Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
البناء اللغوى والإقناع فى الخطاب الحوارى فى القرآن الكريم:
المؤلف
السيد، أحمد صبرى سعد الدين.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد صبرى سعد الدين السيد
مشرف / محمد إبراهيم عبادة
مشرف / ثناء محمد سالم
مناقش / محمد إبراهيم عبادة
الموضوع
الحوار في القرأن. الاقناع.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
259 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 259

from 259

المستخلص

جاء البحث تحت عنوان: ”البناء اللغوى والإقناع فى الخطاب الحوارى فى القرآن الكريم مقاربة تداولية”، ويتناول بالدرس طريقة تداول الخطاب الحوارى بين الذوات المتحاورة فى التنزيل العزيز، وطريقة توظيف الأبنية والتراكيب والوسائل اللغوية المتنوعة التى يعول عليها المتكلمون فى التأثير على جمهور المخاطبين نفسيا وعقليا طمعا فى الوصول إلى حالة الإقناع التام بالمحتويات القضوية المعروضة فى الخطابات الحوارية.
واقتضت طبيعة الموضوع أن يعالج فى ثلاثة فصول وخاتمة، ويسبقها مقدمة متضمنة الخطوط التمهيدية لموضوع الدراسة، وأهميته، والمنهج، وتقسيمات الفصول والمباحث المتعلقة بالبحث. أما الفصول الثلاثة المكونة للبحث، فقد عرضهم الباحث كما يلى:
الفصل الأول: المقامات الحوارية للأفعال الكلامية
يعرض فيه الباحث لنظرية الأفعال الكلامية Speech Acts التى تعد أول مفهوم تداولى انبثق إلى الوجود، وبيان إسهامات أوستينAustin وسيرل Searl فى ترسيخ دعائم هذه النظرية. وقد اختار الباحث تطبيق أفكار سيرل عند دراسة المقامات الحوارية القرآنية، فقسم الأفعال الكلامية إلى خمسة أنواع هى: الإخباريات، والتوجيهيات التى جاءت على ثلاثة أنواع هى: التوجيهيات الطلبية، والتوجيهيات النفسية، والتساؤلات المحمدية، والالتزاميات، والتعبيريات التى قسمت إلى نوعين: التعبيريات الاجتماعية، والتعبيريات النفسية. والإعلانيات.
ثم عمد البحث إلى بيان المقامات الحوارية فى الخطاب القرآنية، ومنها: المقام الحوارى بين الله تعالى وسائر مخلوقاته من الملائكة وإبليس والأنبياء وأهل الجنة والنار.... والمقام الحوارى بين الأنبياء وأقوامهم، أو الأنبياء والحيوان أو الطير، والمقام الحوارى بين الملائكة والبشر فى الدنيا والأخرة، والمقام الحوارى بين البشر بعضهم بعض.... وفى كل مقام حوارى لجأ الباحث إلى الاختيار والانتقاء للآيات القرآنية ذات الدلالة الصريحة على الأفعال الكلامية والمقام الحوارى، ثم التحليل الكلامى للآيات وفق الألية الآتية: الفعل الكلامى، الفعل اللغوى، الفعل النحوى، الفعل الإحالى، الفعل الدلالى، الاقتضاء، الاستلزام المنطقى، الفعل الإنجازى الذى يتضمن بيان القوة الإنجازية المباشرة الحرفية والقوة الإنجازية المستلزمة. وفى نهاية الفصل بين الباحث الأسس المنهجية التى قامت عليها نظرية الأفعال الكلامية.
الفصل الثانى: القيمة الإقناعية للوسائل اللغوية
يستعرض أهم الوسائل اللغوية ذات الصبغة التداولية التى يستعملها المتكلمون أثناء تداول الخطابات الحوارية وصولا إلى التأثير والإقناع بالمحتويات القضوية المعروضة. ووقع الفصل فى ثلاثة مباحث هى:
المبحث الأول: التركيب الشرطى
يوضح بإيجاز المراد بالتركيب الشرطى، وتناول العلاقة بين التركيب الشرطى والقيمة الإقناعية من خلال عدة محاور:
المحور الأول: العلاقة القائمة بين أدوات الشرط والسياقات المقامية المحيطة بالذوات المتحاورة فى الخطابات القرآنية، ودورها فى تحقيق الإقناع.
المحور الثانى: العلاقة بين الأفعال الواردة فى فعل الشرط وجوابه، ومدى فعاليتها التداولية فى تحقيق الحجاج والإقناع.
المحور الثالث: بيان العلاقات التداولية الموجودة بين أجزاء التركيب الشرطى برمته.
