Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تطور مفهومي ”أرض الميعاد” و المسجد الأقصى في ترجمتي ”ركندورف” و”روبين” لمعاني القرآن الكريم/
المؤلف
عبد العاطي، سمر شعبان عبد السلام.
هيئة الاعداد
باحث / سمر شعبان عبد السلام عبد العاطي
مشرف / محمد فوزي ضيف
مشرف / منصور عبد الوهاب منصور
مناقش / منصور عبد الوهاب منصور
الموضوع
أرض الميعاد. المسجد الاقصى.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
257ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 5

from 5

المستخلص

إن لعلم الترجمة دوراً بارزاً في تكوين الوعي العام حيث يعتبر مقياساً للثقافة والتحضر. ولذلك فهناك العديد من المعايير والمحاذير التي تكتنف عملية الترجمة للحفاظ على الأمانة العلمية في نقل النص وفحواه دون الإخلال بالمعنى بما يؤول النص ما ليس فيه. وعلى الرغم من ذلك فهي لا تخلو من تدخل المترجم وثقافته وفكره؛ فإن عملية الترجمة ليست مجرد نقل آلي يغيب عنه التفاعل النفسي.
فالبعد الإنساني للنص المترجم يفرض ضرورة الاهتمام بالنواحي النفسية لدى صاحبه، فمهما كانت طبيعة النص أومحتواه، فإنه في البداية والنهاية عمل بشري يعكس التكوين النفسي لصاحبه. ولذلك كان لابد للمترجم أن يدرك أن هناك بعداً نفسياً يكتنف عملية الترجمة، وأن التعامل مع النص يتضمن تناولاً نفسياً.
وإذا كان هو الحال لدى ترجمة النصوص الأدبية فالأمر أكثر تعقيداً عند الحديث عن ترجمة النصوص المقدسة وبخاصة إذا ما كان للمترجم أيديولوجيه وخلفية دينية وثقافية مغايرة للنص المصدر كما هو الحال عند تقديم ترجمة لمعاني القرآن الكريم من مترجم غير مسلم. وبالتالي فتتبع ترجمته وتقويمها هو أمر في غاية الأهمية.
وهنا نتحدث عن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى العبرية. وعلى الرغم من التشابه الكبير بين أوجه البلاغة في اللغتين العربية والعبرية فإن هناك قصورًا في الأخيرة؛ والذي يتمثل فى عدم إمكانية نقل بعض أوجه الالتفات، مثل الالتفات المعجمي بين (سنة – عام)، (البحر – اليم)، وبعض أوجه الالتفات على مستوى الصيغ بين (نزل – أنزل)، (نُجي – أُنجي)، (ضلال – ضلالة)، وكذلك المخالفة على مستوى الإعراب، والمخالفة بين المذكر والمؤنث التي تخضع لطبيعة كل لغة على حدة، وكذلك عدم إمكانية نقل بعض أنماط التقديم والتأخير؛ الأمر الذي يؤكد على استحالة نقل الإعجاز القرآني إلى أي لغة غير العربية، وأن محاولة ترجمة القرآن الكريم ما هي إلا محاولة لترجمة معناه وجزء من مبناه، دون الإلمام التام بهذا المعنى ومعانيه المعجزة.
أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى رصد تطور مفهومي ”أرض الميعاد” و ”المسجد الأقصى” من خلال دراسة أقدم ترجمة عبرية منشورة وهي ترجمة ركندورف خلال القرن التاسع عشر وكذلك ترجمة روبين المنشورة مؤخرا في إسرائيل. ومن ثم رصد كيفية التعامل مع النص القرآني والمنهج المتبع في الترجمة ومدى توافقها مع المعنى الأصلي للنص وما إذا كان المترجم قد نجح في إيصال المعنى الجوهري إلى القارئ العبري دون زيادة أو نقصان وما إذا كان قد تعمد استخدام بعض الدلالات الخاصة التي تعكس فكر المترجم أو تأثره بمصادر أخرى من شأنها أن تؤثر على فهم النص.
ومن ثم تهدف هذه الدراسة إلى بيان أمرين هامين:
1- معرفة الأيديولوجية التي يستند إليها المترجم، وإلى أي مدى كان تأثره بالرؤية الاستشراقية والفكر الديني اليهودي أو الأهداف السياسية والدوافع الاجتماعية.
