Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
”El viaje” en la estructura novelística de El Quinteto de Mogador de Alberto Ruy Sánchez /
المؤلف
Abd El Azeem, Saadeya Mousa.
هيئة الاعداد
باحث / سعدية موسى عبد العظيم سليمان
مشرف / نجوى جمال محرز
مشرف / محمد الصغير أحمد
الموضوع
Español.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
307 p. ;
اللغة
الإسبانية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللسانيات واللغة
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - قسم اللغة الاسبانية
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

from 307

from 307

Abstract

يرتبط البحث في موضوع الرحلة ارتباطاً وثيقاً بدراسة تخصصات النص الأدبي. فتولي العلوم الأدبية وكذلك اللغوية منها اهتماماً شديداً بدراسة خطاب الرحلة. إذ أنه يتميز بطابع متعدد التخصصات حيث تتداخل شتى العلوم الانسانية كالأنتروبولوجيا والجغرافيا والتاريخ والفلسفة.
لقد تأثر اختيار هذا الموضوع بمعيارين أساسيين ألا وهما: حداثة اشكالية خطاب الرحلة وكذلك الحداثة التي تقدمها دراسة الحياة الأدبية للكاتب المكسيكي ألبرتو روي سانشيث (١٩٥١). فقد خصص أكثر من عشرين عاماً من حياته في بناء عمل أدبي يكمن في جوهره البقاء العربي الأندلسي.
تتركز دراستنا على البحث عن الخطاب الرحلي في خماسية الصويرة التي تتكون من خمس روايات ألا وهي: رواية ”أسماء الهواء” (١٩٨٧) ،رواية ”في شفاه الماء” (١٩٩٦) ،رواية ”حدائق الصويرة السرية” (٢٠٠١) ، رواية ”الدهشة تسع مرات” (٢٠٠٥) ، ورواية ”يد النار” (٢٠٠٧).
هذا، ويتشعب البحث إلى ثلاث نقاط رئيسية ألا وهي: ١)- دراسة نظرية لخطاب الرحلة ثم التحدث عنه في الابداع الروائي الإسباني وكذلك في أمريكا اللاتينية ولاسيما في نهايات القرن العشرين. ٢)- توصيف الرحلة – أشكالها وأنواعها – في البنية الروائية لخماسية الصويرة للروائي المكسيكي ألبرتو روي سانشيث. ٣)- دراسة جماليات الرحلة في خماسية الصويرة.
في بدء الأمر، تنطلق الدراسة من منظور نظري للكتابة الرحلية. تلك التي تتسم بخطاب أدبي وثائقي لديه القدرة على التركيز في سياق أحداث رحلة ما. فيتبع قوالب سردية ووصفية معينة. كما يقوم بعرض خبرات وانطباعات الرحالة في محاولة تحقيق أهدافه العلمية والمعلوماتية المنشودة والتي بدروها تفيد كلاً من الكاتب والقارئ على حدٍ سواءٍ.
لقد بدا واضحاً ، أن كتابات الرحلة قد اكتسبت أهمية كبرى في أمريكا اللاتينية، حيث أنها نوع سردي ذو تراث عظيم في ثقافتها يتسم بقواعده الأساسية وبتقدمه الملحوظ في اثراء عملية الهوية في آداب أمريكا اللاتينية ، ولاسيما مع الصدمة الثقافية القائمة ابان غزو واستعمار أمريكا.
فعلى الرغم من أن أدب أمريكا اللاتينية يزخر بالعديد من الأجناس الأدبية المتميزة سواء بسبب أهمية هذه الأعمال في حد ذاتها أم بسبب تعدد وتنوع أنماطها، إلا أن الكتابة الرحلية قد أحرزت تقدماً ملحوظاً منذ فترة الإستقلال وحتى يومنا هذا. فقد أولى بعض المؤلفين البارزين في أمريكا اللاتينية اهتماماً عظيماً في مجال الكتابة الرحلية مثل: خوليو كورتاثار، ألفونسو رييس، بابلو نيرودا ،حيث قاموا بتجسيد خبرات رحلاتهم الشخصية في كتب. كما يزخر فن السرد في أمريكا اللاتينية بالعديد من المؤلفين الذين اتخذوا الرحلة موضوعاً في كتاباتهم الأدبية مثل جابريل جارثيا ماركيز ،كارلوس فوينتس ،ماريو بارجاس ييوسا ،ألبرتو روي سانشيث ،إلخ.