المبحث الثانى: درجات التوكيد
يبين أدوات التوكيد المستعملة فى الخطابات الحوارية القرآنية، وطريقة المتكلمين فى توظيف هذه الأدوات لتحقيق التأثير والإقناع، وبيان العلاقة الرابطة بين أدوات التوكيد ودرجات الخطابات الحوارية التى لابد أن تراعى كافة الظروف النفسية والاجتماعية للمخاطبين على مستوى الخبر الابتدائى والطلبى والإنكارى. وتوظيف أدوات التوكيد مع أضرب الخبر للتأثير والإقناع فى المخاطبين.
المبحث الثالث: ألفاظ التعليل
ويعرض الصلات الرابطة بين التعليل والحجاج فى التأثير والإقناع على جمهور المتلقين للخطاب القرآنى، ويشرح الطرائق التى عول عليها المتكلمون فى تداول الخطابات الحوارية، وهى: التبادل بالحجاج، والتعليل اللغوى. وقد عرض الباحث لوسائل التعليل اللفظية والمعنوية.
الفصل الثالث: البناء المتدرج وقيمته التأثيرية
ويدور حول فكرة الحجاج والبراهين التى يستعملها المتكلمون فى التأثير والإقناع للمخاطبين بالمحتويات القضوبة، فيعرض لنظرية السلالم الحجاجية وقواعدها، وأهم القوانين المنظمة لورود الحجج والبراهين أثناء التخاطب، وبيان الخصائص المميزة لنظرية السلالم الحجاجية. ثم عمد الباحث إلى اختيار الآيات الحوارية التى تتسم بالتدرج والسلمية فى الخطابات الحوارية. وجاءت الخاتمة لتعرض أهم النتائج التى توصل إليها البحث.
وقدْ أثمرَ هذا البحثُ فى الوصول إلىعدة نتائج متعلقة بالخطاب الحجاجى الإقناعى القرآنى، هى:
1- يقوم الإقناع على تقديم الأطروحات والمحتويات القضوية التى تدعو العقول إلى التدبر الواعى والاعتماد على المنطق العقلى.
2- تعددت أهداف المحتويات القضوية المعروضة على ألسنة الذوات المتحاورة فى الخطابات الحوارية القرآنية؛ فلكل خطاب حوارى قوة إنجازية مباشرة ظاهرة للعيان، ويتضمن قوة إنجازية مستلزمة تمثل الهدف الأساسى المراد من المحتوى القضوى برمته.
3- يقوم الإقناع فى الخطاب الحوارى القرآنى على طريقتين: الأولى تتمثل فى تقديم المعطيات الدالة على صدق دعوى المتكلم، والثانية تكمن فى دحض حجة المخاطب القولية أو الفعلية؛ للتأثير فى المخاطب وجدانيا ونفسيا بقصد الإقناع.
4- هيمن المشهد الحوارى على الخطابات الحوارية القرآنية؛ فنجد ثنائية المتكلم والمخاطب حاضرة فى الخطابات القرآنية بصورة واضحة ملموسة.
5- ماهية الخطاب القرآنى ليست مجرد إقامة علاقة تخاطبية بين طرفين أو أكثر، إنما يقوم الخطاب الحجاجى القرآنى يقوم على قاعدتين هامتين هما: التوجيه للمخاطب للاقتناع بمحتوى قضوى ما، والثانية: المقصدية فى إفهام المخاطب مرادا مخصوصا حول هذا المحتوى القضوى.
6- تمارس الوسائل والتراكيب اللغوية دورا حجاجيا إقناعيا فعالا على المستوى الأفقى أو الرأسى فى تركيب الشكلى للخطاب.
7- لا يقدم الخطاب القرآنى المحتويات القضوية للمخاطبين دفعة واحدة مجردة؛ إنما يعمد إلى التدرج والسُلَّمية عند عرض الحجج والبراهين داخل الخطاب لدفع المخاطبين إلى التفكر والتدبر وإعمال العقول للحجج المعروضة، ثم يزيد من تركيز هذه الحجج فى الأذهان تدريجيا وصولا بهم إلى مرحلة الإفلاس العقلى أو الإفحام.
8- لا يوجد إقناع جاهز أو معطى منذ البداية فى الخطاب القرآنى؛ بل هو عملية يتم بناؤها تدريجيا بين المتكلمين، وتتسم بالانسجام والتكامل بين عناصر العملية الكلامية.
9- تعددت المقامات الحوارية فى الخطابات القرآنية على كافة المستويات والأصعدة؛ فنجد الحوار بين الله تعالى ومخلوقاته من الأنبياء والملائكة والبشر وإبليس، والحوار بين الأنبياء، والحوار بين الأنبياء وأقوامهم، أو الحيوان، أو الطير، والحوار بين البشر المكلفين من العصاة والمؤمنين، أو أهل الجنة والنار...إلخ.
