Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
صورة الطبيعة البشرية بين الأديان الإبراهيمية عند هانس كونج /
المؤلف
الحشاش، هيام عبد العزيز.
هيئة الاعداد
باحث / هيام عبد العزيز الحشاش
hayamabdelaziz2011@hotmail.com
مشرف / محمد عثمــان الخشـــت
.
مشرف / عصمت حسين نصــــــــــــار
.
مناقش / حسن محمد حسن
.
مناقش / عبير عبد الغفار
.
الموضوع
الدين والفلسفة. الفلسفة الإسلامية. التطرف الديني.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
257 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
الناشر
تاريخ الإجازة
27/8/2019
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية الآداب - فلسفه
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 257

from 257

المستخلص

تسعى هذه الدراسة لكشف المعالم والأهداف الحقيقية للأديان الإبراهيمية،إذ تصف تحولات النماذج المعرفية في تاريخ هذه الأديان،مبرزة التيارات المختلفة،ومستعرضة موقف هذه الأديان من الأسئلة الطارئة اليوم.
ويركز كونج على المبادئ الأساسية للأديان،ويضع المقارنات بين الديانات العالمية التوحيدية،مستعينا بمنهج تحليل المضمون لمحتوى النصوص،متحديا فكرة حول أن معتنقي الديانات المختلفة متعارضون في الأساس.
ويذهب إلى أن السلام بين الديانات هو شرط لتحقيق السلام بين الدول،وعلى الرغم من امتداحه للدين الإسلامي الذي عمل على تطوير العرب في زمن قياسي مقارنة بالديانات الأخرى،يرى كونج أن الإسلام قد فشل في التحول إلى نموذج معرفي متقدم،بسبب عدة عوامل من بينها:غرور العلماء،وطمع الأغنياء،ونقص الرعاية الصحية والتعلم.
وقد دعا إلى البحث عن المشترك بين الأديان العالمية،لإظهار الروح التي تتسم بها هذه الأديان،من أجل التواصل والتفاهم بين البشر.
ولقد لاقت ميول كونج الإصلاحية ومواقفه النقدية الصريحة صدى واسع رغم معارضة الكنيسة لها،الأمر الذي مكنه من أن يغدو أحد مستشاري الأمم المتحدة في الشئون الدينية،وخاصة ما يتصل منها بالحوار بين الأديان السماوية.
فالأديان السماوية الثلاثة لديها قوة كامنة مؤثرة من أجل المستقبل على أساس الثراء الروحاني والأخلاقي،ويمكنها أن تسهم بشكل أكبر من خلال التفاهم والتعاون،ويخلص إلى أنها سوف تقدم إسهاما لا يمكن الاستغناء عنه لعالم أكثر سلاما،وأكثر عدلا،وبالتالي لن يكون هناك سلام بين الأمم بدون سلام بين الأديان،ولن يكون هناك سلام بين الأديان بدون حوار،فالدين هو الوعي المباشر بالوجود الكوني،وهو أيضاً شعور باللامتناهي،فهو الحياة في الطبيعة اللانهائية للكل في الواحد،والواحد في الكل (أي في الله).
إن هانس كونج ينظر إلى الأديان كمنظومة قيم تاريخية متجذرة في الحاضر،تتطلع إلى القيام بدور كوني سواء على الصعيد الأخلاقي،أو الاجتماعى،أو السياسي،وهذا الدور المتنامي يطرح على الغرب مسئولية الحسم في مسألة الحوار الديني،لدرء خطر التطرف الذي يحصد أرواح الأبرياء هنا وهناك،ولمعالجة الأوضاع في العالم الإسلامي بروح التفهم لمكانة الدين من مجتمعاته.
فيؤكد أن هناك عاجلا أو آجلا ساحة ضرورية لاندماج جوهر الديانات مع تحديات القرن الحادي والعشرين،ويرى أن الرسالة الأصلية للأديان تجعل من الممكن وجود مجتمع ديمقراطي، وثقافة مبدعة مع علوم مبتكرة واقتصاد قابل للتطبيق،ولو نجح ذلك،فمن الممكن أن تقدم الأديان إسهامات للمجتمع الدولي تكون فيه حقوق الإنسان والمسئوليات الإنسانية أساسا مشتركا على الرغم من الاختلافات الثقافية،لذلك سوف تتناول هذه الدراسة صورة الطبيعة البشرية بين الأديان الإبراهيمية الثلاثة(اليهودية والمسيحية والإسلام)،لبيان أوجه الاتفاق أو الاختلاف في النواحي التى جعلتها تقف على النقيض أو على شفا حفرة من نار.
