Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأنا والآخر :
المؤلف
داود، مي عبد الفتاح عبد العزيز.
هيئة الاعداد
باحث / مي عبد الفتاح عبد العزيز داود
مشرف / سعاد عثمان
مشرف / حسن الخولي
مناقش / حسن الخولي
الموضوع
الأنثروبولوجيا الانا والاخر
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
319ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأنثروبولوجيا - علم الإنسان
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 302

from 302

المستخلص

لقد مرّ المجتمع المصري بعد ثورة 25 يناير بالعديد من التغيّرات، ولعل من أوضح هذه التغيرات هو اكتشاف مدى تغلغل التيارات الإسلامية في المجتمع المصري، وخاصةً جماعة الإخوان المسلمين، وأصبح هذا واضحًا من خلال الأدوار المحورية التي لعبتها هذه الجماعة في تشكيل الواقع السياسي. فبعد ثورة 25 يناير شهد الواقع انتشارًا وصعودًا لهذه الجماعة بشكل كبير، ونجحت في الوصول إلى الحكم، وبعد ثورة30 يونيه تحوّل الصعود والانتشار الذي شهدته هذه الجماعة إلى رفض ونبذ لها، وقد أحدث ذلك الكثير من الاضطرابات داخل المجتمع المصري؛ الأمر الذي أدّى إلى موجة كبيرة من العنف والإرهاب. ومن هنا تمثّلت مشكلة الدراسة في تطبيق مفهومي «الأنا» و«الآخر»؛ في محاولة للتعرّف على رؤية أعضاء جماعة الإخوان المسلمين لغير المنتمين لجماعتهم من الأفراد في مجتمع البحث، في مقابل رؤية غير المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين لأعضاء هذه الجماعة، وذلك في أعقاب ثورتي 25 يناير وثورة 30 يونيه. كما تسعى الدراسة إلى التعرّف على الأبعاد السياسية والاجتماعية والثقافية التي شكّلت هذه الرؤية، مع محاولة تقديم رؤية مستقبلية لهذه الجماعة.
2- أهمية الدراسة
أ- الأهمية النظرية
تتمثل الأهمية النظرية لهذه الدراسة في محاولة تطبيق بعض قضايا النظرية الوظيفية والنظرية التفاعلية الرمزية، وبخاصة مفهوم الأنا والآخر؛ حيث يعتبر موضوع الدراسة موضوعًا حيويًّا وشائكًا يتناوله الناس في حياتهم اليومية؛ على اختلاف طبقاتهم، وتعليمهم، وأعمارهم. وتسعى الدراسة إلى توثيق هذه الفترة من تاريخ المجتمع الذي شهد ثورتين؛ إحداهما استغلتها التيارات الدينية في زيادة الانتشار وخاصة الإخوان، والأخرى أدّت إلى الحدّ من هذا الانتشار. كما تعتبر هذه الدراسة إضافةً للمكتبة الأنثروبولوجية؛ حيث يمثّل موضوع الدراسة واحدًا من الموضوعات التي تلعب الثقافة فيه دورًا كبيرًا، كما أنه موضوع يجسّد جزءًا مهمًّا من تاريخ المجتمع المصري.
ب- الأهمية التطبيقية
تتمثل الأهمية التطبيقية للدراسة الراهنة في مقاومة ظواهر التطرّف الديني، وسوء فهم واستغلال الدين، الذي تمّ استغلاله سياسيًّا من أجل تحقيق مكاسب لدى بعض الجماعات الدينية التي تسبّبت في انتشار العنف والإرهاب؛ الذي تسعى الدولة إلى مقاومته، والحدّ من مخاطره بكل جهد، ومقاومة ظاهرة التعصّب الشديد للرأي التي تعدّ آفةً أصابت المجتمع المصري، وتسبّبت في الكثير من المشكلات في الواقع الاجتماعي. كما تمثل الدراسة الراهنة محاولة للتأريخ لتلك الفترة المهمة من تاريخ المجتمع المصري.
3- أهداف الدراسة
تتمثل أهداف الدراسة فيما يلي:
أ- التعرّف على عوامل النشأة والانضمام لجماعة الإخوان المسلمين.
ب- بيان أهم سمات وخصائص جماعة الإخوان المسلمين عبر المراحل التاريخية المختلفة.
ج- إيضاح أهم الأبعاد السياسية والاجتماعية والثقافية لجماعة الإخوان المسلمين بعد ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيه.
د- التعرّف على رؤية الإخوان المسلمين لأنفسهم بعد ثورة 25 يناير، وبعد ثورة 30 يونيه.