10- يؤدى التعويل على الحجج والبراهين فى الحوارات القرآنية إلى تنامى الخطاب بين الاطراف المتحاورة؛ فالمقدمات أو المعطيات القولية تمثل بداية الحوار ثم تبدأ الطاراف المتحاورة فى إيراد الحجج والبراهين تباعا للتأثير فى المخاطبين وصولا بهم إلى التأثير والإقناع. فالمتكلم يعتمد سبلا استدلالية تطرق أفهام المخاطبين طرقا شديدا، تجرهم جرا إلى الاقتناع برأى المخاطب.
11- يقوم الخطاب القرآنى الحجاجى على بنية لغوية محددة الملامح تتمثل فى: الدعوى الصادرة من المتكلم، والمقدمات أو المعطيات المشتركة بين المتكلمين، ووسائل التدعيم المتمثلة فى الحجج والبراهين، والنتئج النهائية المتعلقة بالاقتناع بهذا المحتوى القضوى أو عدمه.
12- تعددت تقنيات الحجاج بين المتكلمين فى الخطابات الحوارية القرآنية؛ فنجد الحجاج البرهانى القائم على التفكر والمنطق العقلى، ويمثل أغلب أنواع الحجاج القرآنى، والحجاج المغالط، والحجاج الاستدراجى، والحجاج الاستدراكى، والحجاج القولى، والحجاج الفعلى....إلخ.
13- المخاطب يحتل بؤرة اهتمام المتكلم فى الخطاب الحجاجى القرآنى؛ فالحجاج يسير فى الاتجاه الإيجابى من حيث الهدف الرئيسى المنوط به الذى التأثير والتوجيه والإقناع للمخاطبين، ولا يهدف إلى دغدغة المشاعر أو إثارة انفعالات المخاطبين فحسب.
14- الإقناع سلطة عند المتكلم فى خطابه، ولكنها سلطة مقبولة إذا استطاعت إقناع المخاطب من خلال الوصول به إلى الإذعان والتسليم بالمحتويات القضوية قولا أو فعلا. ولعل اعتماد الحجاج على آليات لغوية وغير لغوية كانت ضمن تمييزه بخاصية السلطة المقبولة.
15- الخطاب القرآنى يمتاز بعدة صفات جوهرية مميزة عن كافة أنواع الخطابات السردية الأخرى، هى:
أ‌- البناء اللغوى: جاء الخطاب القرآنى مبنيا بناء استدلاليا يتم فيه اللجوء إلى الحجة والاستدلال والمنطق والعقل معتمدا على الأبنية والوسائل اللغوية.
ب‌- التوجيه: فالحجاج بين المتكلمين يتم بدواعى تداولية مسبوقة بملابسات نقاشية أو حوارية بين المتكلمين حول محتوى قضوى ما، يطمع المتكلم من خلالها إلى توجيه المخاطب إلى الاقتناع بفكرة ما، أو الانتصار لفكرة ما، ولا يتم ذلك إلا من خلال الحوار بين الطرفين.
ت‌- المقصدية: لا يتم الحجاج بين الطرفين بطريقة عشوائية؛ وإنما بطريقة مقصودة بين الأطراف المتحاورة.
ث‌- التدرج والسُلَّميَّة: يعتمد المتكلم على التسلسل فى إيراد الحجج المقدمة للمخاطبين؛ يبدأ بالمسلمات أو المقدمات المتفق عليها بين المتكلمين ثم يبدأ فى زيادة أعداد الحجج والبراهين تدريجيا للمخاطبين.
16- الإقناع والاقتناع وجهان لعملة واحدة؛ إقناع من جانب المتكلم واقتناع من جهة المخاطب. وإن كانا يفترقا فى كون الاقتناع هو نتيجة الإقناع، ولكنهما فى النهاية يتضافران لتحقيق أهداف الخطاب القرآنى الطامحة إلى تحقيق الإقناع بالمحتويات القضوية بطريقة بعيدة عن العنف أو الإرغام للمخاطبين.
17- العلاقة بين الإقناع والتأثير هى العلاقة بين المقدمات والنتائج، أو العلاقة بين المسببات والنتائج؛ فالتأثير يؤدى إلى الإقناع.
18- وظف الخطاب القرآنى عدة وسائل لغوية لتحقيق الإقناع مثل: المفعول لأجله، حروف التعليل، أدوات التوكيد، الروابط الحجاجية، أسلوب الشرط، الجمل الاعتراضية، الحال...إلخ.