
النتائج:
1- بالنسبة للمقابلات الشخصية:
أسفرت نتائج المقابلات الشخصية التي تم تطبيقها على عينة من المديرين بمختلف فئاتهم، وتخصصاتهم؛ حيث أجمع معظمهم من خلال زياراتهم الميدانية على أن واقع أسلوب العمل البيروقراطي بمصر، يتضح فيما يلي:
- وجود بعض الآليات، والممارسات بالوزارة والمديريات مثل: الاجتماعات واللقاءات، التي تجمع بين المديرين والموظفين، ولكن لا يتم استغلالها لمناقشة مشكلات الموظفين التي تحتاج إلى تحسين، ولكنها غالبًا ما تعقد لمناقشة الجوانب المالية والإدارية .
- لا يتم استخدام أي أدوات أو أساليب إحصائية في عمليات تقييم أو قياس أو تحليل أداء الموظفين والطرق المتبعة فتي ذلك هي وسائل تقليدية.
- فعالية القرارات في هذا التنظيم تكاد تكون منعدمة ولا يوجد للرؤساء ما يسمى بثقافة القرارات، وطريقة اتخاذ القرار طريقة بيروقراطية.
- عندما تقع في الخطأ عند أداء المهام المفوضة إليك فان المدير يحملك المسئولية.
2- بالنسبة للاستبانة:
أكدت نتائج الدراسة الميدانية المتعلقة بتطبيق الاستبانة ما يلي:
- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات أفراد العينة على عبارات المحور الأول وفقًا لمتغير) سنوات الخبرة - المؤهل- الوظيفة (، وكذلك في باقي محاور الاستبانة، وفيها ككل.
- أجمع أفراد عينة الدراسة أن اتخاذ القرار ونظام الاتصال وتفويض السلطة والعلاقات الانسانية داخل التنظيم تسيطر عليها البيروقراطية وهى السبب في ضعيف الأداء الإداري.
- أجمع أفراد عينة الدراسة أن يجب توافر متطلبات ومقترحات تطوير الأداء الإداري في ضوء الإتجاهات الحديثة للبيروقراطية الأمر الذي يؤكد إمكانية تطبيق إذا ما توافرت تلك المتطلبات بشكل مناسب، وبآليات غير تقليدية.