ثانياً ،وبعد رحلة طويلة من التوثيق النظري للخطاب الرحلي، فقد انتقلنا إلى مرحلة القراءة النقدية لروايات الكاتب المكيسكي ألبرتو روي سانشيث. فاحدى أهدافنا الأساسية في هذه الدراسة هو اقتراح تصنيف للأشكال والأنماط المختلفة التي أرستها الكتابة الرحلية في السلسلة الروائية ”خماسية الصويرة” المكونة من خمس روايات كما أسلفنا ذكرها ، قام الكاتب المكيسكي روي سانشيث بكتابتها على التوالي في الفترة من (١٩٨٧ – ٢٠٠٧).
إن حياة الكاتب المكسيكي روي سانشيث تميزت بالترحال الدائم إلى العديد من القارات مثل أمريكا اللاتينية ،أوروبا وأفريقيا ،والذي نجم عنه روح ابداعية هائلة كما يتضح في أعماله الروائية. ففي الواقع ،روي سانشيث يمتلك متعة القص والسفر للقيام به. فرحلتيه إلى بلاد المغرب العربي ،ثم إلى فرنسا للدراسة كانتا لهما عظيم الأثر في اتجاهاته الأدبية والنقدية ،حيث أثرتا قطعياً على أفكاره الأيدولوجية ،التي تلخص اهتمامه بالترحال وبمدينة الصويرة المغربية. ومن ثم فإن روايات الكاتب المكسيكي هي درب من عملية بحث. إنه البحث عن المعرفة والواقع الموضوعي.
إن رواية ”أسماء الهواء” هي العمل الروائي الأول في خماسية الصويرة لألبرتو روي سانشيث. وترمز للعنصر الأول في خطاب الرغبة في هذه الخماسية وهو الهواء. ويعتبر موضوع الرحلة محوراً رئيساً في هذه الرواية. تقوم الرحلة الداخلية وكذلك الخارجية بدور هام في حياة الشخصيات. فتنطوي الرحلة الداخلية على مسار فكري وروحاني. إنها رحلة الروح الإنسانية في عالم آخر خيالي تتواجد فيه ملذاته. فنجد البطلة فاطمة يثيرها تغيير سلبي يغير طريقة حياتها وكونها. وتقودها هذه الرحلة إلى مصيرها المفجع. إنها رحلة إلى العدم، أو بالأحرى إلى الجحيم.
أما بالنسبة للرواية الثانية ”في شفاه الماء” (١٩٩٦) من السلسلة الروائية ”خماسية الصويرة” والتي ترمز للعنصر الثاني في خماسية الصويرة ألا وهو الماء. يقوم روي سانشيث باستكشاف الرغبة الذكورية في هذه الرواية التي يجسدها البطل ”خوان أمادو” ،الذي يتتبع آثار الخطاط القديم عزيز الغزالي. فعزيز الغزالي هو خطاط مدينة الصويرة والمؤلف المزعوم لكتاب ”معاهدة غير مرئية” وكتاب ”صعب المنال” وكتاب ”أسماء الهواء”. من ناحية أخرى، عزيز الغزالي هو مؤسس طائفة ذوي الرغبة. تلك التي ينتمي إليها خوان أمادو. يكتشف بطل الرواية خوان أمادو مظاهر خاصة بهويته ولاسيما أن حياته هي نسخة كربونية من حياة عزيز الغزالي. تقوم بنية هذه الرواية على التجارب التي عاشها البطل ”خوان أمادو” أثناء إقامته في الصويرة.
