Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
إشكاليات ترجمة الأساليب البلاغية إلى اللغة الصينية :
المؤلف
تشنغ، باى كه.
هيئة الاعداد
باحث / باى كه تشنغ
مشرف / نجوى عمر
مشرف / حسن رجب
مشرف / هديل أحمد فتحى
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
151ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - قسم اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 150

from 150

المستخلص

الحمد لله الذي أنزل الكتاب بلسان عربى مبين، وجعله معجزة إلى يوم الدين، والصلاة والسلام على أفصح خلق الله أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يبعثون.
وبعد ...
فإن الترجمة نشاط إنسانى قديم، ارتبط فى ظهوره بوجود الإنسان على سطح الأرض، وحاجته إلى التفاعل مع الآخرين الذين يتحدثون لغة تختلف عن لغته التى يتحدث بها، ومن ثم فهم هذا الآخرالمختلف، فالترجمات اليونانية القديمة إلى اللغة العربية أفادت الفكرالعربى، وعملت على نهضته حضاريا دون أن يطمس ذلك قواعد هذه الحضارة أو يغيرقيمها ومبادئها، وكذلك نهضت أوربا بفضل ترجمة العلوم والآداب العربية إلى اللغات الأوربية، فالترجمة عملية أخذ وعطاء متبادل، وسيظل الفكر الإنسانى بحاجة ماسة إليها.
والترجمة ليست سهلة، فهى معقدة وشاقة، فأبسط تعريف لها يختزل صعوبات جمة قد تعرقل عمل المترجم، ويعتمد هذا التعريف على أن الترجمة عملية نقل لغوى من اللغة المصدر (المُترجَم منها) إلى اللغة الهدف (المترجم إليها ) ، ويعد هذا النقل اللغوى - على بساطته الظاهرة - أمرا عسيرا، لاختلاف خصائص اللغات، فلكل لغة قواعدها وبنيتها التركيبية والأسلوبية ووسائلها التعبيرية التى تختلف لامحالة عن اللغات الأخرى, وإذا نظرنا إلى اللغة بوصفها وعاء الثقافة، فإن صعوبات النقل اللغوى التى هى أساس الترجمة تتضاعف وتصل إلى ذروتها التى تجعل من الترجمة الأمينة عملية مستحيلة كما يرى ”بيو” صاحب كتاب ”العمل الأدبى” ، لأن الثقافات التى تعبر عنها اللغة و تحملها بين أعطافها، تختلف من شعب إلى آخر.
وإذا كانت هذه الصعوبات تكتنف الترجمة بوصفها نقلا لغويا بين اللغات، فما بالنا بالترجمة المتخصصة التى ترتبط باللغة ومستواها التعبيرى من ناحية والموضوع الذى يفرض لغة خاصة، وأقصد ترجمة البلاغة, فلغة البلاغة لغة خاصة، لأنها ليست وسيلة اتصال عادى، و لكنها لغة جمالية تحمل أغراضا معينة ينقلها المتكلم إلى المستمع فى سياق اتصالى خاص، وهو ما يعنى أن اللغة تنحرف عن دلالتها المعجمية؛ لتحمل دلالات جديدة يريد المتكلم التعبير عنها، ترتبط هذه الدلالات بألفاظ اللغة نفسها و أدوات لغوية خاصة حددتها البلاغة وعلماؤها، أى تعد ترجمة البلاغة ولغتها البليغة أمراغاية فى الصعوبة ويحتاج إلى أدوات خاصة من المترجم ومعرفة تفوق المعرفة اللغوية العادية إلى معرفة جماليات اللغة نفسها.
وسوف يقف البحث على صعوبات ترجمة المسائل البلاغية من العربية إلى الصينية، ترجمة شواهد تلخيص المفتاح للقزوينى نموذجًا. وقد وضع كتاب ”تلخيص المفتاح” الخطيب القزوينى, جلال الدين قاضى القضاة محمد القاضى سعد الدين بن عبد الرحمن القزوينى الشافعى، المولود بالموصل سنة 666هـ، والمتوفى سنة 739هـ، والتلخيص كتاب من كتابين ألفهما القزوينى، و اتخذا من كتاب مفتاح العلوم للسكاكى مادة لهما، ويعد تلخيصا للقسم الثالث من الكتاب، والذى خصصه المؤلف لدراسة