Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
البحرية الإسلامية في بلاد المغرب من الفتح الإســـــــلامي حتى قيام الدولة الفــــــــاطمية
(21 - 296هـ /642 - 908م)
المؤلف
حمد، سلام شامي جاسم.
هيئة الاعداد
باحث / سلام شامي جاسم حمد
مشرف / عفيفي محمود إبراهيم
مناقش / أيمن محمود السيد
مناقش / عفيفي محمود إبراهيم
الموضوع
التاريخ البحرى.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
348 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - التاريخ والاثار الاسلاميه والمصريه
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 348

from 348

المستخلص

وكان القرن الأول الهجري السابع الميلادي بداية مرحلة تحول كبرى في تاريخ المسلمين من النواحي الاقتصادية والسياسية والحضارية, فقد نَجحَ المسلمون في انتزاع أراضِ شاسعةٍ من أكبر قوتين في ذلك الوقت، فقضوا على الإمبراطوريةِ الساسانية في الشرق، وانتزعوا معظم أراضى الإمبراطورية البيزنطية في الشمال والغرب, وأرغموا البيزنطين على التراجع إلى حدود الأناضول وجزائر البحر المتوسط. ومع امتداد ما بسطت عليه الدولة الإسلامية الناشئة نفوذها من سواحل، بدأ اهتمام المسلمين بالبحريةِ منذ فترةٍ مبكرة ففي سنة 17هـ/638م قام والي البحرين العلاء بن الحضرمي بأول غزوة بحرية في الخليج العربي صوب بلاد فارس، ومنذ تلك اللحظة تَطلعَ المسلمون لإنشاء بحرية إسلامية قوية تذودُ عن سواحل الأمّة وديارها، ويعود الفضل إلى الصحابي معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- في تكوين أول قوة بحرية في تاريخ الإسلام، إذ استطاعَ بشجاعتِه وطموحِه أن يؤسس أسطولاً بحرياً في البحر المتوسط، يحمي الثغور الإسلامية المطلة عليه من هجمات البحرية البيزنطية، وشَنَّ الغارات البحريةِ الناجحةِ على جزيرتي قبرص وأرواد، وتكللت جُهودهُ البحرية بالانتصار على الأسطول البيزنطي في معركة ذات الصواري سنة 31ه/652م، وكانت تلك المعركةُ حجرَ الزاويةِ في تاريخ سيادة المسلمين على البحر المتوسط، وتوالت هزائم الأسطول البيزنطي في البحر وغُزيت جَزائره كجزيرة رودس. ولتأسيس أسطولاً قوياً يُلزم توفير متطلبات كثيرة كالمواد اللازمة لبناء السفن وغيرها وقد استطاع المسلمون توفير تلك المواد كالأخشاب والمعادن، وبرعوا في بناء السفن مستعنيين بخبرات الشعوب المنطوية تحت حكمهم خاصة قِبط مصر الذين يعود لهم الفضل في رَفد دُور صناعة السفن في حوض البحر المتوسط ببنائين مهرة، كما حرص المسلمون على تسليحالأساطيل بأحدث الأسلحة وافتكها في تلك الفترة المبكرة، وبرعوا في ملاحة السفن وخوض المعارك في عَرضِ البحر وعلى أسطح السفن ونجحوا في تنفيذ عمليات الاعتراض البحري واَسرِ السفن وقادتها، ونظموا من أجل ذلك أدوار طواقم السفن وقادتها، ونجحوا في بناء أنواع من السفن التي تلائم مع الظروف البحرية وملوحة ماء البحر وحركة الرياح، وأسسوا دُوراً كثيرة لبناء السفن على سواحل البحر المتوسط، وكان من أهمها دار صناعة تونس التي أضحت إلى جانب قاعدة الإسكندرية البحرية، القاعدة الرئيسة للبحرية الإسلامية في بلاد المغرب وفي حوض البحر المتوسط، إذ انطلقت من قاعدة تونس الحملات البحرية صوب سواحل البحر المتوسط وجُزرهِ, ولم تكن تونس القاعدة الوحيدة؛ فهناك قواعد أخرى منها طنجة وسبتة وتوجت عملياتها البحرية بفتح شبه جزيرة الأندلس، وميناء سوسة الذي ابحرت منه حملة فتح جزيرة صقلية, ولم يكتفِ المسلمون بذلك بل أقاموا مراسي بحرية عدة كانت ملاذات آمنة لسفن الأساطيل الإسلامية في أثناء الأنواء الشتوية والأجواء الغير صالحة للملاحة حفاظًا على السفن من التحطم، وتخيروا في ذلك المراسي الطبيعية ذات الأمواج الهادئة، كما فعلوا في تونس, حين شقوا قناة بين بحرها وبحيرة رادس لتوفير مرسى صناعي لسفن الأسطول. واستكمالاً لمنظومة الحرب البحرية عرفت البحرية الإسلامية نظام الرباطات وما ارتبط بها من نظم للمرابطة، وقد ازدهر هذا النظام في بلاد المغرب حتى امتازت به، وأنشئت فيها الرباطات البحرية لسكن المجاهدين وتجهيزهم نفسيًا وحربيًا للغزو في البحر، ولعبت مؤسسة الرباط دورًا كبيراً من النواحي العسكرية والتعليمية والدينية، وكانت لها نظمها الإدارية والتنظيمية والاقتصادية، مما انعكس بالايجاب على نشر الإسلام في بلاد المغرب وجزر البحر المتوسط، وحراسة السواحل الإسلامية هناك بمئات الرباطات بطول السواحل من الإسكندرية شرقًا إلى طنجة غربًا، وقد بدأ انشاء الرباطات في بلاد المغرب منذ وقت مبكر، واشتهر منها عبر العصور رباط المنستير ورباط سوسة ورباط صفاقس؛ كما حَصَّنَ المسلمون المدن البحرية بالأسوار خاصة الكبري منها مثل برقة وطرابلس وتونس وسوسة وصفاقس وغيرها المنتشرة على سواحل البحر.وقد تمخض عن البحرية الإسلامية ظهور قوةً في حوض البحر المتوسط، صارت ندًا قويًا للبحرية البيزنطية واستطاعت انتزاع كثير من السواحل والجزر من البيزنطين، و شن المسلمون في عهد الولاة - الذي امتد عهدهم حتى قيام دولة الأغالبة في بلاد المغرب - كثيراً من الحملات البحرية خاصة على جزيرة صقلية من سنة 32هـ/ 652م حتى سنة 86ه/705م ثم توقفت الحملات البحرية الإسلامية على صقلية إلى بداية القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي؛ بسبب انشغال المسلمين في بلاد المغرب بفتح الأندلس، غير أن الحملات استؤنفت سنة 102ه/720م واستمرت إلى سنة 135ه/753م فشنت الحملات البحرية على جزائر الحوض الغربي للبحر المتوسط على جزر البليار خاصة ميورقة ومنورقة ويابسة بدءاً من سنة 79-80هـ/ 698م وتوقفت الحملات البحرية عليها سنة 161هـ/778م؛ كما شنت حملات على جزيرتى سردانية وكورسيكا منذ سنة 84ه/703م حتى سنة 135ه/752م، كذلك شنت حملات على جزيرة قوصرة منذ سنة 86هـ/705م حتى سنة 118هـ/736م؛ وتوج الأسطول الإسلامي سيادته على البحر المتوسط بحمل جحافل الجيوش الإسلامية لفتح الأندلس سنة 91هـ/710م في أول حملة بحرية إسلامية بقيادة طريف بن مالك للاستطلاع تمهيدًا للفتح.