Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
ثنائية الخير والشر فى شعر الصعاليك حتى نهاية العصر الأموى /
المؤلف
ذكى، أحمد محمد فهمي محمد.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد محمد فهمي محمد ذكى
مشرف / هيام على حماد
الموضوع
الشعر العربى - تاريخ ونقد.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
276 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - قسم اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 290

from 290

المستخلص

ترجع دوافع الدراسة لدي الباحث لعدة أسباب ، وهي كما يلي :
1ـ إظهار صورة منصفة للشعراء الصعاليك الجاهليين والأمويين الذين يحمل شعرهم كثيرًا من القيم الإنسانية التى تستحق الدراسة و التأمل والإعجاب بها فى كثير من الأحيان ؛ نظرًا لما تتمتع به أشعارهم من خصب وثراء.
2 ـ أن شعر الشعراء الصعاليك شعر فريد ينبغى التوقف عنده ، فهو تعبير عن حياة الطبقة المهمشة ، ويعد البذرة الأولى للشعر الواقعى الذى يتحدث عن حياة الفقراء والمشردين فى المجتمع .
3- إبراز ثنائية الخير والشر فى شعر الصعاليك الجاهليين والأمويين .
منهج الدراسة :
ويعتمد الباحث في هذه الدراسة على المناهج ؛ النفسى والتحليلى والأسطورى .
أهم نتائج البحث :
1ـ أن شعر الصعاليك هو تعبير عن العلاقة الصدامية بين المبدع والسلطة الحاكمة ، وأنه شعر الغضب وعصبية المزاج والتمرد والمقاومة والتسويغ للقيم المضادة للبناء الاجتماعى والبحث عن العدالة والمساواة والعيش الكريم الحر للجميع .
2ـ لم يترك الشعراء الصعاليك المشهورون شعرًا يتناسب مع شهرتهم على الرغم من توافر دواعيه لهم من توتر وتمرد وحزن ومخاطر ، وكانت هذه الدواعى كفيلة بإنتاج الشعر الكثير لتصوير تلك المخاطر فى محاولة للتغلب عليها ولقتل الخوف الذى يعترى أنفسهم فى تلك الصحراء الموحشة .
3ـ أن شعر الصعاليك دعوة لانتفاع المجتمع بمهارات أفراده واحترامها ، وأن تكون مهارات الفرد هى التى تقدمه فى المجتمع لا الطبقية البغيضة ؛فكان الاختلاف على سوء معاملة المجتمع لهم ، وإن شئنا التدقيق سوء معاملة الطبقة العليا ــ فى المجتمع ــ التى أعطت لنفسها الحق فى استغناء الوطن عن بعض من أبنائه .
4ـ كانت أشعار الصعاليك موجهة للمجتمع القابع فى ذاتهم ؛ وما تلك التصرفات التى قاموا بها إلا محاولة للفت نظر المجتمع الذى ظلمهم ولبيان مدى الخسارة التى تكبدها المجتمع بسبب ظلم هؤلاء الصعاليك ؛ فهو دعوة إلى الاندماج بين أفراد المجتمع ، وتوضيح المشابهة الإنسانية بين بنى البشر .
5 ـ وعبر شعر الصعاليك عن السخرية الكبيرة من المجتمع وعرض واقعه بلا تجميل ، وعرَّى ما فيه من طبائع سيئة كالبخل والتظاهر بالشجاعة وإذلال الفقير وسحقه والتعالى عليه واكتساب السيادة بالتظاهر بالعطف عليه .
6 ــ وامتاز شعر الصعاليك بالصدق فى التعبير عن التجربة الشعرية الذاتية ؛ فعبر شعرهم عن ذواتهم بلا خجل أو ادِّعاء ، وهو صورة صادقة للبيئة البدوية وصورة لفقرها وجفافها وصراع الإنسان مع الآخرين ، وصراعه مع عوامل البيئة من أجل البقاء .
7 ــ شاعت المقطوعات فى شعر الصعاليك ، وامتاز بقلة عدد أبياته التى تناسب تشرد صاحبه وتفرده ؛ فهو شعر صيغ على عجل ؛ فليس عند الصعلوك رفاهية تنقيح أشعاره مثلما يفعل غيرهم الشعراء فى العصرين : الجاهلى والأموى ، وقد يكون السبب أعمق من هذا فهو امتداد لتمرده على المجتمع واعتراضه على كل مايصدر من المجتمع من تقاليد فنية وصورة لحياته التى تقوم على التفرد أو التجمع فى وحدات صغيرة ؛ فتشبه المقطوعة المجموعة الصغيرة التى عاش فيها الصعلوك .