علمى المعانى و البيان وما لحق بهما من نظرة فاحصة فى الفصاحة والبلاغة ودراسة المحسنات البديعية واللفظية والمعنوية، وكتاب ”الإيضاح” الذى شرح فيه كتاب ”التلخيص”، وعلى الرغم من انتماء مصنفات الخطيب القزوينى إلى مرحلة الشروح البلاغية، وهى المرحلة التى جمد فيها الدرس البلاغى عبر رحلة تطوره وتاريخه، كما يرى د/ ”شوقى ضيف” فى كتابه ”تطور البلاغة وتاريخه”(ارجع إلى: البلاغة تطور وتاريخه لشوقى ضيف، الطبعة التاسعة، دار المعارف، القاهرة، ص336/351)، فإن الكتاب لايكتفى بالنقل الحرفى لما جاء فى مفتاح السكاكى، ولكن لصاحبه الكثير من الإضافات والآراء البلاغية التى خالف فيها صاحب المفتاح، وتكشف رؤية القزوينى للبلاغة، كما أنه استفاد كثيرا من قطبى البلاغة العربية الجرجانى والزمخشرى، كما أن الصبغة التعليمية التى غلفت طريقة الكتاب وأسلوبه تجعل منه كتابا مفيدا لتعليم البلاغة العربية إلى غير الناطقين بلغة الضاد، وهو الهدف المرجو تحقيقه من البحث و الدراسة.
وسيقف البحث على الصعوبات التى تواجه المترجم عند ترجمة البلاغة العربية من اللغة العربية إلى اللغة الصينية من خلال ترجمة الشواهد البلاغية التى ساقها مؤلف كتاب تلخيص المفتاح أدلة ومثالا يشرح به ما تضمنه الكتاب من مسائل بلاغية.
منهج الدراسة:
يعتمد البحث على المنهج الوصفى فى وصف الظواهر اللغوية والأسلوبية و البلاغية التى تكشف عنها الشواهد موضع الدراسة، مع تفعيل آليات تحليلها، والاستفادة من معطيات علم اللغة التقابلى واللسانيات الاجتماعية التى تهتم اهتماما بالغا بالسياقين الاجتماعى و الثقافى ودورهما فى اللغة وفهمها.
وقد اصطنعت الدراسة بالمنهج الذي ينظر إلى الأسلوب في سياقه، ويذكرالتعريفات البلاغية من ثلاثة فنون علم المعانى والبيان والبديع ويوضحها ويسرد الشواهد لها، ويشرحها، ويترجم هذه الشواهد التي وردت فى ”تلخيص المفتاح” إلى اللغة الصينية، ثم يحللها في إطارالثقافات والعادات والديانات.
وسيتخلل هذا التحليل الشامل الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وكلام العلماء في تحديد مقصود الحديث أو توضيح المعاني المتعلقة بالتحليل، وذلك لتوثيقها وتقريرها.
هذا وقد التزمت - بقدر الاستطاعة - بالضبط بالشكل لما ورد في الرسالة من نصوص الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأبيات الشعرية، مع تحقيق هذه النصوص وتخريجها من مصدرها الأصلي، وتوضيح معاني الكلمات الغريبة التي وردت في هذه النصوص من خلال مراجعتها في كتب اللغة من معاجم عامة وخاصة. وترجمة ما استطعت من التعريفات بالفنون والشواهد إلى اللغة الصينية في هذه الدراسة حتى يفهم طلاب الصين علوم البلاغة العربية فهما شاملا كاملا.
خطة الرسالة:
وقد استقامت هذه الدراسة بعد هذه المقدمة في تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة و فهرس، وذلك كما يلي:
الفصل الأول يتنا ول مباحث علم المعانى، حسب ترتىب ورودها عند الخطىب القزوتنى، مع ترجمة الشواهد إلى اللغة الصينية، والتعليق على الترجمة ببيان الصعوبات التى تواجه المترجم.
والفصل الثانى يتناول مباحث علم البيان. ثم الفصل الثالث يتناول علم البديع بأقسامه. ثم الخاتمة، فقد ذكرت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها، وتليها قائمة المصادر والمراجع التي استعنت بها واستفدت منها لإعداد هذه الدراسة. ثم ختمت بفهرس للموضوعات.