تعتبر رواية ”حدائق الصويرة السرية” (٢٠٠١) هي ثالث عمل روائي في ”خماسية الصويرة”. ويرمز إلى العنصر الثالث للرغبة ألا وهو الأرض. وتمثل الرحلة موضوعاً أساسياً في هذه الرواية. اذ أنها تروي لنا حكاية الزوج خوان ايسدرو لابرا الذي يضطر لأن يروي لزوجته حسيبة كل ليلة حكاية عن حديقة من حدائق الصويرة السرية. تحول الراوي هنا إلى شهرزاد وصار يبحث في جميع أنحاء الصويرة عن حدائق كي يقصها على محبوبته. فقد ارتحل عبر طيات الرواية إلى ثمانية عشر حديقة في مدينة الصويرة في محاولة اشباع رغبات زوجته العاطفية ، تلك الزوجة التي طالما اهتمت بحدائق الصويرة السرية.
أما بالنسبة للرواية الرابعة ”الدهشة تسع مرات” (٢٠٠٥) فإنها تتكون من احدى وثمانين جزءاً ،وهو عبارة عن تسعة قصول ، كل فصل تسعة أجزاء. يقوم هذا الكتاب بشرح العديد من المظاهر المتفردة التي تتميز بها مدينة الصويرة. فنرى حسيبة بطلة الرواية تقوم بقص العديد من الحكايات عن مدينة الصويرة. نجدها تتحدث عن أصل المدينة. تشرح الألغاز المخبأة خلف الحوائط. تتحدث بالتفصيل عن وظيفة الوشم، المكتبات، الموسيقى، الضوء وكذلك الوقت في هذه المدينة الرائعة. ففي حقيقة الأمر، قامت بطلة الرواية ”حسيبة” برحلة استكشافية بحثاً عن معارف جديدة ومعلومات قيمة عن مدينة الصويرة ،الأمر الذي من شأنه أن أبحرت بخيالها وذلك استعراضاً لمظاهرها العديدة في لغة استعارية ورمزية.
قام ألبرتو روي سانشيث بتأليف رواية ”يد النار. ايروتيكي لاإرادي” عام ٢٠٠۷م. إن رواية ”يد النار” هي آخر أعمال السلسلة الروائية خماسية الصويرة. كما أنها تعد مجموعة من المشاهد الروائية التي تتسم بطابع تصوفي ايروتيكي ،فضلاُ عن تميزها بروح الترحال. هذا ،وتمثل الرحلة محوراً أساسياً في الرواية. في الجزء الأول من الرواية، يقوم بطل الرواية خوان اجناثيو لبرادور زيدون – ناشر في مجلة ايروتيكية تدعى الحديقة المعطرة – بعرض رحلته الحياتية. أما الجزء الثاني، يقوم ابن الحشرات – راوي الميدان في الصويرة- بتوسيع السيرة الذاتية للبطل زيدون. والتي تعتبر في حد ذاتها السيرة الذاتية لكاتب الرواية ألبرتو روي سانشيث. لذا ، فإن رواية ”يد النار” تعد بمثابة أفضل عمل في خماسية الصويرة استطاع الكاتب من خلاله أن يروي سيرته الذاتية.
ثالثاً وأخيراً ،فقد تحدثنا في الفصل الثالث عن جماليات الرحلة في السلسلة الروائية خماسية الصويرة. وتنطلق دراستنا في هذا الجزء من ثلاث محاور أساسية نذكرها على التوالي : الراوي ورؤية المكان والمثاقفة والتناص.
ومن دراستنا التحليلية للراوي في خماسية الصويرة تبين لنا أن شخصية الراوي تتغير من رواية إلى أخرى. فنلاحظ أن أحداث هذه السلسلة الروائية تروى تارة في الشخص الأول القواعدي ،وتارة أخرى في الشخص الثالث القواعدي. وهذا ما يؤكد على تقنية الكتابة الرحلية التي كنا قد أشرنا إليها في دراستنا النظرية.
