الفهرس 
الامام الطبري حياته و سيرتهيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 217 |  |  |
| | | from | 217 | | |
المستخلص
تعد الدراسات المقارنة من اهم الدراسات علي الصعيد الأكاديمي وتأتي أهميتها من أن إلقاء الضوء على الآراء المختلفة والمدارس المتناقضة في أي حقل من الحقول العلمية يغني الفكرة ويثري المضمون ويوسع دائرة البحث وكما يقال: )تعرف الأشياء بأضدادىا).” وسواء كانت الدراسة المقارنة أكاديمية أو على صعيد تنافس التيارات الفكرية والذي يتمظير في توجياتٍ اجتماعية وحركاتٍ سياسية فالنتيجة واحدة من حيث الفائدة والغنى والثراء الذي تضفيه هذه الدراسات على المستوى العلمي والثقافي في المجتمع الذي تتكرس فيه هذه المنهجية إذا ما روعيت الموضوعية وأخذت المعايير العلمية بعين الاعتبار, وتفرض الدراسات المقارنة نفسها غالباً في مراكز البحث كنتيجة لمتنوع الفكري والتعددية الإيديولوجية وكثيرا ما تساعد هذه الدراسات في فهم الظواهر الاجتماعية ذات البعد الفكري وتزداد أهمية الدراسات المقارنة لا بل وخطورتها إذا ما كان للموضوع مساس بالأفكار الجوهرية التي تحكم حركة المجتمع من دينٍ وقانون ونظم اجتماعية وتربوية وعادات وتقاليد راسخة في السلوك الاجتماعي) ولهذا كان المسلمون من الرواد في هذا المجال حيث يمكن التأريخ لهذه المنهجية في النصف الأول من القرن الثاني مع تبلور المدارس الفقهية وانقسامها بين مدرسة تؤيد الرأي والقياس وأخرى التزمت المنهجية الحديثية وقد تكون الدراسات العقائدية ”الكلامية” سبقتها زمنياً وتحديداً في موضوع المرجعية السياسية من وجهة نظر إسلامية بين من قال بالخلافة ومن قال بالإمامة ثم تطورت الدراسات الكلامية لتشمل تفاصيل العقائد وبعد أن دخلت الترجمة من مختلف اللغات المهمة كعامل أساسي في الحياة الثقافية للمسلمين برزت محاولات عديدة إما لرد نتاج الحضارات السابقة المترجمة إلى العربية ”الفلسفة والمنطق” بشكل خاص أو للتوفيق بينيما وبين الشريعة الإسلامية وظلت هذه الحركة نشطة على امتداد القرون الأولى من تاريخ المسلمين وبلغت هذه الدراسات اوجها علي يد المفكر الاسلامي ابن رشد 595هـ.