Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحياة السياسية وبعض مظاهر الحضارة في أذربيجان في عصر الدولة الجلائرية /
المؤلف
محمود، محمد محروس علي.
هيئة الاعداد
باحث / محمد محروس علي محمود
مشرف / محمد سيد كامل
مناقش / احمد توني عبداللطيف
مناقش / مروان سالم نوري
الموضوع
الحضارة الاسلامية. التاريخ الاسلامي.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
470 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - التاريخ والحضارة الإسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 486

from 486

المستخلص

الحياة السياسية وبعض مظاهر الحضارة في أذربيجان في عصر الدولة الجلائرية (736 – 809هـ / 1335 – 1406م)، وقد تحريت الدقة في كل ما ذكرت من خلال توثيقي للمصادر التي تحدثت عن الدور التاريخي الذي اضطلع به القضاة في عصر سلاطين المماليك، ومن خلال الوقائع السابقة والمباحث المدونة أعلاه أعتقد أنه قد أوضحتُ -نوعًا ما - وضع أذربيجان السياسي والحضاري، وما يحتويه من جوانب ثقافية واجتماعية واقتصادية خلال العصر الجلائري، وذلك بقدر المستطاع مما سمحت لنا به الوثائق والآثار والمصادر والمراجع، وإذا كانت الوقائع لم تكشف المطالب أكثر مما هو الموجود فهي علي الأقل تبصر بما يفي بسد رغبة الكثير ويغنيهم عن زيادة التطويل، وقد اتضح لي من خلال دراستي النتائج التالية:-
1- لا شك أن هذه الدولة (الدولة الجلائرية) قامت على أنقاض الدولة الإيلخانية وان أبرز حكامها –سياسيًا- هم: مؤسسها الشيخ حسن بزرك وابنه السلطان أويس ثم ابن السلطان أويس حسين وفي المقابل عاش السلطان أحمد مشردًا بين تبريز وبغداد والقاهرة ومنذ ذلك الوقت بدأت الدولة الجلائرية في الضعف والتقلص؛ مما أدي إلي ظهور سلاطين بعده ضعفاء لا يحكمون -مثل آبائهم، وأجدادهم-، مناطق كبيرة وشاسعة بل انحسر حكمهم علي مناطق صغيرة وهي ما سميت بقيام الدولة الجلائرية الثانية وهذا دعا بعض المؤرخين أنهم اعتبروها منتهية بانتهاء حكم السلطان أحمد.
2- كانت أذربيجان طوال هذه الحقبة الزمنية مركزًا لمنطقة إدارية واسعة تضم قصبات وقرى ومناطق زراعية عامرة، وردت أسماء بعضها في مصادر ذلك القرن.
3- تمتعتْ أذربيجان بشيء من الأمن والاستقرار خلال حكم الدولة الجلائرية وخاصة في أيام الشيخ حسن بزرك والسلطان أويس بن حسن بزرك وبداية حكم السلطان أحمد الجلائري، وكان هؤلاء السلاطين يلجأون إلى مدينة تبريز في الأوقات الحرجة والأزمات السياسية والاقتصادية؛ فهي ملجأ وأمان لهم في الزمن العصيب، ولهذا السبب فإنهم لايعهدون بحكمها إلا لأبنائهم أو كبار أمرائهم.
4- تعرضت مدينة تبريز إلى صراع مرير حول السيادة عليها وعلى المناطق التابعة لها نهاية (القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي) شاركت فيها قوى محلية وخارجية، وتمثلت هذه القوى بالتيموريين والقرة قوينلو لتثبيت سيادتهم عليها، وتعرضت المدينة لغارات متعددة في أثناء ذلك الصراع أدى إلى تدمير معالمها الحضارية.
5- ومن الناحية الاجتماعية تناولت الدراسة مختلف جوانب الحياة الاجتماعية التي شهدتها أذربيجان في عهد الدولة الجلائرية - وإن كانت لها بعض المميزات التي ميزتها عن غيرها- إلا أنها في غالب الأمر لا تختلف كثيرًا عن بقية المجتمعات الفارسية والإسلامية، تجمعها صفات وعادات وقيم: منها ما هو متوارث عن الأسلاف، ومنها ما هو مطابق للشريعة الإسلامية؛ فالمجتمع في هذا العصر كان ينقسم إلى طبقات كما بينا، وكان أعلاهم الطبقة الحاكمة، وأوسطهم طبقة رجال الدين، وأما الطبقة الدنيا فهم طبقة التجار والزراع والصناع وهم الطبقة المطحونة في المجتمع.
