الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد شهدت الدولة العباسية منذ قيامها تحدّيات كبيرة على الصعيد الداخلي، كان أشدّها خطراً الحركات الدينية الهدامة المسلحة والسلمية، والّتي تهدف إلى تقويض أركان الدولة العباسية، من خلال تشويه الدين الإسلامي والقضاء عليه باعتبار أن الدين هو أساس الدولة في الإسلام. وقد كان منبع تلك الحركات ــــ المتمثل بعضها في التأليه لبعض الشخصيات ــــ هو القومية الفارسية، الّتي اعتبرت نفسها ندّاً للقومية العربية وذلك منذ أواخر العصر الأموي، الأمر الّذي مهد لنصرها بقيام الخلافة العباسية على أكتاف أبنائها من الفرس، وقد زاد من نفوذ العنصر الفارسي وبروز القومية الفارسية وانتشار أفكارها في دولة بني العبّاس وجود شخصية أبو مسلم الخراساني وسيطرته تقريباً على أمور الخلافة، وكان أبو مسلم يرىٰ أن يعيد للقومية الفارسية سؤددها القديم، غير أنّه قتل قبل أن يحقق ذلك، قتله الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بعد أن تنبّه لطموحه، وقد أغضب قتله كثيراً من الفرس، وبلغ غضبهم لمقتله أن ظهرت جماعات في شكل فرق دينية طمعت بأن تعود إلى عقائدها القديمة، خاصة وأنّ بعض الفرس في مواطنهم الأصلية كانوا لا يزالون مبقين على دينهم القديم. |