الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن دور المرأة العاملة في التنمية البشرية من الموضوعات التي تلقى الاهتمام الواسع في المجتمعات، وتحتل قضايا النساء اليوم أهمية مركزية في الرؤى النظرية لعمليات التنمية البشرية وهذه الرؤى التي تأسست في حفظها على المراجعة النقدية للمفاهيم التي افرزها الفكر التنموي ما بعد الحرب العالمية الثانية إذ تعتبر التنمية البشرية الشاملة والمتواصلة مطلباً أساسياً لكل المجتمعات المعاصرة لما تمثله من مقياس لمدى تقدم هذه المجتمعات لذلك نالت حظاً من الاهتمام، وحشد الطاقات البشرية الموجودة في المجتمع دون تمييز بين النساء والرجال وأصبح الاهتمام بالمرأة وبدورها في تحقيق التنمية البشرية جزءاً أساسياً في عملية التنمية الشاملة ذاتها ذلك أن المرأة وفقاً للمقولة التقليدية التي تشكل نصف المجتمع وبالتالي نصف طاقته الإنتاجية، ومن اللازم أن تسهم في العملية التنموية على قدر المساواة مع الرجل وأكثر من ذلك فقد أصبح تقدم أي مجتمع مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً لمدى تقدم المرأة فيه وقدرتها على المشاركة في التنمية بجميع جوانبها وبدأت السياسات التنموية منذ السبعينات في التركيز على العنصر البشرى وبدأ مفهوم التنمية البشرية يتعذر دون مشاركة المرأة على مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، وهكذا ظهر إلى الوجود مفهوم التنمية البشرية مركزا على تنمية الإنسان عن طريق زيادة مهاراته ،وتوسيع خياراته وتمكينه من السيطرة على حياته والتحكم بمصيره، وبهذا المعني تجاوزت التنمية البشرية الحدود الكمية لمسألة النمو، بل تعني بتوزيع عاداته بشكل عادل، وهي لا تكتفي بتوسيع حدود الخيارات المتاحة أمام أفراد المجتمع (نساء –رجال )، بل تعمل علي تأهيلهم للمشاركة في القرارات التي توثر في حياتهم وتمكنيهم من السيطرة علي مصائرهم. وأخذ الاهتمام بالعنصر البشرى في التوسـع وفى تطــوير رؤى فكرية في مفهـومي” التنمية البشرية ” و” التنمية المستدامة ”وقد حظيا هذان المفهومان العناية خاصة بزيادة فرص تحقيق اكتساب المعرفة والتعليم والمشاركة في البناء بما يشير إلى أهمية مساهمة المرأة في جهود التنمية الموجهة للارتقاء بالمرأة في مختلف شؤون الحياة في إطار يتماشي مع عادات وتقاليد وقيم ومعتقدات المجتمع . وهذا التطور في معنى مفهوم التنمية البشرية وأهدافها يطمح إلى الإسهام في تعديل منظومة القيم المنظمة لحياة البشر وعلاقاتهم الاجتماعية عبر إعطاء مفهوم المشاركة بعداً نظرياً يحل محل مفهوم الصراع الذي سيولد إجرائياً ويساهم في تضمين مفهوم المساواة بعداً اجتماعيا وإنسانياً كاملاً. |