Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الفضاء الروائى بين أى كى يونج فى رواية ”القرية”و يحي حقى فى رواية ”صح النوم”:
المؤلف
جاد، محاسن محمد محمد عبدالوهاب.
هيئة الاعداد
باحث / محاسن محمد محمد عبدالوهاب جاد
مشرف / كيم هيون جو
مشرف / عبد المعطى صالح
مناقش / عبد المعطى صالح
الموضوع
الفضاء الروائى.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
107p. :
اللغة
الكورية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - اللغة الكورية
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

from 107

from 107

Abstract

إن هم الأدب المقارن الرئيس هو دراسة الظاهرة الأدبية فى شموليتها، دون مراعاة للحواجز السياسية و اللسانية. و هكذا يقوم موقف الأمريكيين فى بناء المقارنة على أساس الاهتمام بدراسة الأدب فى صلاته، التى تتعدى حدود القومية.
يقول رينيه ويليك ”و أرى أن العمل الفنى هو كل من عناصر مختلفة، بنية تتشكل من رموز، تتطلب المعانى و القيم و تعطيها. أما الميل للتنقيب فى ركام الماضى عن أشياء ننسب العمل الأدبى لها، أو التركيز على الأمور الشكلية الخارجية، فلا يؤدى إلا إلى تجريد الدراسة الأدبية من محتواها الإنسانى. إن النقد لا يمكن أن يستبعد من دائرة البحث الأدبى.”
و قد أولى الناقد القضية الإنسانية فى الأدب المقارن أهمية خاصة؛ أى أن الأدب المقارن نشأ فى الأصل بمثابة ردة فعل ضد القومية الضيقة.
المنهج المتبع فى الدراسة:-
طبق البحث منهج المدرسة الأمريكية فى الأدب المقارن، ذلك الذى يرى أن الأدب المقارن هو العلم الذى لا يقتصر فى دراسته للأدب على إنتاج دولة معينة دون غيرها من سائر دول العالم، بل يكسر الحدود الإقليمية الضيقة و يخترقها، لينفتح على عالم ليس به حواجز أو موانع أو معوقات. إنه العلم الذى يدرس العلاقة بين الأدب من ناحية و بين ميادين المعرفة الأخرى بين الأدب و بين التصوير و النحت و العمارة و الموسيقى مثلاً، أو بين الأدب و بين العلوم التجريبية كالطبيعة و الكيمياء و علم الحيوان و النبات، أو بين الأدب و بين الأديان و الملل و النحل و المذاهب، و نخلص من ذلك بأن الأدب المقارن، فى مفهوم المدرسة الأمريكية، يتصدى للمفاضلة بين التعبير الأدبى و صور التعبير الأخرى التى يلجأ إليها الإنسان فى تعامله مع الكائنات و بنى جنسه من البشر.
أهمية البحث و الهدف منه:-
1. الأدب المقارن لا يُعنى بدراسة ما هو فردى فى الإنتاج الأدبى ، وإنما يعنى كذلك بدراسة الأفكار الأدبية.
2. لا تخفى أهمية البحوث المقارنة فى معرفة خصائص الشعوب و نفسيتها من ناحية. و فى دراسة الكاتب الذى يتخذ من هذه الموضوعات منفذاً للتصريح بآرئه و فلسفته من ناحية أخرى.
3. فى دراسة التيارات الفكرية التى تسود عصراً ما أو حركة معينة، كحركة ”الكاف” فى الأدب الكورى فى العشرينات، و كفلسفة الواقعية بين مختلف الآداب، يتخذ الكتاب المواقف الأدبية و النماذج البشرية طرقاً فنية يعبرون بها عن آرائهم و مجتمعاتهم تعبيراً فنياً، و يجعلونها منافذ يطلون منها على عصرهم بمشاعرهم و شخصياتهم.
4. من هذا المنظورالثقافى فإن هذه الدراسة المقارنة تهدف إلى إظهار كيفية تناول أدبين من خلفيات ثقافية مختلفة لموضوع محدد فى كتاباتهم الأدبية، بالإضافة إلى بحث إمكانية مدى تشابه النصوص أو اختلافها فى بلدين مختلفين. و من هنا تأتى أهمية هذا البحث؛ حيث مقارنة الفضاء الروائى بين اثنتين من روايات الريف/ القرية فى المجتمع الكورى و المصرى اعتماداً على عملين إبداعيين هما: ”القرية” لإى كى يونج” و ”صح النوم” ليحيي حقى، فى محاولة للكشف عن معالم هذا الفضاء من خلال دراسة التشكيل متمثلاً فى جماليات المكان و الشخصيات و منظور الرؤية، و محاولة رصد تغيرات المكان مع تغير حركة الزمن، فضلاً عن التعرف على المقوم الثقافى للشخصية من خلال دراسة الأنساق الثقافية فى المجتمعين الكورى و المصرى.
