Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
ثنائية العشق والموت في القصيدة الدرامية المعاصرة في مصر :
المؤلف
عيسى، مصطفى غانم محمد.
هيئة الاعداد
باحث / مصطفى غانم محمد عيسى
مشرف / محمد عبدالله حسين
مناقش / عبد الجواد شعبان الفحام
مناقش / بهاء عبد الفتاح حسب الله
الموضوع
الشعر العربى - دواوين وقصائد.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
211 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - الدراسات الأدبية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 211

from 211

المستخلص

هذا البحث دراسة ثنائية العشق والموت في القصيدة الدرامية المعاصرة في مصر ” نماذج مختارة”، قضيتان شغلتا فكر الإنسان عامةً والشعراء خاصةً وهما: قضية الموت وقضية العشق، الأولى بوصفها قضية مصيرية لكلِّ إنسان، وبوقوعه يُحسَم الصراع الوجودي بين الإنسان والحياة؛ ولِذا وقف الشعراء طويلًا أمام قضية الموت منذ القِدم، فكم أرَّق ذلك المصير الشاعرَ الجاهلي وأقضَّ مضجعه حتى تصوَّره وحشًا يُطارده؛ ربما لطبيعة البيئة التي يعيشها وحياة الترحال التي يعيشها سعيًا وراء العشب والكلأ أو لغياب الاعتقاد الديني الصحيح والإيمان بالبعث مرةً أخرى.
وتكمن أهمية هذا الموضوع وأسباب اختياره في أن وما زالت قضية العشق تُداعب خيال الشعراء وتُداعب عواطفهم عبر العصور والأزمنة، وتتبعها أقلام الباحثين بحثًا ودراسة، وقد لفت انتباه الباحث بعدما قام بالاطلاع على عددٍ كثيرٍ من الدواوين الشعرية المعاصرة التي تناولت قضية العشق بمفهومٍ عصري أن هناك بعض الجوانب التي لم تحفل باهتمام الباحثين بدرجةٍ كافية، ومن أهمها ارتباط ملمح العشق بملمح الموت في القصيدة المعاصرة، تَنوُّع أنماط العشق والتصورات المتنوعة لقضية الموت في القصيدة المعاصرة، تأثر العشق بأحوال الواقع السياسية، والاجتماعية، والفكرية، صياغة هذين الملمحين (العشق والموت) في قالبٍ فنيٍ جديد وهو القالب الدرامي الذي يتناسب مع حداثة التجربة الشعرية، وفي الوقت نفسِه يُناسب ذوقَ القارئ.
وفي الحقيقة أن هذا الجانب الأخير (الصياغة الفنية الدرامية) للقصيدة المعاصرة التي تناولت تلك الثنائية (العشق والموت) هو ما شجَّع الباحث على خوض غمار البحث (فرضية البحث) خاصةً بعد أن وقعت عيني على كثيرٍ من القصائد والشواهد الشعرية التي حفلت بتلك الثنائية في إطارٍ درامي، وقد جاءت هذه الدراسة محاولة لإضاءة هذا الجانب الفني.
وبعد أن اكتملت أركان البحث توصَّل الباحث إلى جملةٍ من النتائج المُهمَّة، منها ما يتعلَّق بمضمون القصيدة المعاصرة إبان تناولها لملمحي العشق والموت، أو ما يتعلَّق بشكلها الفني الذي شكَّل فيه البناء الدرامي ملمحًا مُميزًا لها، وذلك على النحو التالي:
1- لم تعُد صورة عشق الوطن واحدة لدى الشاعر المعاصر بل تعددت أنماطه الشعرية ما بين صورة العشق للوطن المُفدى، وصورة العشق الجمالية للوطن، وصورة العشق للوطن في إطار رؤى وجدانية وسياسية واجتماعية للذات الشاعرة.
2- اختلفت صورة الموت في الشعر المعاصر عنها في العصور القديمة، فغدا الموت في القصيدة المعاصرة في مواضعَ كثيرة وسيلةً للخلاص من الحياة همومها، وارتبط ملمح الموت بالاغتراب النفسي والفكري تجاه المجتمع.