و لقد وعى كثير من الإصلاحيين الآن دور حوار الأديان والحضارات لما له من دور فعال لرأب الصدع المدمر والمنتشر بين البشر في عالمنا المعاصر وهو صدام الأديان،و اختفاء لغة الحوار على أسس من العلم والمعرفة،فالكثيرون من أنصاف المتعلمين و بعض المثقفين الذين لا يعرفون سوى القشور عن الأديان لا سيرة لهم هذة الأيام سوى الحديث عن الأديان،ولكن بالسباب و الإزدراء و النقد الهدام للآخر،مغضين البصر والبصيرة عن الأثار السلبية المدمرة لجهلهم، فاتحين الباب على مصراعيه للساسة و جنرالات الحروب لللعب بتلك النزعة الإنسانية الفطرية ألا وهي الدين،ومثل هذه المواقف الحدية هي التي تحدد ماهية الإنسان ذاتها،فضلاً عن أنها تجعلنا على دراية بطبيعته البشرية الحقيقية،وكلما تقبل المرء هذه الحدود–بوصفها جزءاً من وجوده الجوهري-تقدم بخطى أسرع نحو الدين،ونحو الفهم الصحيح للحقيقة التي تقول أننا نعتمد في وجودنا على قوى موضوعية يتحدد عن طريقها وجودنا كله،وهذه الحقيقة هي التي يهتم بها الدين،لأن الدين هو الشعور الديني الذي هو عبارة عن شعور بالانسجام الباطن العميق،شعور بالسلام والراحة والسعادة،شعور بأن كل شيء يسير على ما يُرام في داخلنا و العالم الخارجي أيضاً،هذا الشعور ينطوي على الإحساس بمشاركة قدرة أعظم من قدرتنا،والرغبة في التعاون مع تلك القدرة في تحقيق أعمال المحبة والتوافق والسلام،وهذا كله يتحقق عن طريق ”الخبرة الدينية” التي تقودنا إلى الشعور بأننا نشارك–بطريقة ما-في موجود أعظم هو الله أو المبدأ الإلهي،لهذا فإن الوجود الديني الفطري المتغلغل داخل النفس البشرية مكونا النسيج البنائي للطبيعة البشرية يوجد قبل الماهية الإنسانية بل ويحددها.
و لن يكون هناك سلام بين الأمم بدون حوار،وتتويج هذا الحوار بالسلام الدائم،وذلك بالبحث عن سمات أساسية مشتركة بين الأديان عامة والأديان الأبراهيمية خاصة تصلح أن تلعب الدور الرئيس في التقدم و الرخاء،فهذا فُرض علينا من الله عز وجل بلغة الأمر والتكليف-وذلك من أهداف هذا البحث إثبات فرضه وتكليفه بالأمر المباشر من الكتب المقدسة-أهمية الحوار مع الآخر والالتقاء به بصفة عامة والأديان الإبراهيمية بصفة خاصة،لأنه هو مُنزلها بهذة الصورة البنائية التراتبية،والله هو الذي اختار الشعوب التى تستحق أن تُنزل عليهم،حتى أن الله كان يناديهم بأحب الكلمات على قلوبهم”يا أهل الكتاب”،لبيان منزلتهم الكبيرة عن الأمم الآخرى ،ولقربهم الشديد من بعضهم البعض،و وُجبت عليهم الصدقات وسُموا ”بالمؤلفة قلوبهم”،أي المقربين،والمراد تقريبهم من الإسلام،وقال الله ”لا نفرق بين أحداً من رسله” بصيغة لا الناهية التي لم يستخدمها الله سوى لتحريم الكبائر،والكثير من الأمثلة في الكتب الثلاث،لذلك يجب علينا في هذه الدراسة تناول صورة الطبيعة البشرية بين الأديان الإبراهيمية الثلاثة(اليهودية والمسيحية والإسلام)،لبيان أوجه الاتفاق أو الاختلاف في النواحي التى جعلتها تقف على النقيض أو على شفا حفرة من نار.
و لقد كان مدخل الباحثة إلى هذه الدراسة هو التعرض بالبحث والتنقيب في صورة الطبيعة البشرية في الأديان الإبراهيمية عند هانس كونج،لأنها تشعر دائماً أـن دراسة الطبيعة البشرية هي القاعدة التي يجب أن نبني عليها معرفتنا وتصوراتنا في كل ما يختص بالأديان أو الأدب أو التاريخ أو السياسة أو الفلسفة أو علم النفس،وأننا لا نستطع أن نخوض في هذه المجالات بغير تصور سليم ودراسة وافية للطبيعة البشرية،لذلك نجد أن هانس كونج قد قام بتركيز جُل اهتمامه على تناولها للاستفادة من أهميتها الشديدة للحوار،وإذابة الثلوج التى علت كالجبال بين الأديان الأُحادية المصدر.
