Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأبعاد الاجتماعية والثقافية للعنف ضد المرأة في الأحياء العشوائية :
المؤلف
عبد الواحد، نجلاء الورداني عبد الهادي.
هيئة الاعداد
باحث / نجلاء الورداني عبد الهادي عبد الواحد
مشرف / محمد مصطفى الشعبينى
مشرف / سهير صفوت عبد الجيد
مناقش / منى السيد حافظ عبد الرحمن
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
285ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - قسم الفلسفة والاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 285

from 285

المستخلص

ملخص الدراسة
مقدمة
كثيرة هي القضايا والتحديات التي تواجهها المرأة وتتكبدها ويأتي على قمتها العنف الممارس ضدها، فالعنف ضد المرأة ظاهرة يكاد لا يخلو منها مجتمع وتتعرض له النساء بصور مستمرة ودرجات مختلفة، حيث تتعارض ممارسة العنف ضد المرأة على أساس الجنس مع حقوقها وتنتج عن التمييز النوعي ضدها، كما تتنوع أشكاله من العنف البدني إلى العنف النفسي إلى العنف الجنسي، ويمارس العنف ضد المرأة حتى داخل الرابطة العائلية كالأزواج والآباء والأبناء، ومن الرجال في الشوارع وأماكن العمل، وعلى الرغم من وجود الحماية القانونية إلا أنه مازالت هناك العديد من أنماط التمييز بسبب الفجوة الناتجة عن عوامل اجتماعية وثقافية متعلقة بتدني الشروط الموضوعية المحددة لوضع المرأة ومكانتها في المجتمع، أيضًا إلى انخفاض الوعي القانوني والثقافي لدى النساء وتغلب العادات والتقاليد.
أولاً: موضوع الدراسة
تعمدت الباحثة تحليل ظاهرة العنف ضد المرأة داخل العشوائيات السكنية، وهذا من خلال إبراز أسباب العنف ضد المرأة في هذه المناطق من منظور علم الاجتماع، أيضًا محاولة التعرف على دور هذه المناطق في تدعيم أنماط معينة من العنف الموجه ضد المرأة، وآثارها على المجتمع المصري عامة والمرأة خاصة، وصولًا لتحديد سبل المواجهة والقضاء على أشكال العنف والتمييز ضد المرأة. فالعنف ضد المرأة داخل الأحياء العشوائية ينطوي على مشكلة تتعدد أبعادها ويتداخل فيها العامل النفسي والبيولوجي والاجتماعي والثقافي والبيئي.. إلخ، كما يضم سلسلة من الأفعال التي تتراوح ما بين الضرر المادي والجسدي والإهانات النفسية، وغيرها من أشكال الإيذاء التي تسيطر على سُلم طويل من الدرجات يبدأ بالتهديد والتمييز مارًا بالتجريح والتجويع والإسكات والتحرش ثم القتل.
ثانيًا: إشكالية الدراسة
تكمن خطورة ظاهرة العنف ضد المرأة في كونها ذات نتائج لا تظهر بشكل مباشر عند المرأة، بل أن نتائجها غير مباشرة، فالمجتمع المصري تنتشر به وتسوده أشكال مختلفة من الثقافات والممارسات التقليدية التي تعمق ثقافة التمييز ضد المرأة ودونيتها والتحقير من شأنها، مما يجعلها عرضة بصورة مستديمة لأشكال مختلفة من العنف، ولعل من أسوأ أشكاله جرائم الشرف، والضرب المبرح، وختان الإناث، والزواج المبكر، الاستغلال الجنسي، بل وتصل بعض الممارسات الضارة إلى زيجات البيع وزواج الأطفال، وإجهاض الجنين الأنثى.... وهكذا.
ثالثًا: أهمية الدراسة وأهدافها
تكمن أهمية الدراسة في كونها تتناول قضية العنف ضد المرأة داخل الأحياء العشوائية، وهي قضية حظت باهتمام الكثيرين لاسيما في السنوات الأخيرة، حيث تعد ظاهرة العنف ضد المرأة وأثارها المختلفة من أجدر القضايا بالدراسة والاهتمام خاصة في العشوائيات، فتداعيات العنف ضد المرأة بمظاهرها المختلفة الجسدية وغير الجسدية تتفاقم وتتزايد، وتكاد تخنق معظم مظاهر السلوك الفعال والخلاق في مجتمعنا، كما تعددت زوايا تناول هذه القضية وتغطيتها في محاولة التوصل إلى أسباب الظاهرة وأفضل الحلول الممكنة للقضاء عليها أو على الأقل الحد منها. ومن هذا المنطلق تم تحديد الهدف من الدراسة، حيث تنطلق الدراسة الحالية من هدف رئيس مؤداه محاولة التعرف على الأبعاد الاجتماعية والثقافية للعنف ضد المرأة داخل الأحياء العشوائية، ومن ثم ينقسم هذا الهدف إلى عدد من الأهداف الفرعية على النحو التالي:
1. الكشف عن الخصائص والسمات البيئية المولدة للعنف ضد المرأة داخل الأحياء العشوائية.