التعريف بالكاتب (يحيي حقى) و الراويتين (القرية – صح النوم)
ولد يحي حقى (1905-1992م) لأسرة ذات أصول تركية مهتمة بالأدب و القراءة، فعمه هو ”محمود طاهر حقى” صاحب ”عذراء نشواى”. قضى طفولته و شبابه فى حى السيدة زينب بالقاهرة. و هو الحى الذى ارتبط به و أثر و تأثر به. فنرى ارتباطه به فى رائعته ”قنديل أم هاشم.
عمل بعد تخرجه فى مدرسة الحقوق العليا معاوناً للإدارة بصعيد مصر قبل أن يلتحق بالسلك الدبلوماسى. لم تفارقه ذكرى الريف المصرى و الروح الشعبية. كتب يقول عن نفسه ” كنت دائم الحنين إلى تلك الجموع الغفيرة من الغلابة والمساكين الذين يعيشون على رزق يوم بيوم” و يقول أيضاً ”أما الظاهرة الغريبة التي أحار كثيرًا في تحليلها وأنا أتأمل حياتي وإنتاجي, فهي أني, وإن كنت من أصل تركي قريب, أحسّ بأني شديد الاندماج بتربة مصر وأهلها, وفي بعض الأحيان يرجّني هذا الشعور رجّا عنيفًا. ومعرفتي باللغة العامية المصرية وتعبيراتها تفوق ما حصّلته منها مباشرة. وقد يكون ذلك راجعًا إلى الفطرة والحدس والإحساس غير الواعي.”
يجمع النقاد أن يحيي حقى قد عبر بالقصة المصرية مراحل شاسعة بفضل اكتمال أدواتها الفنية و وضوح المضمون؛ كل من يطالع إنتاج حقى يمس فيه افتنان يحيي حقى هذا الكاتب (الذى شرق و غرب خارج وطنه) بالقرية المصرية، و إحساسه الصوفى بنواحى الجمال فيها، لعل يرجع السبب فى ذلك لصدى الأدب الروسى –أدب ترجينيف و دستوفسكى خاصة – الذى كان يطالعه بنهم بالغ فى صدر شبابه، إلى جانب نفسه التى تهتز من قرارتها للطبيعة و كل ما تحويه الطبيعة التى تغلل حبها فى روحه خاصة خلال فترة عمله بصعيد مصر و تنقله بين أحضان الريف المصرى خلالها. إن الريف و المدينة كذلك، عند حقى عبارة عن لوحات ناطقة باقتدار بالغ تظهر من خلاله طباع الشخصيات إلى جانب شكلها.
إن وظيفة الفن عند حقى ”أن يدعو إلى التسامح، كالأنبياء” ”نزعة إلى الطهر و الخير و الجمال” فيلتمس القارئ له لمسات حقى الإنسانية العذبة بتقصيه الخوالج النفسية لأبطال قصصه و نفوذه إلى أعماقهم، و ينقل كل جميل رأته عيناه بألفاظ تحمل من المعانى ما تجود به الأحرف بفضل ثروته اللغوية.
صح النوم نبعت من شعور يحي حقى بالثورة. فرائعته و روايته الوحيدة ”صح النوم” أول عمل فنى عربى يتناول ثورة يوليو 1952، صدرت و لم يكد يمضى على الثورة ثلاثة سنوات (إبريل 1955).
يطرح هذا البحث من خلال الرواية الكورية و المصرية الحديثة فى كلتا الروايتين موضوع الدراسة ”نموذجاً”، و هما رواية ”القرية” للكاتب الكورى إى كى يونج و رواية ”صح النوم” ليحى حقى، أثر الثقافة و البيئة و دورهما فى بناء المجتمع و الأفراد، و تأثير هوية المكان على مجريات الحدث و تأثيرهما على الشخصية الروائية التى هى صورة للشخصية الواقعية داخل المجتمع موضوع النص الروائى. لا يقتصر التشابه بين الروايتين على الأحداث و الخلفية، و إنما يمتد ليعم الشكل و الفلسفة الجمالية الكامنة وراء كل عمل منهما. فكلتا الروايتين تعكس بشكل كبير، رؤية العالم التى سادت فى زمن كل منهما، و كلتا الروايتين تتناولان قضية حرية الإنسان و مسؤليته الأخلاقية و الإصلاحية.
من أهم أسباب اختیار ھاتین الروایتین أنھما تناولتا صور الصراعات الأیدیولوجیة بین طبقة الفلاحين وبین الإقطاع من جھة، وبین المحتل من جھة أخرى. كما یجب الوضع في الاعتبار أن الروایة بشكلھا العام وعبر تاریخھا كانت تنشط في فترات الحراك السیاسي المقاوم الساعي إلى التحرر والانفلات من قبضة القوى الباطشة التى تتحكم في مصیر الشعوب سواء كان حاكما دیكتاتوریا أم محتلا. وھذه ظاھرة لافتة للنظر عبر التاریخ، حیث إن الأدب یزدھر في مراحل التدھور السیاسي، فالأدب المقاوم مثلا ینمو خلال فترات الكفاح والصراع.