الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن مرحلة التفاوض في العقود الدولية بصورة عامة، وعقد نقل التكنولوجيابشكل خاص،مازالت تثير الكثيرمن الإشكالات، سواءً منها ما يتعلق بالإخلال بالالتزامات السابق تحديدها في هذه المرحلة، أوما يتعلق منها بنطاق ونوع المسؤولية المدنية، التي تنشأ في حالة عـدم بلوغ الغاية من المفاوضات،وجديرٌ بالذكر أن المفاوضات في عقود نقل التكنولوجيا، تـتميزعن المفاوضات في العقود الأخرى بعنصرالسرية،والسرية في مفاوضات عقود نقل التكنـولوجيا لها وجهان؛الأول:سرية المفاوضات والمنـاقشات التي تـجري بين الطرفيـن المتفاوضين، مـن حيـث شـروط إبرام الصفـقة وغيرهـا مـن التفصيلات الأخرى، هذا من وجه ،وأما الوجه الآخر: فيراد به سرية التكنولوجيا والمعرفة الفنية محل العقد، وهـو أمرعلى درجة كبيرة من الأهمية،ذلك أن التكنولوجيا التي يجري التفاوض بشأنها، قد تكون في شكل معرفة فنية أي التكنولوجيا التي تحتفظ لها الشركات بشكل سري، أو تكون السرية في المنتج أو في الآلةأو في الجهاز أو في طريقة التصنيع أو التركيب. تعد عقود نقل التكنولوجيا من العقود المركبة التي تحتوي بين طياتها العديد من العقودالبسيطة؛ كـعقد البيع والإيجار والمقاولة ونحو ذلك، ونظراً للأهمية النظرية والعملية التي تمـتاز بها هذه العقود فإنهاغالباً ما تمر بعدة مراحل قبل إبرامها النهائي، ومن أهم هذه المراحل هي مرحلة المفاوضات والتي يتم من خلالها تبادل وجهات النظر بين الأطراف المتفاوضة من أجل الوقوف على حقيقية التكنولوجيا المراد نقلها والاطلاع على جوانبها الفنية والمعرفية والقانونية( ). وفضلاً عن ذلك؛ تعتبر مرحلة المفاوضات من أهم وأخطر المراحل التي تمر بها العقود الدولية، ويعود سبب ذلك إلى عنصرالسرية، الذي تتمتع به أغلب عناصر التكنولوجيا محل التفاوض والتعاقد، لذلك قد يحصل تعارض واضح بين مصالح الطرفين المتفاوضين، فالطرف المانح (حائز التكنولوجياأومالكها)حريص كل الحرص،علىعدم إظهار أيجانب سري للمعرفة الفنية أو التكنولوجيا التي يحوزها، بينما يكون الطرف المتلقي (طالب التكنولوجيا) راغباً كل الرغبة فيالاطلاع على جانبمن تفاصيلهذه المعارف السرية؛لغرض الوقوفعلـى حقيقتها وجدواها الاقتصادية،ومدىملاءمتها لظروفهالمالية والبيئية. |