2. التعرف على الضغوط الاقتصادية وآثارها على العنف الموجه ضد المرأة.
3. تحديد العلاقة بين المستوي التعليمي والعنف الموجه ضد المرأة.
4. رصد خصوصية العنف ضد المرأة داخل الأحياء العشوائية في علاقته بالسياقات الثقافية من منظور علاقات القوى والسيطرة الذكورية.
5. التعرف على طبيعة العلاقات بين العادات والتقاليد السائدة والعنف الموجه ضد المرأة داخل المجتمع المصري لاسيما الأحياء العشوائية.
رابعًا: فروض الدراسة
في ضوء ما تم تحديده من أهداف تحاول الدراسة التأكد من تحقيق الفروض التالية:
1. ما هو تأثير تدنى المستوى البيئي على ازدياد معدلات العنف الموجه ضد المرأة؟
2. هل ثمة علاقة بين ارتفاع المستوى الاقتصادي وانخفاض معدلات العنف الموجه ضد المرأة؟
3. ما هو تأثير انخفاض المستوى التعليمي على ارتفاع معدلات العنف الموجه ضد المرأة؟
4. هل هناك علاقة بين السياقات الثقافية السائدة والعنف الموجه ضد المرأة؟
5. هل توجد علاقة بين التمسك بالعادات والتقاليد وازدياد معدلات العنف الموجه ضد للمرأة؟
خامسًا: المناهج المستخدمة في الدراسة
في ضوء أهداف الدراسة وفروضها اعتمدت الباحثة على المنهج الوصفي، حيث يقوم المنهج الوصفي بتفسير الظاهرة وتحليلها من خلال تحديد خصائصها وأبعادها وتوصيف العلاقات بينها، بهدف الوصول إلى وصف علمي متكامل لها، لذلك فهو يشتمل على عدد من المناهج الفرعية والأساليب المساعدة، كأن يعتمد مثلًا على دراسة الحالة، أو الدراسات الميدانية والتاريخية، أو المسوح الاجتماعية. فالمنهج الوصفي إذن يصف الظواهر وصفًا موضوعيًا من خلال البيانات التي يتحصل عليها باستخدام أدوات وتقنيات البحث العلمي، ومن ثم تستخدمه الباحثة لوصف كلً من مجتمع الدراسة ”حي منشأة ناصر”، والظاهرة موضوع الدراسة ”الأبعاد الاجتماعية والثقافية للعنف ضد المرأة” بقصد اكتشاف حقائق جديدة أو التحقق من صحة حقائق قديمة، وآثارها، والعلاقات التي تتصل بها، وتفسيرها، وكشف الجوانب التي تحكمها.
سادسًا: الإجراءات المنهجية للدراسة الميدانية
يتطلب تحليل أبعاد ظاهرة العنف ضد المرأة وآلياته وما ترتب عليها من آثار داخل المجتمع المصري خاصة العشوائيات إخضاعها للبحث الأمبريقى، والذي بدوره يكشف لنا عن الأبعاد والجوانب المرتبطة بالعلاقات الداخلية والخارجية للظاهرة موضوع البحث والدراسة، وكذلك أهم المتغيرات المرتبطة بها، وأكثر العوامل تأثيرًا في تحديد ملامحها.
(1) نوع الدراسة
تندرج الدراسة الحالية تحت إطار الدراسات الوصفية التحليلية التي يمكن عن طريقها الحصول على معلومات دقيقة إلى حد كبير تصور الواقع وتسهم في تحليله، الأمر الذي يساعد في توضيح مشكلة الدراسة والوصول إلى مجموعة من النتائج والاستنتاجات العامة التي تهدف إلى محاولة التعرف على الأبعاد الاجتماعية والثقافية المختلفة، والتي تؤدى إلى تفسير العنف ضد المرأة داخل مجتمع الدراسة وكيفية التغلب عليها والتحكم فيها.
(2) أدوات الدراسة
استعانت الباحثة بعدد من المصادر والأدوات لجمع البيانات اللازمة، ففي الجانب النظري استعانت بالتراث المكتوب والوثائق والإحصاءات اللازمة، والرسائل العلمية ذات الصلة بالظاهرة موضوع الدراسة. أما في الجانب الميداني فاستخدمت الأدوات الآتية:
• الملاحظة: استخدمت الباحثة أداة الملاحظة أثناء الدراسة الميدانية بهدف جمع بيانات يصعب الحصول عليها عن طريق المقابلة وغيرها من الأساليب البحثية الأخرى.