6- لاحظت هذه الدراسة أن المرأة الجلائرية كانت لها مكانة عظيمة، وهذه المكانة المرموقة التي حظيت بها المرأة في ظل مجتمعها، وكيف أن لها دورها السياسي والاجتماعي والحضاري، الذي لا يقل –إطلاقًا- عن دور الرجل؛ وبسبب ذلك برزت شخصيات نسائية، وصلت إلي أماكن مرموقة منها الحكم في البلاط الجلائري؛ لذا فقد تمتعت المرأة الجلائرية بامتيازات كثيرة؛ فاقت بها نساء عصرها؛ حيث أنها كانت تشارك -أيضًا- السلطان في الحكم، وتجلس إلى جانبه في الاحتفالات، كما خصصت لها من خزانة الدولة مرتبات وإقطاعات، وكان لها أملاكها الخاصة، بالإضافة إلى شهرتها في الأعمال الخيرية: كإنشاء المستشفيات والمدارس والخوانق وغيرها، فقد لعبت دورًا مهما في قيام هذه الدولة طوال فترة حكمها.
7- وبينت الدراسة أنه لا يوجد تعصب لمذهب معين في هذا العهد، ولا يوجد أي مشكلات مع الأقليات، ولا اضطهاد لبعض الفرق، ولا تفضيل حزب على آخر ولا فريق على آخر، ولكن ما رأيناه اهتمام السلاطين والأمراء بالصوفية وطرقهم ومشايخهم، وكذلك اهتمامهم –أيضًا-بالمذهب الشيعي دون التعصب إليه.
8- لقيام أي دولة لابد من قواعد، وهذه القواعد كانت تتمثل في نظام الدولة من دواوين وحكومات وولايات، واتخاذ علمًا لهذه الدولة وخلافه.... من قوانين وكتابة هذه القوانين كانت باللغة الفارسية؛ مما أسهم في طغيان اللغة الفارسية التي كانت اللغة الرسمية في أذربيجان على اللغة العربية في هذا العصر.
9- ومن خلال دراسة النواحي الحضارية تبين لنا أن أذربيجان -شأنها في ذلك شأن مناطق القوقاز- غنية بالموارد الاقتصادية المتنوعة من زراعة وصناعة وتجارة وهذا ما أكسبها أهمية استراتيجية عبر تاريخها إلى الآن.
10- وما ظهر لنا عن الحالة الاقتصادية أنها كانت سيئة؛ ويرجع هذا بسبب كثرة خوض الحروب والمنازعات والكوارث الطبيعية؛ مما أدى إلي فرض الضرائب وانتشار الرشوة والفساد.
هذا وقد امتدت الصناعة والفنون في هذا العصر إلى العصر الإيلخاني، وقد تأثرت كثيرًا صنعاتهم وفنونهم بالأساليب المغولية والصينية والإيرانية، مثلما ظهر في المنسوجات والسجاد والخزف والعمارة، وبينّا أن أهم العمائر التي تخلفت عن هذا العصر دمشقية ودولت خانة، وقد اهتم –أيضًا- الجلائريون بفن التصوير والنقش والخط وأعطوهم رعاية، وما رأيناه من مخطوطات أكبر دليل على هذا.
11- وقد وجدنا أن الجلائريين اهتموا ببناء المدارس لمختلف المذاهب، وقد تولى تدريس هذه المذاهب علماء كبار، وقد اهتموا كثيرًا –أيضًا- بالأدباء -وخاصة الفارسيين-؛ لذلك نشط الأدب الفارسي، وترعرع في تبريز وغيرها من المناطق التي حكمها الجلائريون أكثر من الأدب العربي، خلاف بعض الدول الأخرى مثل آل مظفر وآل كرت الذين اهتموا بالأدب العربي على حساب الأدب الفارسي.
