الفهرس 
مقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 312 |  |  |
| | | from | 312 | | |
المستخلص
لما أتاح التطور التكنولوجي المزيد من التفاعل بين المرسل و المستقبل، كان حتماً ان ينتهي الدور التقليدي للوسيلة الإعلامية، فاختفت آلية الاتصال أحادي الاتجاه و أصبح الاتصال متعدد الاتجاهات، فالأمر لم يعد ينته بالقائم بالاتصال عند حدود توصيل رسالته الإعلامية فحسب بل بات عليه متابعة ردود فعل جمهوره المتلقي إزاء تلك الرسالة – فيما يعرف برجع الصدى. ومن خلال أدوات التفاعلية العديدة والمتنوعة التي تفرزها التكنولوجيا باستمرار بدءً من توفير آلية تعليق الجمهور المتلقي على المحتوى الذى يتم عرضه وصولاً إلى مشاركة هذا الجمهور في صناعة المحتوى، فإن كل هذا التقدم أصبح يمثل تحدياً أمام القائم بالاتصال الذي أصبح يعمل في ظل مؤسسة ملزمة بتحديث أدواتها التفاعلية وتطوير أدائها بالاستجابة لمتطلبات السرعة و الدقة و الفورية التى أتاحتها الوسيلة الإلكترونية الحديثة.فأصبح عليها تطوير إمكاناتها باستمرار لتصمد في المنافسة مع المؤسسات الأخري، ولترضي جمهورها الذي لم يعد مجرد متلق سلبي، حيث منحته أدوات التكنولوجيا الحديثة الحق في إبداء رأيه في كل ما يعرض عليه من محتوى وبشكل فوري.وفي ظل هذه البيئة التفاعلية الجديدة بات على القائم بالاتصال الذى يعمل في مؤسسة إعلامية ما، أن يحدث من أدواته ويطور من أدائه ويعلي من مؤهلاته، فالحدود الفاصلة بين المحرر المتخصص-على سبيل المثال- وبين المواطن العادي باتت على وشك الاختفاء، فأصبح لزاما ًعلى القائم بالاتصال التميز و التفوق على المواطن العادي وتقديم كل ما يحتاجه الجمهور وإلا سيجد هذا الجمهور كل ما يبحث عنه في وسيلة أخرى، أوحتى قد يصنعه بنفسه وينشره بين أصدقائه إذا ما رغب في ذلك أو لم يجده في الوسائل المتاحة. و في ضوء ما سبق فإن ذلك يدفعنا إلى محاولة معرفة حدود الاستفادة الحقيقية التي حققتها المؤسسات الإعلامية بوجه عام و المؤسسات الإخبارية الإلكترونية على وجه الخصوص من إمكانات التفاعلية التي تتيحها شبكة الانترنت، وإلى محاولة الكشف عن أثر استخدام إمكانات التفاعلية في تلك المواقع على بيئة العمل الصحفي ومدى التغير الذي طرأ على دور القائم بالاتصال في تلك الوسيلة الإلكترونية التي تتسم بالتفاعلية والتحديات التي تواجهه والممارسات الصحفية ومدى ملاءمة تأهيل الصحفيين للعمل في تلك الوسيلة التفاعلية.