2- الوقوف على مدى دقة الترجمة، وقدرة المترجم على الفهم الصحيح لمعاني القرآن الكريم وبلاغته، خاصة فيما يتعلق بقضية جوهرية وهي قضية الأحقية بالأرض ومحاولة إسقاط مفهوم ”أرض الميعاد” على ترجمة الآيات.
الصعوبات التى واجهتها الطالبة :
ومن هنا تتضح الصعوبة التي تواجهها الطالبة في البحث الذي يهتم بدراسة الترجمة الكاملة الأولى عن الأصل العربي مباشرة وهي ترجمة ركندورف والتي صدرت عام 1857م وكذلك ترجمة أوري روبين الصادرة عام 2005 مع الأخذ في الاعتبار ما أضافه من تعديلات إلى النسخة الصادرة عام 2015، وكذلك العديد من التحولات السياسية والاجتماعية، وأثر ذلك على فهم النص القرآني في إحدى أهم القضايا التي تشغل اهتمام المترجم العبري والقارئ العبري.
وقد اكتسبت ترجمة ركندورف أهميتها اليوم إذ أعيد نشرها مؤخرا في إسرائيل مما جعلها في متناول يد القارئ مع كل ما تحتويه من ادعاءات وتدخل من المترجم للتأثير على معانى النص القرآني. كما تبنى ركندورف عبرية المقرا في ترجمته لمعاني القرآن أما روبين فامتاز أسلوبه بالسهولة حيث يستخدم لغة الشارع للوصول إلى القارئ غير المتخصص ولكن تكمن خطورة تلك الترجمة فيما تحويه من هوامش يقول عنها المترجم إنها: ”لا تهدف فقط إلى تفسير تسلسل الأمور ولكن أيضا لإلقاء الضوء على بعض القضايا المحورية التي تخبط فيها مفسرو القرآن لدى تفسيرهم القرآن لمعتنقي الدين الإسلامي” - أو ”الإحالة” لبعض الكتب التراثية أو الدينية.
الدراسات السابقة:
هناك العديد من الدراسات المتعلقة بترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية وكان من أهم هذه الدراسات:
1. جمال أحمد الرفاعي (د)، دراسة في مشكلات ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية، القاهرة، كلية الآلسن، 1994.
2. أحمد صلاح أحمد البهنسي، التعليقات والهوامش لترجمة أوري روبين العبرية لمعاني القرآن الكريم دراسة نقدية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، رسالة ماجستير غير منشورة،2012.
3. سمير فرحات شحاته، ترجمة بن شيمش العبرية لمعاني سورة آل عمران، درسة نقدية، جامعة القاهرة، رسالة دكتوراة غير منشورة ،2003.
4. عامر الزناتى الجابرى،الآيات الواردة عن اليهود فى الترجمات العبرية لمعانى القرآن الكريم ، دراسة لغوية نقدية ، كلية الآاداب ، جامعة عين شمس، رسالة ماجستير غير منشورة، 1998.
5. عامر الزناتي، إشكالية الترجمة لأوجه بلاغية في الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم ، كلية الآداب، جامعة عين شمس ،رسالة دكتوراه،2004.
منهج الدراسة:
تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي لكونه منهجاً تحليلياً، نظراً لما ينطوي عليه من إمكانية تتيح التعامل مع النص المترجم وما تعرض له من مؤثرات وذلك للوقوف على مدى توافق المعنى بين النصين الأصلي (المصدر) والمترجم (الهدف) كذلك مدى التكافؤ الشكلي بين كلا النصين. وعلى المنهج التاريخي اللازم للكشف عن تطور الفكر الترجمي لمعاني القرآن الكريم في اللغة العبرية.
وذلك من خلال تحليل نص الآيات وتركيبها في ترجمتي ”ركندورف” و”روبين” لمعاني القرآن الكريم وتقييم مدى التزام المترجم وما إذا كان قد لجأ إلى: الإضافة، والحذف، التقديم والتأخير في سياق الآيات, والنقل غير الدقيق لمعاني القرآن, والتخلي عن الترقيم المعروف لآيات القرآن الكريم, وإهمال ضبط النص المترجم بالتشكيل.