12- للشعر في الدولة الجلائرية حظ كبير وخاصة الشعر الفارسي؛ فقد كان من السلاطين أنفسهم شعراء مثل: السلطان أويس والسلطان أحمد وتيمور لنك والشاه شجاع المظفري، إلا أن السلطان أحمد كان ينظم الشعر باللغة العربية والتركية –أيضًا-؛ وهذا يرجع إلى كثرة تنقله بين القاهرة وبغداد وبلاد الروم والدولة العثمانية، وقد كان الشعراء الجلائريون قلدوا العصور السابقة في شعرهم من نظم للمثنويات وغيره...، وقد سيطر –أيضًا- الفكر الصوفي على أشعارهم وشعرائهم، ومن أهم أنواع الشعر الذي قد ذاع صيته هو شعر المديح بسبب سوء الحالة الاقتصادية؛ مما يسهم في إجزال العطايا على مثل هذا النوع من الشعر والشعراء.
13- وفي النواحي الثقافية والعلمية أفرزت لنا الدراسة أن أذربيجان -شأنها شأن البلدان الفارسية-تعد منبتًا ثريًا، ومهدًا طيبًا للعلماء في شتى المجالات العلمية والدينية؛ فقد أخرجت لنا العديد من العلماء والفقهاء والمحدثين والقضاة، ولكن بدون تشجيع من الحكومة الجلائرية -عدا الشعر وبعض المجالات الأخرى-.
14- لا شك أن اهتمام الجلائريين باللغة الفارسية أثر بصورة كبيرة على اللغة العربية وعلمائها؛ فقد اهتم الجلائريون اهتمامًا بليغًا باللغة الفارسية على حساب اللغة العربية، وهذا ما كشفت عنه هذه الدراسة.
15- ولا شك أن التاريخ العلمي والفكري والاجتماعي كفيل ببيان نواحٍ مختلفة أخرى تمس الثقافة والمعارف والعلوم أو الصناعة وضروب الحضارة.
16- وغاية ما نقول عن السير التاريخي في هذا العصر أنه لا يختلف الوضع اختلافًا كبيرًا عما اعتاده الناس، وألفوه أيام عصر المغول أو قبلهم فأحدهم مفسر للآخر ما لم نجد خلافًا.
17- كل ما ألهى الناس وصرفهم من غوائل أو وقائع مؤلمة؛ أحدث فيهم أثرًا سيئًا، وغفلة من ضروب التعليم؛ نظرًا للتلازم القوي بين السياسة والاجتماع، أو حالة القوم تجاه النكبات؛ مما لا يصح إهماله أو عدم الالتفات إلى ما أبقاه من علاقة.
18- لعل أكبر مانع حال دون غربة الأهلين من أهل المدن خاصة ما جرى عليهم من ظلم وقسوة وما أصابهم من عسف بسبب الحروب العظيمة، وتفاقم شرورها؛ فإنهم كانوا أقرب من شاة الذبح؛ فالوقائع المتوالية أكبر سبب لإماتة الثقافة والصناعة، وركود روح النشاط العلمي وحب الإتقان.
19- -وأخيرًا-نقول أن الدولة الجلائرية في أذربيجان كانت لها بصمات قوية وواضحة في مختلف نواحي الحياة، وإنها لم تكن صورة مكررة لما قبلها من عصر الدولة الإيلخانية، بل أثرت وتأثرت في الدول التي جاءت بعدها.
وختامًا؛ فقد بذلت من جهدي ما استطعت، فإن أكن وفِّقت فيما إليه قصدت فمن فضل الله - وليّ العون -، وله الفضل والمنة، ثم لأستاذي المشرف على الرسالة، وإن كانت الأخرى - وما أظنني بمنجاة منها - فحسبي أنني اجتهدت، وبذلت ما وسعني من جهد، وأخلصت النية والقصد، ولا ألتمس سوى سعة الصدر، والتوجيه فيما عسى أن يكون موضعًا للنقد، فالكمال لله وحده، والخطأ والنسيان من لوازم الإنسان.
والله أسال أن يجنبنا الزلل، وأن يوفقنا لما يُرضيه، وأن يهدينا لما يحبه، وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم إنه سميع مجيب.