الفهرس 
شكر وتقدير
هدف البحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 363 |  |  |
| | | from | 363 | | |
المستخلص
يتميز العصر الذى نعيشه الآن بالتقدم العلمي الذى يشمل جميع مجالات الحياة ، ويعد التقدم فى تطبيق التجارب العلمية فى الأبحاث الرياضية دليل على ماتتمتع به الأمم من تقدم علمي ، كما أن التربية الرياضية فى عصرنا الحديث لم تعد مجرد وسيلة للترويح وقضاء وقت الفراغ بل أصبحت من الحاجات الأساسية لحياة الفرد ، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أصبحت مادة دراسية أساسية ضمن المواد التى تشكل مناهج التعليم بصفة عامة بجميع مراحل التعليم المختلفة. والعملية التعليمية فى العصر الحالي تواجه عدة ضغوط وتحديات ، فالتطور الكمي والكيفي الهائل في المعرفة الإنسانية والذي يتصف بالتغيرات السريعة والتعقيدات ومايترتب عليها من سرعة إنتقال للمعرفة ، كلها عوامل تشكل ضغوط على المؤسسات التربوية والتعليمية والأفراد أنفسهم من أجل مزيد من الفاعلية والإستحداث لمسايرة ومواكبة هذه التغيرات ، كما أنها تبتكر أوضاعاً جديدة تتطلب إستحداث أساليب تربوية حديثة تمكننا من مواجهة هذه الضغوط والتى لا تتحقق بالطريقة التقليدية. ( 91 :29) ويذكر ”أمين أنور الخولى” (2001م) أن التربية الرياضية أصبحت في العصر الحديث من المجالات التى تطورت بشكل كبير خاصة علي المستوى الإجتماعى بعد تركيز وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة علي زيادة وعي الجماهير بقيمة التربية الرياضية صحياً وتربوياً، فالتربية الرياضية نظام له أهدافه التربوية التى تسعى إلي تحقيقها من خلال ممارسة الأنشطة البدنية المختارة التى تتميز بخصائص تعليمية وتربوية هامة . ( 18: 22) كما تسعى مناهج التربية الرياضية المدرسية شانها شان كل المناهج الدراسية الآخري ، إلي تحقيق التكامل والنمو في شخصية الأفراد المتعلمين ، لذا فإن الإهتمام بها والعمل علي تطويرها وتطوير أهدافها وأساليب تدريسها وتقويمها في كافة العوامل التعليمية بما يتلاءم مع التغيرات الحادثة في المجتمع أصبح أمر ملحاً وواجب الإهتمام به حتى يمكننا أن نرتقي بها في ضوء ما نأمل تحقيقه من تطوير وتحديث فيها. ( 91 : 45) تعتبر البرمجية التعليمية هي إحدى أهم وأنجح إستخدامات الحاسب الآلي في التعليم ، التي تساعد على تعليم وتعلم المفاهيم المختلفة والمتنوعة ، وهي أحد البرامج التطبيقية للحاسب الآلي، وتعتمد عملية إنتاج البرمجيات التعليمية على مبدأ تقسيم العمل إلى خطوات صغيرة متتابعة منطقياً، وتقوم على المبادئ الأساسية للتعلم ( وصول المتعلم للإجابة ، التغذية الراجعة ، التدرج في المادة ، تناسب المحتوى مع قدرات المتعلم ) . (28 : 84) أما ” محمد محمود الحيلة ” (2000م) فيعرفها على أنها المواد التعليمية التى يتم إعدادها ، وبرمجتها بواسطة الكمبيوتر من أجل تعلمها ، وتعتمد عملية إعدادها علي نظرية سكنر Skinner المبنية علي مبدأ الإستجابة والتعزيز، حيث تركز هذه النظرية على أهمية مصاحبة الإستجابة المستحبة من المتعلم بتعزيز إيجابى من قبل الكمبيوتر.