وكذلك تأثره بعناصر الفكر اليهودي الشكلية كتأثره بشكل كتابة العهد القديم - علامات الترقيم، مفرداته وتركيب الجملة به - أو الموضوعية كأرض الميعاد، جبل الهيكل وخرابه، الاختيار والعهد لبني إسرائيل أو الإحالة إلى التراث والتاريخ اليهودي من خلال الهوامش والإيحاء بوجود ”تناص” بينها وبين آيات القرآن الكريم.
أقسام الدراسة:
جاءت الدراسة في ثلاثة فصول تضم ستة مباحث يسبقها المقدمة والتمهيد ويتلوها الخاتمة والنتائج ثم ثبت المراجع. وهي كما يلي:
المقدمة: وبها تعريف لموضوع الدراسة و الهدف منها، كذلك توضيح المنهج المتبع فيها مع إشارة إلى الصعوبات التي واجهت الطالبة وكذلك أهم الدراسات السابقة.
التمهيد: ويعالج الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم بوصفها جزءا من الجهود الاستشراقية الهادفة للتعرف على الدين الإسلامي وتقديمه للآخر الذي لا يمكنه فهم النص العربي. وهنا يظهر دور المترجم في التأثير على القارئ أو تأويل النص وفقا لأهدافه ودوافعه.
الفصل الأول: يعالج هذا الفصل الترجمتين موضوع الدراسة من خلال تخصيص مبحث لكل منهما يتناول المبحث الأول الترجمة الأولى التي قدمها المستشرق ”تسفي حاييم هيرمان ركندورف” عام 1857م، وسيرته الذاتية، وتوقيت الترجمة ودوافعها، والمنهج المتبع في الترجمة من خلال دراسة المقدمة والهوامش والإحالات، وكذلك دراسة السمات اللغوية العامة للترجمة من حيث تأثرها بالعهد القديم شكلاً من خلال الترقيم أو تقسيم الآيات وكذلك ترجمة بعض المصطلحات، وتقييم مدى دقة المترجم من حيث قيامه بالإضافة أو الحذف.
ويختص المبحث الثاني بدراسة الترجمة الصادرة في إسرائيل عام 2005 م للبروفيسور אורי רובין أوري روبين عن جامعة تل أبيب. و يعالج المبحث سيرته الذاتية، وتوقيت ترجمته ودوافعها، خاصة مع وجود ثلاث ترجمات سابقة لمعاني القرآن الكريم وما تتميز به هذه الترجمة عن سابقاتها، كذلك ردود الفعل المثارة حولها في الداخل الإسرائيلي من خلال البرامج الإذاعية أو المواقع الإخبارية التي أفردت مقالات خاصة بها، كذلك المنهج المتبع في الترجمة من خلال دراسة المقدمة والهوامش والإحالات والتفاسير التي وقع عليها اختيار روبين لمساعدته على فهم النص القرآني وأسباب اختياره لتلك التفاسير وما أثير حولها ، ثم السمات اللغوية العامة للترجمة.
الفصل الثاني: يتناول تأصيل للمفاهيم موضوع الدراسة في الفكر الديني اليهودي والمصطلحات الخاصة بذلك المفهوم وتطورها عبر التاريخ ومن ثم اختيار الآيات التي استخدمها المترجم لإسقاط مفهومه الديني. كما يأصل لتلك المصطلحات من المنظور الإسلامي ويتضح ذلك من خلال مبحثين أولهما المبحث الخاص بمفهوم ”أرض الميعاد” والآخر يتناول ”المسجد الأقصى”.
الفصل الثالث: بعنوان ”ترجمة مفهومي أرض المبعاد والمسجد الأقصى عند ركندورف وربين”، وينقسم إلى ثلاثة مباحث. أما المبحث الأول فيتناول نظريات ترجمة المصطلح وفقا للمدرسة الأمريكية والكندية والإجراءات المتبعة عند ترجمة المصطلحات ذات الخلفية الثقافية والتي يندرج تحتها ترجمة المصطلح الديني. كما نوضح التناول القرآني للعناصر الثلاث المكونة لمفهوم ”أرض الميعاد” ومن ثم دراسة للمصطلحات القرآنية والمراد بها مقارنة بكيفية انتقالها إلى اللغة الهدف. وفي المبحثين الأخيرين الدراسة التطبيقية على معاني الآيات التي تم اختيارها ومدى التزام المترجم بالأمانة العلمية لنقل المصطلح ثم تقدم الطالبة ترجمة مقترحة لتلك المصطلحات