ه- توضيح رؤية الآخر للإخوان المسلمين بعد ثورة 25 يناير، وبعد ثورة 30 يونيه.
و- التعرّف على الآليات التي تستخدمها الجماعة لتدعيم وجودها.
ي- محاولة تقديم رؤية مستقبلية لجماعة الإخوان المسلمين.
مناهج الدراسة وأدواتها:
اعتمدت الدراسة على المنهج الأنثروبولوجي، ومنهج دراسة المجتمع المحلي، والمنهج التاريخي، واستعانت بالأدوات المنهجية التالية؛ الملاحظة، والمقابلة، ودليل العمل الميداني، والإخباريين، والتصوير الفوتوغرافي.
الإطار النظري للدراسة:
استعانت الباحثة عند تفسير المادة الميدانية ببعض القضايا النظرية لكل من النظرية الوظيفية، والتفاعلية الرمزية، وخاصة مفهومي «الأنا» و«الآخر».
وقد قسّمت الدراسة إلى بابين؛ يضمان سبعة فصول، احتوى الباب الأول على ثلاثة فصول؛ حيث عالج الفصل الأول ”منهجية الدراسة”، واهتم الفصل الثاني” بعرض الدراسات السابقة”، وتناول الثالث ”تاريخ جماعة الإخوان المسلمين”. بينما اشتمل الباب الثاني على الدراسة الميدانية، وضم أربعة فصول؛ حيث يحتوي الفصل الرابع على ”الملامح العامة لمجتمع الدراسة”، وساق الفصل الخامس ”رؤية الإخوان لأنفسهم وللآخر”، بينما اهتم الفصل السادس باستعراض ”رؤية الآخر لجماعة الإخوان المسلمين”، فيما احتوى الفصل السابع على ”أهم النتائج” التي انتهت إليها الدراسة، والتي تؤكد ما يلي:
1- إن تكوين وتشكيل الذات الإخوانية ارتبط بشخصية مؤسِّس هذه الجماعة؛ فتأثرت به، وهيمن عليها، وغرس فيها بعض الصفات التي توارثوها عبر أجيال متتالية. وكانت رؤية الذات الإخوانية لشخصية البنا بالغة التقدير والتقديس، فلم تر فيه خللاً أو عيبًا في شخصه.
2- نشأت الذات الإخوانية على مبدأ السمع والطاعة، والخضوع للقائد، وإضفاء جوّ من القداسة حوله، كما تربّت على أن تنهل من معين البنا؛ فلا تأخذ من خارج الإخوان؛ مهما كان قدر من سيتم الأخذ منه.
3- آمنت الذات الإخوانية بفكرة التمكين باستخدام القوة الغاشمة وغير المتزنة ضد كل من يخالفها، فأنشأ حسن البنا ذاتًا إخوانية متدربة على القتل وحمل السلاح، وتسعى إلى التصفية الجسدية لكل خصومها؛ من خلال ”النظام الخاص” الذي أنشأه حسن البنا وحدّد له بعض الإجراءات والطقوس يغلب عليها الغموض والرهبة والقداسة.
4- استغلت جماعة الإخوان تدهور الأوضاع الاقتصادية تاريخيًّا لمساعدة الطبقات المتضررة لتكسب ودّها وتأييدها.
5- إن تحالف هذه الجماعة مع السلطة ضد الخصوم لا يعني أن الجماعة مجرد أداة تستغلها السلطة، ولكن الجماعة تفكر في النفع العائد عليها أيضًا؛ حيث رأت هذه الجماعة في تحالفها مع أنظمة الحكم حلاً مؤقتًا تستغله من أجل أن تجني من ورائه بعض المكاسب.
6- تتضح صورة الذات الإخوانية في ضوء ما أشار إليه ”تشارلز كولي” إلى مفهوم ”الذات المرآة ”Glass self والتي تعني عنده ثلاثة أنماط من التصورات التي يكوّنها الشخص؛ فالتصور الأول هو كيف يبدو الشخص الأنا بالنسبة للشخص الآخر، فترى الذات الإخوانية نفسها بأنها تبدو متدينة للشخص الآخر، والتصور الثاني حكمه فيما يراه من سلوك الآخرين، فترى الذات الإخوانية تقصيرًا كبيرًا في بعض الخدمات من قبل الآخر الذي قد يكون الدولة أو المسلمين، وبالتالي هي تقوم بسدّ هذا التقصير والعجز باعتبار أنها الأكثر تدينًا، وأن تنظيمها يتّسم بالشمولية لكل جوانب الحياة، فترى أن لديها أفكارًا سياسية واجتماعية واقتصادية كثيرة لخدمة الآخر، وبالتالي فهي في حالة فخر وتعال وسعادة بنفسها، وهو التصور الثالث الذي أشار إليه تشارلز كولي، وهو شعور ما بالذات كالفخر أو الخزي.
