الفهرس 
صعوبات التعلميوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 300 |  |  |
| | | from | 300 | | |
المستخلص
إن التطور الهائل الذي يشهده العالم في المجال التربوي حديثاً يفرض العديد من التحديات على المسؤولين عن التعليم والتدريب، والمتابع لهذا التطور يلاحظ ان هناك كماً هائلاً من التركيز على تعليم التفكير، وحل المشكلات، حيث أصبح الطفل هو محور العملية التعليمية .
وغالبا يواجه الأطفال ذوي صعوبات التعلم تحديات كثيرة في التعامل مع المنهج الدراسي العادي تتعلق بعملية تنظيم المعلومات، وعدم الإلمام بالمعلومات اللازمة لتعلم كثير من المهام الأكاديمية، كما أنهم بحاجة إلى مزيد من التغذية الراجعة والتدريب والممارسة الموجهة حتى يمكنهم فهم المعلومات المجردة والاحتفاظ بها واسترجاعها، لذلك تزايد الإهتمام بتعليم هؤلاء الأطفال وفقا للنظريات المعرفية وكذلك استراتيجيات ماوراء المعرفة، والتي تتضمن الاستراتيجيات اللازمة للتعلم الأكاديمي، التصنيف، والمراجعة، والتقييم، والتنبؤ.( عبد العزيز الشخص، سيد جارحي،2011: 29،30) ،وقد وجد أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم لا يمكنهم استخدام إستراتيجيات التفكير بشكل عفوي، كما أنهم غير قادرين على تكييف سلوكياتهم كما يفعل التلاميذ العاديون وذلك لافتقارهم لمهارة تنظيم الذات ،مما دعت معه الحاجة لتعليمهم استراتيجيات تفكير تسهل الإستيعاب لديهم كما تمكنهم من نقل أثر التدريب إلى مواقف تعليمية جديدة غير تلك التى سبق ومروا بها .
كما وجد أن أولئك التلاميذ يحتاجون لتعلم العديد من عمليات التفكير العليا (مهارات التفكير الميتا المعرفي Metacognitive Thinking Skills) التى تستخدم عند حل المشكلات وإتخاذ القرارات، ويتطلب ذلك النوع من التفكير معالجة المعلومات من خلال التحدث مع النفس عند التخطيط لأداء مهمة ومراجعة تنفيذ الخطة أي أنه يشمل التخطيط والمٌراقبة أثناء التنفيذ ، وأن التدريب على تلك المهارات يعلم ويؤهل الطفل للتغلب على أبرز المعوقات التى تواجهه في بداية مرحلة الدراسة كصعوبات التعلم الأكاديمية بشكل عام وصعوبات الرياضيات بشكل خاص. (فتحي جروان ،2002 :52)
وبما أن الوظائف التنفيذية بمكوناتها المختلفة تمكن الفرد من التفكير التحليلي المنظم وتحديد الهدف وتمكنه من وضع خطة لأداء مهامه بكفاءة كما تمكنه من تنظيم بيئته وأدواته للوصول للهدف المطلوب كما تمكنه من كف الإستجابات غير الملائمة والتحكم في توقيت بدء تنفيذ المهام وتمكين الفرد من الانتقال من نشاط لأخر بسهولة ومرونة وتمكنه من استرجاع ما يعرفه من معلومات سابقة لتطبيقها في أي موقف جديد يواجهه وكذلك تمكن الفرد من مٌراقبة ذاته ومراجعة أدائه وتصويب ما قد يكون فيه من خطأ للوصول لأفضل أداء للمهام ؛لذا يمكن اعتبار تدريب الخلل في مكوناتها –أي الوظائف التنفيذية – مدخلاً لعلاج صعوبات التعلم بوجه عام وصعوبات تعلم الرياضيات بشكل خاص (Galtiers, C.Thomas,2012: 124).