• المقابلة المتعمقة: استخدمت الباحثة أداة المقابلة فردية وجماعية باعتبارها مدخلًا مهمًا لجمع الحقائق المرتبطة بحوادث العنف داخل مجتمع الدراسة، بالإضافة إلى عقد مقابلات مع كلً من بعض الإخباريين والقائمين على شئون الجمعيات الأهلية لحى منشأة ناصر.
• العينة: اختارت الباحثة العينة بالطريقة العمدية من سكان الحي تبعًا لمجموعة من الخصائص السكنية والسكانية لمجتمع الدراسة ”حي منشأة ناصر”. كما بلغ حجم العينة 50 أسرة بواقع 150 مفردة (75 ذكور، 75 إناث ).
• دليل المقابلة: تم وضع دليل للمقابلة تضمن عشرة بنود رئيسة ( البيانات الأساسية، البعد البيئي، البعد الاقتصادي، البعد الاجتماعي، البعد الثقافي، أنماط العنف ضد المرأة، القائمون على العنف ضد المرأة، آثار العنف على المرأة، الأنا والأخر، استراتيجيات مواجهة العنف ضد المرأة ) يندرج تحتها العديد من البنود الفرعية.
(3) مجالات الدراسة
• المجال المكاني: يقصد به المنطقة الجغرافية التي أجريت فيها الدراسة ”حي منشأة ناصر”، والذي يصنف كأحد الأحياء العشوائية داخل محافظة القاهرة، وتبلغ المساحة الكلية له حوالي 15.220 كيلو متر مربع بينما المساحة الفعلية المأهولة بالسكان 5.103 كيلو متر مربع، كما يصل عدد السكان التقديري حتى 1/1/2013 ”295904” نسمة.
• المجال البشري: ويقصد به مجموعة الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة، وكانت وحدات العينة تتمثل في مقابلة 150 مفردة داخل حي منشأة ناصر (75 ذكور، 75 إناث)، بالإضافة إلى مقابلة عدد من الإخباريين تنوعت فئاتهم الاجتماعية والمهنية.
• المجال الزمني: ونعني به تحديد المدة التي استغرقت في جمع البيانات الخاصة بالدراسة الميدانية وتطبيقها، وقد استغرق اختبار دليل المقابلة ميدانيًا 15 يومًا، ثم تطبيقه خمسة أشهر من 1/ 1 / 2013 إلى 1 / 6 / 2013، بينما المقابلات الأخرى للدراسة بدأت مع بداية التفكير في موضوع الدراسة حتى بداية تحليل حالات دليل المقابلة.
سابعًا: نتائج الدراسة
توصلت الدراسة الميدانية لمجموعة من النتائج لعل أهمها:
• وجود علاقة عكسية بين تدني المستوى البيئي وازدياد معدلات العنف الموجه ضد المرأة، والتي اتضحت معالمها من خلال التأثيرات المباشرة للوضع السكني المتدني لتلك البيئات، وافتقادها للعديد من المرافق والخدمات، وارتفاع معدلات الزحام....إلخ.
• أن انخفاض المستويات التعليمية تسبب في ارتفاع معدلات العنف ضد المرأة، حيث جاءت نسب العنف مرتفعة في الأسر التي تتميز بمستوىات تعليمية منخفضة، أيضًا تسببت في قبول المرأة للعنف الممارس ضدها بل تدعيمه وإعادة إنتاجه مرة أخرى، كذلك تمسكها بمنظومة عادات وتقاليد دعمت ذلك، وتجدر الإشارة إلى أن هذا لا يدل على عدم وجود عنف ضد المرأة المتعلمة لكنه يكون في الأغلب عنف نفسي أو معنوي، حيث تبين من خلال نتائج دليل الملاحظة أن أنماط العنف تختلف داخل الأسر طبقًا لاختلاف مستوىات التعليم والثقافة والدخل المادي .....وهكذا.
• أن للعوامل الاقتصادية دورًا في تقليل العنف ضد المرأة أو ارتفاعه وليس للمرأة فقط بل لأفراد الأسرة جميعها، حيث أثبتت أن لانخفاض معدلات الدخل، والبطالة، والضغوط الاقتصادية، وارتفاع الأسعار دور في ممارسة العنف ضد المرأة.
• وجود علاقة بين السياقات الثقافية السائدة داخل المجتمع المصري والعنف الموجه ضد المرأة، حيث تواصل المرأة حياتها في إطار ثقافي يتميز بالانحياز الصريح والمباشر تجاه الرجل من خلال نسق قيمي يفرض مجموعة من السلوكيات والممارسات التي تعود في الأساس إلى مسألة التخلف الثقافي الذي يساهم فيه الموروث من جهة والاستبعاد من جهة أخرى.