3- فرضت الحداثة الشعرية على القصيدة المعاصرة إطار ”ثنائية العشق والموت” ألَّا تقف بمعزلٍ عن الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المُصاحبة لها، فأصبحت تحوي جوانب متشابكة تؤثر فيها وتتأثر بها.
4- تعددت تجارب العشق الأنثوي في القصيدة المعاصرة فشكَّلت أنماطًا أربعة: نمط العشق المثالي، نمط العشق المقهور، نمط العشق المفاجئ، نمط العشق الشبقي.
5- ومن ناحية الشكل الفني لتلك القصائد التي تناولت ثنائية العشق والموت فقد اعتمد الشاعر المعاصر على التقنيات الدرامية المتنوعة وجاء ت الصياغة الفنية لتجربته الشعرية مشوبة بالملامح الدرامية التي هي نسق الحياة، كما استفاد من تقنية التداخل الأجناسي بين الفنون وجاءت قصيدته تبعًا لذلك لُحمة متكاملة وناضجة فنيًا.
6- اعتمد الشاعر المعاصر على توظيف عنصر الصراع في قصيدته؛ لأنه أساس الدراما وأهم مقوماتها الفنية، فلا ينفك الحديث عن العشق أو الموت إلَّا وارتبط بوجود صراع نظرًا لتعدد الأبعاد الإنسانية والاجتماعية والسياسية.
7- اعتمد الشاعر المصري المعاصر في أثناء تناوله لأنماط العشق على توظيف عنصر الشخصيات توظيفًا فنيا يخدم رؤيته الفكرية والشعورية فأتى بشخصيات واقعية تعكس أحوال مجتمعها مثل شخصية (عمي فرج) عند فاروق جويدة، وشخصية (الراعي) عند أمل دنقل، وشخصية (ميرال) عند كمال عبد الرحيم.
8- وفِّقَ الشاعر المعاصر إلى حدٍ كبير في توظيف بعض الشخصيات التراثية الأسطورية في صورٍ فنية طريفة، وإن لم يصل هذا التوظيف إلى مرحلة النضج عند بعضهم، ومن هذه الرموز التراثية (عشتار)، (إيزيس وأوزوريس)، (سيزيف).
9- اعتمد الشاعر المصري المعاصر على التراث العربي والإسلامي واتَّخذ منه رموزًا فنية أثرى بها قصيدته الشعرية، فنجد قصة (يوسف – عليه السلام-) عند حمدي أبو زيد، وقصة (صاحبي السجن) عند حسن توفيق، ورمز (مريم) العذراء عند أمل دنقل.
10- كما حفلت القصيدة العربية المعاصرة في مصر بشخصيات أخرى متنوعة، منها التاريخية والأدبية والشعبية إبان تناولها لثنائية العشق والموت، ومن هذه الرموز شخصية (جمال عبد الناصر) وشخصية (السادات) عند حسن توفيق، ومن الرموز الأدبية شخصية (قيس بن الملوح وليلى العامرية) عند محمد إبراهيم أبو سنة، ومن شخصيات التراث الشعبي شخصية (شهر زاد) عند أحمد غراب.
11- كان للحوار أهميته في بعث حالةٍ من التشويق والإثارة في نفس المتلقي إلى جانب دوره الدرامي في الكشف عن الصراع والدوافع والعواطف المصاحبة للذات الشاعرة، وتنوَّعت أشكاله الفنية ما بين المناجاة والديالوج والمونولوج.
12- وفيما يخصُّ الرثاء فقد اعتمد الشعراء المعاصرون في رثائهم للأهل والأقارب على آليات البناء الدرامي كذلك (الحدث، المناجاة، المونولوج، المفارقة .. إلخ) ليجسدوا من خلالها مشاعر الحنين والشوق لهم.
13- أمَّا عن لغة القصائد التي اتَّخذت منها نماذج تطبيقية فمالت إلى البساطة واقتربت من لغة الحياة اليومية لِتوائم ثقافة القارئ المعاصر الذي لم يَعُد منشغلًا بالوقوف طويلًا أمام النص الشعري لتأزم الحياة وسرعتها المتلاحقة، وتبعًا لذلك جاء الخيال الفني ضعيفًا في القصائد المعاصرة معظمها.