لذا وجدنا أنه من الضروري أن نبدأ بتناول المقارنة بين طبيعة الإنسان داخل الأديان الإبراهيمية(اليهودية والمسيحية والإسلام)التي قام بها هانس كونج التي رأى إنها السبب الرئيس في التشيع والعداء بما سنه القائمين عليها من قوانين وشرائع وضعية تسببت في سلسلة من الشروخ والتصدعات ممتدة الأثر والتأثر،و التي هي بدورها الأديان الأكثر تنازعاً فيما بينها مسببة كثير من القلاقل والصراعات والحروب على مر العصور،فكانت بحق شوكة مؤلمة في قلب العالم-وهي مفارقة كبيرة بدلاً من أن تكون سبباً في السمو والراحة والتخلص من الهموم ومعرفة الحقيقية والكشف عن الهدف الحقيقي للخلق،و عن وجودنا على الأرض.
وفلسفة الدين من خلال علم مقارنة الأديان هدفها الحقيقي قياس فاعلية برنامج إرشادي لفلسفة الحوار مع الآخر و تقبله.
وتأتي أهمية هذه الدراسة من كونها تتعرض بالتحليل والنقد والدراسة المقارنة لثلاثة أديان أرهقت البشرية منذ قديم الأزل بالحروب والانقسامات إلى فرق وأحزاب،و عدم تقبل الآخر- في معظم هذه الفرق-فأصبحت أديان سيئة السمعة،قد تكون مظلومة وقد تكون مسئولة،وهي ”الأديان الإبراهيمية الثلاثة”،وذلك من خلال نظرة هذه الأديان للطبيعة البشرية.
و لهذا فإن محاولة الباحثة المتواضعة لكشف النقاب عن الحقيقة المغروسة بين المظهر و الجوهر،فقد اختارت مقارنة الطبيعة البشرية بين الأديان الإبراهيمية الثلاثة،لأن الأديان السماوية الثلاثة لديها قوة لما تمتلكه من طاقة بشرية تتمتع بالتنوع و الثراء النوعي الروحاني و البشري والأخلاقي و الكمي،من حيث الأعداد الهائلة من المدينين بها،و سلطة مهيمنة من حيث سيطرة أصحاب هذه الديانات على الكثير من شعوب العالم و مقدراته،ويمكنها أن تسهم بشكل أكبر من خلال التفاهم والتعاون،ويخلص إلى أنها سوف تقدم إسهاما لا يمكن الاستغناء عنه لعالم أكثر سلاما،وأكثر عدلا،وتنمية للشخصية الإنسانية،وبالتالي لن يكون هناك سلام بين الأمم بدون سلام بين الأديان،ولن يكون هناك سلام بين الأديان بدون حوار،ولن يكون هناك حوار بدون فهم للطبيعية البشرية المراد بها ولها هذا الحوار،ففهم الطبيعية البشرية هي عصا موسى في العملية الحوارية بين الأديان.
ولذلك تركز الباحثة على عرض تصور هانس كونج للمبادئ الأساسية للطبيعة البشرية بين الأديان الإبراهيمية،وتضع المقارنات بينهم مستعينة بمنهج تحليل المضمون لمحتوى الكتب المقدسة،لإبراز تصور كونج أن الطبيعية البشرية الفطرية واحدة بين كل البشر،وعلى ذلك الافتراض فإن السلام بين الديانات هو شرط لتحقيق السلام بين الدول،فيجب البحث عن المشترك بين الأديان الأبراهيمية بل و العالمية،و لذلك فضل هانس كونج أن تكون نقطة الانطلاق هي الطبيعة البشرية،لإظهار الروح التي تتسم بها هذه الأديان من أجل التواصل والتفاهم بين البشر.
توصيات الدراسة:
محاولة كشف النقاب عن الأسباب والدوافع المشكلات والمنازعات بين هذه الأديان،سواء داخل الدين الواحد بالتشيع والانقسام إلى فرق ومذاهب متباينة ومتناحرة،أو بين بعضها البعض،رغم كونهم من مصدر تاريخي واحد،وهو نسل سيدنا إبراهيم،لأنه هو الذي أنزلها بهذه الصورة البنائية التراتبية،والله هو الذي اختار الشعوب التي تستحق أن تتنزل عليهم،وبينهما كثير من التداخل سواء بالتشابه مثل اتفاقهم على مصدر إلهي واحد،التوحيد،اعترافهم بالأنبياء موسي وعيسي ومحمد عليهم السلام وما انزل عليهم من كتب سماوية(التوراه ,الإنجيل ,القرآن)، أو بالاختلاف والتباين لمعالجة أهم المشكلات بالنقد البناء وأسلوب الحوار.