8 ــ عبر شعر الصعاليك عن اعتزازهم بأنفسهم وبعدهم عن التملق لأحد ، وعبر عن خشونة حياتهم وافتقارهم إلى الأمان والانتماء والدفء النفسى والقبول الاجتماعي ، فهو شعر المقهورين بما لازم حياتهم من فشل فى تحقيق الذات داخل مجتمعهم ؛ فأصبحت المعاناة حياة للصعاليك وآخرة لهم ؛ فعاشوا متفردين متمردين بصعلكتهم ، وقد أدت الصعلكة بهم إلى نهاية أليمة ، وانتهت حياتهم بفواجع ولكن ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية لم تتغير .
9 ــ اجتمع لشعر الصعاليك النقيضان : الصدق والكذب ، فشاع الصدق فى تصوير حياتهم وأحوالهم وفقرهم ، وساد الكذب والمغالاة فى تصوير قوتهم وشجاعتهم وما أحدثوه فى العدو من خسائر ؛ فهو محاولة لإبراز قيم الشجاعة والبطولة والكرم ليشعر المجتمع أنه خسر كثيرًا حينما استغنى عنهم .
10ــ تداخلت الأسطورة فى شعر الصعاليك ، وخاصة فيما يتعلق بعلاقتهم بالحيوانات والمخوفات فى الصحراء .
11 ــ حرص الصعلوك على إظهار كرمه للتعويض النفسى والاستعلاء على الأغنياء البخلاء الذين تسوَّدوا على الناس بأموالهم ، ولتبرير سرقاته وتسويغها وإخفاء شح نفسه الداخلى وإخفاء فشله فى المجتمع لإظهار صورة مجملة لنفسه تخفى تحتها ما دأب عليه من أعمال قتل لأوهى الأسباب فى غاراته الكثيرة بلا تمييز بين ظالم ومظلوم ، وحاول إظهار ترصده لبعض الأغنياء الأشحاء ، ولكن لا يسلم الأمر من انحرافهم لسلب من لا يستحقون السلب فى القبائل .
11 ــ تنازعت الشجاعة والجبن داخل نفوس الصعاليك ، وتدثروا بالشجاعة ليخفوا خوفهم الداخلى ، وبالغوا فى الحديث عن الشجاعة ليخفوا خوفهم ، ولكن هذا الخوف لم يختفِ وكان له الحضور الأقوى فى شعرهم و ظهرت تشكلاته فيما يلى :
أ ـ تبرير الفرار والتخفى ؛ وذلك فى محاولة لإبراز بطولته ، وإخفاء جبنه وخوفه القارين بداخله .
ب ـ رثاء الذات ـ عند مالك بن الريب ـ الذى عبر فيه عن جزع الفارس الغريب من الموت ـ وإن كان مجاهدًا ـ ، ووصف شجاعته ؛ وذلك للتقوى أمام الموت ، وأخرج ما فى نفسه من انتماء لوطنه ، وأظهر حاجته إلى المجتمع ؛ الأم والأب والزوجة والبنات والخالات والحبيبات والأصدقاء ، وأنه لم ينهِ علائقه الأسرية وإن احترف الصعلكة ، وأن الصعلكة أمر عارض فى حياته يمكن له أن يتوب عنها إذا وجد هدفًا أسمى من جمع المال وهو الجهاد فى سبيل الله .
ج ـــ الرثاء الذى عبر عن محاولة إرضاء نفس المقتول وتقوية الراثى لمواجهة المصير المحتوم ، وحمل معانى اللوعة على الفراق ، وحمل الخوف من المصير الإنسانى .
د ــ العلاقة مع الحيوان دليل خوف من البشر ؛ فقد فروا من لازمى العداء إلى محتملى العداء ، من لازمى المطاردة والفتك بهم إلى محتملى الفتك بهم ؛ فالحيوان لا يتتبع عدوا أما أصحاب الجنايات فَيَجِدُّوْنَ فى تتبعهم للأعداء .
ه ــ العذابات الداخلية للصعلوك التى لا يستطيع مقاومتها ، فكانت هى التى قهرته وجعلته فى حالة انهيار تام ، وتلك محاولة منه لاستجلاب الشفقة من الآخرين.
12 ــ كانت المرأة هى القناع الذى أخفى تحته الصعاليك انتماءهم للمجتمع وخوفهم من الفقر ومن الموت ؛ وبذلك احتفظوا بما كانوا يظهرونه من قوة فأرهبوا أعداءهم ، وأكدوا مكانتهم داخل المجتمع الجديد فهم الرجال الذين لا يخافون ولا ينثنون عن رأى والمرأة هى الخائفة عليهم .
13 ــ ظهر الأثر الإسلامى فى شعر الصعاليك ؛ لأن الثقافة العربية الإسلامية قد هيمنت على الشعراء وعلى صياغة أشعارهم ، فكان من الطبعى أن تتسرب هذه الثقافة إليهم ؛ فقد تناص كثير منهم مع بعض آيات القرآن الكريم.