Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مفهوم الخلافة عند أبو الأعلى المودودي - علي عبد الرازق :
المؤلف
بن عصمان، خالد إبراهيم،
هيئة الاعداد
باحث / خالد إبراهيم بن عصمان
مشرف / محمد عبد الحفيظ
مناقش / نورا معوض عباس
مناقش / محمد عبد الحفيظ
الموضوع
الفلسفة الاسلامية.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
213 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 213

from 213

المستخلص

لقد تناولت في هذه الدراسة قضية الخلافة ، حيث قمت بعرض أهم أفكار شخصيتين تناولا مسألة الخلافة بطريقة مختلفة وبأسلوب مختلف عن الآخر وهما ”أبو الإعلى المودودي وعلي عبد الرازق”، فتوصلت إلى عدة نتائج سوف أعرضها على النحو الآتي : الخلافة هي مصطلح يطلق على نظام الحكم المتبع في الشريعة الإسلاميّة، حيث تقوم الدولة الإسلاميّة باستخلاف قائد مسلم ليقوم بحكمها وفقًا لتعاليمها، وسميت الخلافة بهذا الاسم لأنّ الخليفة أو قائد المسلمين يخلف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الإسلام في شأن قيادة المسلمين والدولة الإسلاميّة. أهل السنة يستعملون لفظ الإمام بما يرادف معنى الخلافة وذلك في كتبهم الكلامية عند ما يتناولون مسألة البحث في الخلافة (التي تقابل معنى الإمامة عند الشيعة) فيشترطون في الإمام ما يشترطونه في الخليفة وينفون عنه ما ينفون عنه . تأثر كلًا من علي عبد الرازق والإمام المودودي ، بسقوط الخلافة في تركيا عام 1924م على يد مصطفي كمال أتاتورك . إتخذ علي عبد الرازق المنهج النقدي في بيان آراءه حول مسألة الخلافة ، ويظهر ذلك من خلال كتبه وخاصة كتاب ( الإسلام وأصول الحكم ) . إتخذ الإمام المودودي المنهج التحليلي لبيان آرائه حول مسألة الخلافة ، موضحًا أهمية الخلافة من الناحية الدينية والحياتية . إن الخلافة ليست أصلًا من أصول الإسلام، وإنما هي مسألة دنيوية وسياسية أكثر منها دينية، وأن القرآن الكريم والحديث النبوي لم يوردا ما يبين، من قريب أو بعيد، كيفية تنصيب الخليفة أو تعيينه، وذلك لأن هذا التنظيم اختراع بشري أو اجتهاد من قبل صحابة الرسول “صلى الله عليه وسلم”، لجأوا إليه ليحافظوا على تماسك الجماعة المسلمة بعد وفاة النبي. ثم اعتبر عبد الرازق الخلافة نكبة على الإسلام والمسلمين. وراح يسرد من معطيات التاريخ ما يبرهن على هذا الرأي الصادم في وقتها. يقع عبد الرازق في التعميم التاريخي الخاطئ بتصوير الخلافة على أنها نظام قهر دائم، حيث يؤكد أنّ الخلافة كانت دائمًا تؤخذُ بالقوّة والغلبة، وهو يستشهد بالكثير من أحداث التاريخ الإسلامي في هذا المجال، فيقول: ”لا نشكّ مطلقًا في أنّ الغلبة كانت دائمًا عماد الخلافة، ولا يذكر التاريخ لنا خليفةً إلا اقترن في أذهاننا بتلك الرهبة المسلّحة التي تحوطه، والقوّة القاهرة التي تظلّه، والسيوف المصلتة التي تذود عنه.” لا يرى الشيخ عبد الرازق أنّ الحجّة القائلة بضرورة الخلافة لحفظ الدين هي حجّة صحيحة. يرى عبد الرازق أنّ السيرة النبويّة ليس فيها معالم