الفهرس 
IntroductionOnly 14 pages are availabe for public view
 |  | from | 179 |  |  |
| | | from | 179 | | |
Abstract
معدل الانتحار في زيادة مستمرة وواضحة من الطفولة إلى مرحلة البلوغ. في السنين الأخيرة تم تسجيل معدلات أعلي في محاولات الانتحار غير القاتلة و المشاركة في التفكير الانتحاري الجدي، وبما أن التفكير في الانتحار هو المرحلة الأولى في السلوك الانتحاري، فإن اكتشافه وتقييمه يمكن أن يكونا له أهمية قصوى في تقليص انتشار الانتحار بين الشباب.
يمكن أن يؤثر الانخراط في السلوك الانتحاري على جميع طبقات وفئات المجتمع، ولكن تظل الفئات الأقل في المستوي الاجتماعي والمادي هي الأكثر تأثرا وتفكيرا في الانتحار ونظرا لهذا الخطر المحتمل، فإننا نجد أن عدد الدراسات المهتمة بدراسة السلوك الانتحاري والعوامل النفسية و الاجتماعية و المرضية التي يمكن أن تؤدي الى زيادته في ازدياد مستمر.
أحد العوامل المؤثرة والذي خضع لدراسات كثيرة هو اساءة معاملة الاطفال. واذا تطرقنا للمجال الطبي، فسوف نجد أن الأطباء والنواب المقيمين وطلبة الطب في البلدان النامية هم أكثر عرضة لخطر ارتفاع معدلات الانتحار مقارنة بأقرانهم من طلبة الكليات الأخرى.
يشتمل مصطلح اساءة معاملة الاطفال على جميع أشكال سوء المعاملة الجسدية و/ أو العاطفية أو الإساءة الجنسية أو الإهمال وغيره من أشكال استغلال الأطفال الذي ينتج عنه ضرر فعلي أو محتمل لصحة الطفل أو نموه الجسدي والنفسي وكرامته.
يشمل مصطلح اساءة معاملة الاطفال على أربعة أنواع رئيسية: الإساءة الجسدية والاعتداء الجنسي والاعتداء العاطفي (الإساءة النفسية) والإهمال. ومن هذا المنظور، تجدر الإشارة إلى أنه من الصعب للغاية فصل عواقب الأشكال المختلفة من سوء المعاملة حيث يمكن لكل شكل أن يؤدي الي العديد من العواقب المختلفة كما أنه تم العثور على علاقة بين شدة أساءة معاملة الأطفال المبلغ عنها وجانب كبير من الأمراض العقلية والنفسية وعلي وجه الخصوص فان الاعتداء الجسدي والجنسي قد تسبب كثير من تلك الأمراض.
كان الهدف من هذه الدراسة هو قياس مدى انتشار الاحداث المتعلقة باساءة معاملة الاطفال وعلاقتها المحتملة مع التفكير في الانتحار بين طلبة الطب في مصر.
في هذه الدراسة، تم تقييم الطلاب الجامعيين المقيدين في كلية الطب من جامعة عين شمس في العام الدراسي 2016-2017 عن طريق دراسة استقصائية تألفت من 4 أجزاء: أسئلة للحصول على بيانات اجتماعية وديموغرافية، GHQ-12، (CECA-Q) وأخيرًا مقياس للتفكير الانتحاري (BSS).
كان التفكير الانتحاري واضحا بين طلاب الطب وعلاوة على ذلك ، ذكر بعض مفكري الانتحار قيامهم بمحاولات فعلية سابقة للانتحار وكتابة ملاحظات انتحارية وإعداد خطة محددة للانتحار بالإضافة إلى تحديد الطريقة التي سيستخدمونها في المحاولات التي ينوون القيام بها مستقبلا.
أما بالنسبة للإساءة النفسية، فقد ذكر نسبة كبيرة من الطلاب تعرضهم للتعنيف الشدي من الأم و الأب وعلاوة على ذلك ، كان الإهمال من كلا الوالدين واضحًا بين الطلاب المشاركين وقد أظهرت النتائج ارتباطًا كبيرًا بين الإساءة النفسية ووجود أفكار انتحارية.
كما تم تسجيل الإساءة الجسدية من قبل كلا الوالدين في نصف الطلا ب المشاركين في الدراسة تقريبا. ومع ذلك، لم يتم العثور على ارتباط كبير مع وجود فكرة الانتحار، في المقابل، تم الإبلاغ عن الاعتداء الجنسي من قبل كل من الذكور والإناث وكان مرتبطًا ارتباطًا كبيرًا بالأفكار الانتحارية.
هذه الدراسة ألقت الضوء علي الانتشار المفزع للتفكير الانتحاري بين طلاب الطب في مصر وأشارت الي الصلة الوثيقة بين صياغة أفكار الانتحار في عقول شبابنا والأحداث المسيئة السابقة خلال طفولتهم.