( 75 :329) وقد تعددت أساليب التدريس وتنوعت كما ذكر ذلك ” محمود عبد الحليم عبد الكريم ” (2006م) لذا يجب أن تؤخذ فى الإعتبار عند التخطيط للتدريس، والمعلمون المهرة يستخدمون أكثر من أسلوب فى التدريس بل يستخدمون أكثر من أسلوب فى الدرس الواحد ، وأساليب التدريس متساوية فى قيمتها للدور الذى تلعبه فى نماء المتعلم وبنسب متفاوتة فى كل أو أحد جوانب التعلم النفس حركي، الوجداني، المعرفي، لذا هى تكمل بعضها فى ضوء متطلبات التنمية الشاملة والمتوازنة لتربية الفرد ، حيث لا يوجد أسلوب واحد مثالي يمكن أن ينفرد بالتنمية المتوازنة للمتعلم ويتناسب مع كل ظروف المواقف التعليمية. (88: 257) وإستراتيجية خرائط المفاهيم تعد وسيلة جيدة للتعلم حيث تجعل الطالب نشطاً يقوم بعمل قاعدة معرفية سهلة التقبل مندمجة وموحدة ومرتكزة على محور مركزي . ( 107 : 505) وقد ذكرت ” جيهان محمد الليثى ” (2009م) أن خرائط المفاهيم هى خطة يضعها المعلم لعرض الدرس وتوضيحه للطلاب ممايساعد على زيادة الفهم وتسلسل الشرح بطريقة منظمة. (30 : 24) تعتبر سباقات المضمار ومسابقات الميدان من أقدم الأنشطة الرياضية التى مارسها الإنسان ليس فقط منذ فجر التاريخ حسب ، بل عندما يشتد عودة ، فالمشى والجرى والوثب والرمى كلها أنشطة حركية فطرية ، ووسائل يستخدمها الفرد لتحقيق أغراضه فى كل مرحلة من مراحل نموه وتطوره. وتشغل ألعاب القوى فى برنامج الرياضة المدرسية ركناً أساسياً بين الأنشطة الرياضية الآخرى حيث لايخلو درس من دروس التربية البدنية من تلك الأنشطة فهيَ القاعدة والأساس للألعاب الرياضية المختلفة ومن هنا جاءت أهميتها فى المجال المدرسي ولذلك ينصح بممارستها فى سن مبكرة فى المدرسة حتى فى الروضة مع إستخدام الأجهزة والأدوات البديلة والمناسبة ، كما أنها مادة تحتل وضعاً مميزاً بين الدروس التعليمية . ( 25: 7، 8 ) ومن خلال قيام الباحثة بالعديد من المقابلات مع معلمين ومعلمات التربية الرياضية من خلال زياراتها للمدارس التعليمية وملاحظتها لطريقة تنفيذ حصص التربية الرياضية بصفة عامة ولمنهج ألعاب القوى بصفة خاصة لوحظ ضعف مستوى أداء التلاميذ فى مسابقات ألعاب القوى ويرجع ذلك لإعتماد المعلمين إعتماداً كلياً على أسلوب الشرح وأداء النموذج ( الطريقة التقليدية ) وعدم الإستفادة من تكنولوجيا التعليم المختلفة ، بما يتناسب مع طبيعة مسابقات ألعاب القوى حيث إنها تعمل على مراعاة الفروق الفردية وتشويق وإثارة التلاميذ وإقبالهم على التعلم بدوافع ذاتية وبالتالي توفير الوقت والجهد فى العملية التعليمية بأكملها.
ومن خلال إطلاع الباحثة علي العديد من الدراسات والبحوث السابقة مثل دراسة كل من ” حمدي راغب حمدي ” (1992م) (32) ، ” أحمد عبد الحكيم أحمد حشيش” (2013م) (12) ، ” محمد عبد المنعم أحمد أبوزيد ” (2015م) (84) ، ” نرمين محمد خالد ربيع ” (2012م) (98) ، ” وهبه عبد العظيم إمبابي” (2010م) (99) لوحظ ندرة الدراسات التي تم إجرائها في خرائط المفاهيم الخاصة بتلاميذ الحلقة الأولي من التعليم الأساسي وبالأخص لمسابقات ألعاب القوي والأمر الذي أثار إهتمام الباحثة إلي القيام بهذه الدراسة وإستخدام أساليب حديثة تعمل علي تشويق وإثارة التلاميذ لإزلة الملل في الوحدات التعليمية التقليدية وضرورة الإهتمام بهؤلاء التلاميذ لتطوير مسابقات ألعاب القوي لهم لأنهم يمثلوا البداية الأساسية لتزويد الأندية والمنتخبات بأفضل العناصر ويؤكد ذلك عبارة ”عبادة أحمد عبادة الخولي” (2002م) حيث أشار إلي أفتقار مجال التعليم إلي برمجيات تعليمية متخصصة تتناسب مع الأهداف الخاصة للمناهج الدراسية ، لذا فهناك حاجة ملحة إلي إنتاج برمجيات تعليمية من قبل متخصصين في المناهج وطرق التدريس. (48: 208) وهذا مما دعي الباحثة إلي تصميم برمجية تعليمية بإستخدام خرائط المفاهيم لمنهج ألعاب القوى لتلاميذ الحلقة الأولي من التعليم الأساسي.