7- خرجت جماعة الإخوان المسلمين وهي أكبر الرابحين من ثورة 25 يناير؛ حيث استطاعت تحقيق مكاسب سياسية كثيرة لم تتمكن من تحقيقها في أي مرحلة سابقة؛ فتمكنت من تكوين حزب سياسي، والحصول على الأكثرية في مجلس الشعب، والأغلبية في مجلس الشورى، والوصول إلى الحكم. من خلال بعض الآليات التي مكّنتها من تحقيق هذه المكاسب؛ مثل آلية إضفاء الطابع الديني، آلية استخدام الرموز والشعارات، آلية تقديم الخدمات، آلية السعي للإصلاح والتصدي للفساد، وآلية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام.
8- هناك إجماع على معرفة الآخر من كبار السن لجماعة الإخوان المسلمين قبل ثورة 25 يناير، ولعبت الأبعاد التاريخية دورًا كبيرًا في تشكيل رؤية سلبية تجاه الجماعة، في المقابل هناك اختلاف في معرفة الآخر من الشباب للجماعة؛ حيث أكدت بعض الحالات من الشباب معرفتهم لبعض أفراد الجماعة قبل ثورة 25 يناير، وتشكلت لديهم رؤية سلبية عن الذات الإخوانية.
9- واتفق الآخر من الشباب مع كبار السن في معرفتهم للجماعة من خلال فترة الدراسة الجامعية، الأمر الذي يؤكد انتشار ورواج الفكر الإخواني في الجامعات عبر فترات زمنية مختلفة، وفي تحديد رؤية سلبية للجماعة نتيجة بعض التعاملات مع بعض أفرادها، ومثَّل ذلك أغلب حالات الدراسة.
10- أكدت الدراسة رؤية بعض الآخر من أبناء مجتمع الدراسة تمثل نظرة سلبية، وجاءت في مقدمة العوامل التي دعمت هذه الرؤية الدخول في علاقات اجتماعية مع بعض الأعضاء المنتمين للجماعة، إضافة إلى وسائل الإعلام، وظهور بعض الشخصيات المنشقة عن الجماعة، وإعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وسقوط بعض الشهداء المنتمين لمجتمع البحث وبعض القرى المجاورة.
11- أكدت الدراسة أن إقصاء معظم القوى السياسية عن المشاركة في الحكم، والاكتفاء بأعضاء الجماعة وحزبها من أبرز أسباب فشل حكم الإخوان؛ حيث مارست الجماعة منهج الانفراد المطلق بالسلطة بالسيطرة على مجلسي الشعب والشوري، وبعد ذلك الهيمنة الكاملة على اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، والإصرار على وضع دستور غير توافقي، وفرض استفتاء عليه مشكوك في شرعيته، وكذلك الأداء المرتبك للرئاسة والتردد وإصدار القرارات والتراجع عنها، بما حطّم صورة الرئيس لدى الشعب، وبدا كالموظف الذي ينتظر التعليمات من المرشد، وكان غياب الرؤية حول محددات السياسة الخارجية المصرية، وتحديد المصالح المصرية بوضوح أحد أسباب فشل حكم الإخوان؛ حيث قام الرئيس الإخواني بـ25 زيارة خارجية لدول العالم من دون أية نتائج ملحوظة على أرض الواقع، وفقدت مصر دعم عدد كبير من الدول العربية الداعمة لها اقتصاديًّا، ومثّل الإخفاق الاقتصادي الناتج عن غياب كفاءات لدى الجماعة تنهض بالمهمة أحد أسباب فشل الإخوان في الحكم، وتمثل هذا الإخفاق في غياب فلسفة اقتصادية أو رؤية تحكم القرار الاقتصادي، كما مثل وهم الشعبية الذي اعتقدت الجماعة أنه سيحميها من السقوط في مواجهة خصومها أحد أسباب فشل حكم الإخوان.
12- توصلت الدراسة إلى وجود رؤيتين لمستقبل هذه الجماعة؛ تتمثل الرؤية الأولى في انتهاء وانتحار جماعة الإخوان المسلمين، واختفائها من الواقع السياسي. بينما تؤكد الرؤية الثانية على استمرارية وجود الإخوان؛ لأنها تمثل تنظيمًا دوليًّا له كيانات كثيرة تدعم وجود الجماعة في مصر