أما بالنسبة لرؤية المكان في خماسية الصويرة ،فقد تحدثنا عن مدينة الصويرة بوصفها حيز ذو أهمية بالغة في الخيال الروائي لهذه السلسلة الروائية. هذا ،وقد اكتسبت مدينة الصويرة السواد الأعظم في جميع الإبداعات الروائية للكاتب المكسيكي روي سانشيث. فمدينة الصويرة ،تلك المدينة المغربية المطلة على شمال الأطلنطي هي المشهد الرئيسي والمحوري في جميع روايات خماسية الصويرة. أضف إلى ذلك ،أن مفهوم المدينة في هذه الخماسية قد تحول بدوره إلى سلسلة من الصور العاطفية.
كما تعد المثاقفة ملمحاً مميزاً في خماسية الصويرة. فالمثاقفة في أساسها هى عملية اجتماعية اتصالية بين ثقافتين أو أكثر والتي تصبو بدورها إلى اعادة تقييم الهويات واللغات والعادات والتقاليد بغية انشاء حالة من الاحترام والتسامح ،وكذلك خلق جسر متواصل من التبادل الثقافي والحوار المثمر بين الجماعات الانسانية.
وفي اطار دراستنا لخماسية الصويرة يجدر بنا أن نذكر الدور الرائد لجسر الثقافات العربي الأندلسي. ولا سيما أنه يوجد تاريخ طويل من الاتصال الثقافي والوجود العربي في أمريكا اللاتينية.
لقد أدركنا من خلال دراستنا أن روي سانشيث كان قد ألقى الضوء على ذلك الوريد العربي الأندلسي الذي يسري في عروق الثقافة المكسيكية على حدٍ سواءٍ. لقد أثبت روي سانشيث حقاً أن الأدب لا يخضع لعوامل الجغرافيا أو الهوية. إذ أنه قد اجتاز كل الحواجز السياسية والجغرافية في ابداعاته الروائية ،رابطاً بين بلدتين مختلفتين ثقافياً وأيديولوجياً في محاولة اثبات أن الأدب ليس له حدود أو حواجز.
تعتبر خماسية الصويرة نموذجاُ حياً لمفهوم التعددية الثقافية. فقد تحدث روي سانشيث عن المكون الثقافي والفكري لمدينة الصويرة – موكادور قديماً – بواسطة وصفه لخطاب الرغبة بين الرجال والنساء. كما وصف العديد من المظاهر الثقافية الأخرى المميزة لمدينة الصويرة كالحمام العام، ميدان الصويرة، الفرن، الوشم، الفسيفساء، البلاط، الأرابيسك، وعلم الخط ،إضافة إلى أنه قام بالخلط بين الواقع – مدينة الصويرة – والخيال – موكادور- ، تلك المدينة الأسطورية.
أما بالنسبة للتناص في خماسية الصويرة كنقطة نهائية في بحثنا هذا ، فيمكننا القول أن روي سانشيث قد قدم لنا في في سلسلته الروائية صورة حقيقية تعكس بدورها خطاب التناص ،حيث أن الكاتب قد نجح في تقديم نصٍ داخل نصٍ آخر. فقدم لنا بذلك سلسلة روائية متكاملة ،ارتبط التناص فيها ارتباطاً وثيقاً بموضوع الرحلة ، ولاسيما بالأماكن التي قامت الشخصيات بزيارتها. إن الرحلة هى حجر الزاوية الذي تدور حوله جميع الأحداث السردية بحثاً عن الرغبة. أضف إلى ذلك ،أن جميع شخصيات رواياته تنتمي إلى شجرة عائلية واحدة ،إذ تكمل الحكايات بعضها البعض. كما يستشهد الكاتب بمشاهد وتعليقات من مجموعة روايات خماسية الصويرة.