الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الاهتمام بلغة الأدب أمر قديم في النقد العربي، وذلك لحرص النقاد القدامى على معرفة دقائق اللغة لأجل حماية النص القرآني من جهة، والمحافظة على التراث العربي الشعري والنثري من جهة أخرى. ومن ثم كان الاعتناء بالجانب اللغوي في النصوص الشعرية أمر بالغ الأهمية أولاه النقاد القدامى عناية فائقة ، فظهر في إثر ذلك لون جديد من النقد، هو النقد اللغوي ، وهو نقد يتخذ من اللغة أساساً له في معالجة النصوص من جميع جوانبها الصوتية والصرفية والعروضية والتركيبية والدلالية ، وذلك من خلال إبداء الملاحظات النقدية وتبيان السقطات اللغوية التي أحدثها الشعراء في نظمهم بخروجهم عما هو سائد ومألوف في الأصل اللغوي. ولم يكن النقد اللغوي حديث العهد بالظهور ، وإنما امتدت جذوره إلى مراحل متقدمة من تاريخ النقد الأدبي ، حيث ظهر في منتصف القرن الأول الهجري وأوائل القرن الثاني الهجري تقريباً ، وكان النقاد اللغويون والنحويون أصحاب الملاحظات الأولى التي وجهت للشعراء حول الجانب اللغوي للشعر ، التي كان أساسها الخروج عن مقاييس اللغة. وإذا كان الجهد الذي بذله النقاد العلماء _ قبل القرن الخامس الهجري _ في نقد الشعر وتقييمه بالغ الأهمية ، حيث أسهم بشكل كبير في توسيع دائرة النقد اللغوي، إلا أن هذا الأخير قد أصبح أكثر فروع النقد غنى وثراء خاصة في القرن الخامس الهجري ؛ تماشياً مع التطور الأدبي والنقدي الذي شهده هذا القرن ، الذي كثر فيه الاختلاط بين اللسان العربي واللسان الأعجمي. ومن هذا المنطلق : قامت فكرة هذا البحث، الموسوم بـ ( النقد اللغوي للشعر في القرن الخامس الهجري ) حيث النقد الذي ينطلق وينتهي _ في تقييمه وتحليله وتفسيره للنص الأدبي _ من لغته وإليها ، بمستوياتها المختلفة ، متجاوزاً المعيارية التي يقف عندها النحاة من منطلق طبيعة صناعتهم إلي الحكم القيمي بالجودة والحسن أو بالرداءة والقبح، من خلال فترة زمنية محددة تسير وفقها الدراسة. |