واضحة لآليّات القضاء، ورغم محاولات البعض استخراج نظام متكامل للقضاء من سيرة الرسول إلا أنّ الواقع، برأي عبد الرازق، هو أنّ الرسول لم يكن يسعى إلى تنظيم القضاء، وليس من مهامه ذلك . يرى عبد الرازق أن نظام الحكومة النبوية لم يتضح لعامة المسلمين. ومن ثم الرسول صلى الله عليه وسلم لم يمارس نوعا واضح المعالم من الحكم، أو السلطة السياسية. يفرق عبد الرازق بين الرسالة والملك، ويرى أن محمد صلى الله وسلم كان رسولا فحسب، فبالنسبة له، الرسالة مقام، والملك مقام آخر. ويقول: كم من ملك ليس نبيًا ولا رسولا. وكم لله جل شأنه من رسل لم يكونوا ملوكا بل إن أكثر من عرفنا من الرسل إنما كانوا رسلا فحسب. ويطلب ممن يريد أن يحاججه في هذا الأمر أن يمعن النظر في القرآن والسنة ويبحث فيهما عن أي صيغة للحكم في الإسلام فلن يجد شيئًا ذا بال، وهنا يتوجه إلى من يشكك في هذا الأمر ويقول له: التمس بين دفتي المصحف الكريم أثرًا ظاهرًا أو خفيًا لما يريدون أن يعتقدوا من صفة سياسية للدين الإسلامي. ثم التمس ذلك الأمر مبلغ جهدك بين أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. تلك منابع الدين الصافية متناول يدك، وعلى كثب منك، فالتمس فيها دليلًا أو شبه دليل، فإنك لن تجد عليها برهانًا، إلا ظنا، وإن الظن لا يغني من الحق شيئًا. يعد أبو الأعلى المودودي نموذجًا فريدًا للداعية الإسلامي المجتهد الذي أوقف حياته على الدعوة إلى الإسلام، وجعل رسالته في الحياة إعلاءَ كلمة الحق، والتمكين للإسلام في قلوب أتباعه قبل ربوعه وأوطانه. ونتيجة تأثر المودودي بسقوط الخلافة الأسلامية في تركيا قام بتأسيس الجماعة الإسلامية في لاهور، وأعلن أن هدفها هو الإصلاح الشامل لحياة المسلمين. الخلافة عند الإمام المودودي تعني سلطة الأرض وحكومتها . يرى المودودي، أنّ الحاكمية تختصّ بالله وحده، دون غيره، حيث ينتقل التشريع فيها من الملك الأرضي إلى الملك السماوي (الإله)، وما الحاكم والخليفة، في وجهة نظر المودودي، إلّا خليفة ونائب عن الله؛ لأنّ الحاكم الحقيقي في الإسلام هو الله وحده، والذين يقومون بتنفيذ القانون الإلهي في الأرض. ويرى المودودي أن الخلافة لا تكون خلافة صحيحة ما لم تتبع حكم المالك الحقيقي . أما نظام الحكومة الذي يعرض بوجهه عن الله ثم يصبح نظامًا حرًا طليقًا يحكم ذاته بذاته فهو ليس خلافة بل تمردًا وانقلابًا . يرى المودودي أن تحول الخلافة إلى ملك في عصر الخلفاء الراشدين بمثابة ” نكبة آلمت بالمسلمين. رفض المودودي المدينة الغربية التي تقوم على المبادئ الثلاثة ( القومية – الديمقراطية – العلمانية ) لأنها مستمدة شرعيتها من قوانين بشرية وضعية ، ليس لها علاقة نهائيًا بالدين. وردًا على تلك الثلاثية بثلاثية أفضل منها مستمده شريعتها من القرآن والسنة و ألا هي : أ - مبدأ التسليم لله وطاعته بديلًا عن العلمانية. ب - مبدأ الإنسانية العالمية بديلًا عن القومية المحدودة الضيقة. ج - مبدأ سيادة الله وخلافة المؤمنين بديلًا عن مبدأ سيادة الشعب أو حاكمية الجماهير.