مشكلة الدراسة:
مما لا شك فيه أن القصور الذي يبديه الأطفال ذوو صعوبات التعلم في الرياضيات في إستخدام الإستراتيجيات المختلفة في مهام الذاكرة يدل على أن لديهم مشكلات في كل من المعرفة والمشكلات المتعلقة بما وراء المعرفة والتى ترتبط بشكل وثيق بمكونات ثلاثة : القدرة على إدراك المتطلبات اللازمة لاداء مهمة معينة ، القدرة على إختيار الإستراتيجيات المناسبة وتنفيذها ، وكذلك القدرة على مٌراقبة الأداء وضبطه وإجراء التعديلات اللازمة فيه حتى يتم أداء المهمة المطلوبة في النهاية .( دانيال ب . هالالهان ،جيمس م.كوفمان ،2008: 342 ،343)
كما أن هناك العديد من الدراسات التى توضح أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بوجه عام لديهم متاعب ومشكلات في العديد من مجالات الرياضيات، ولكن من المٌلاحظ أن الانتباه لصعوبات التعلم في الرياضيات تم بشكل متأخر نسبياً عن صعوبات القراءة والكتابة ، مثل دراسة (( Nathan& Anne, M., 2009) , (Toll,et,al,2011
وتشكل الوظائف التنفيذية أهمية بالغة بما تقوم به من وظائف وما تتحكم فيه من أدوات في سلوكيات الفرد واستجاباته المختلفة، ومن أكثر المشكلات شيوعاً إتقان التلاميذ لإجراء العمليات الحسابية الأساسية من جمع وطرح وضرب وقسمة والتى تمكنهم من حل المسائل الرياضية متدرجة الصعوبة، والتى تتطلب أن تكون لديهم سلامة في أداء المخ لبعض الوظائف التنفيذية مثل (المبادأة – التحول/ المرونة المعرفية- التخطيط – الذاكرة العاملة- تنظيم الأدوات-ومراجعة وتقييم الذات)، ومن أمثلة ما يحتاجه الطفل للقيام بالعمليات الحسابية بشكل سليم: ( التركيز – الإختيار – الكف – التنفيذ – المٌراقبة والتصحيح ) وذلك لأداء العمليات الحسابية واستخراج الحلول بشكل سليم . (George McCloskey et al,2009: 162)
ومن هنا يمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية في محاولة الإجابة عن السؤال التالي:
هل يمكن علاج صعوبات تعلم الرياضيات من خلال برنامج تدريبي يعمد إلى تحسين بعض مكونات الوظائف التنفيذية ( المبادأة – التحول / المرونة المعرفية- التخطيط – الذاكرة العاملة –تنظيم الدوات- ومٌراقبة وتقييم الذات ) لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم ؟
هدف الدراسة :
هدفت الدراسة إلى علاج بعض صعوبات التعلم الكاديمية والتي تمثلت في صعوبات تعلم الرياضيات ، بتطبيق برنامج تدريبي قائم على تدريب بعض مكونات الوظائف التنفيذية والتي تمثلت في ( المبادأة – التحول / المرونة المعرفية- التخطيط– الذاكرة العاملة – تنظيم الأدوات- ومٌراقبة وتقييم الذات )
أهمية الدراسة:
1. الإسهام في زيادة كم المعلومات الخاصة بمصطلح الوظائف التنفيذية كما توجه انظار الباحثين في مجال التربية الخاصة إلى هذا المصطلح وتطبيقاته التربوية في مجال صعوبات التعلم الأكاديمية .
2. تعريف معلمي الأطفال ذوي صعوبات التعلم بأهمية مصطلح الوظائف التنفيذية وتدريبهم على إستخدام بعض تلك الوظائف كوسيلة لعلاج صعوبات تعلم الرياضيات .
3. تناول الوظائف التنفيذية اللازمة لإتقان العمليات الحسابية الأساسية وإستخدامها لحل المسائل الرياضية.
4. محاولة تشخيص القصور في بعض مكونات الوظائف التنفيذية وتحديدها لدى التلاميذ ذوي صعوبات تعلم الرياضيات والتدخل بالتدريب في محاولة لتحسين ذلك القصور.
5. إعداد برنامج تدريبي يهدف لتحسين القصور فى الوظائف التنفيذية المطلوبة لحل المسائل الحسابية، وتدريب التلاميذ على كل وظيفة على حِدة مع ربطها بالأداء المطلوب للتغلب على صعوبات تعلم الرياضيات.
فروض الدراسة :
1-توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس الوظائف التنفيذية قبل تطبيق البرنامج وبعد تطبيقه ، فى اتجاه القياس البعدي.
2-توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس صعوبات تعلم الرياضيات قبل تطبيق البرنامج وبعد تطبيقه، فى اتجاه القياس البعدي .
3-توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس الوظائف التنفيذية بعد تطبيق البرنامج ، فى اتجاه المجموعة التجريبية.
4-توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس صعوبات تعلم الرياضيات بعد تطبيق البرنامج ، اتجاه المجموعة التجريبية .
5-لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس الوظائف التنفيذية في القياسين البعدي والتتبعي (بعد تطبيق البرنامج بشهر).
6-لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس صعوبات تعلم الرياضيات في القياسين البعدي والتتبعي (بعد تطبيق البرنامج بشهر).
حدود الدراسة:
المنهج المستخدم:
تتبع الدراسة المنهج شبه التجريبي حيث يعد البرنامج التدريبي المتغير المستقل وتعد كل من الوظائف التنفيذية و صعوبات تعلم الرياضيات متغيرين تابعين .
عينة الدراسة :
تكونت عينة الدراسة في صورتها النهائية من 20 طفلا من تلاميذ الصف الرابع من المرحلة الابتدائية ممن يعانون من صعوبات تعلم الرياضيات .
تم تقسيم العينة إلى مجموعتين :
• مجموعة تجريبية مكونة من 10 اطفال ( 7 من الذكور ،3 من الإناث )
• مجموعة ضابطة مكونة من 10 أطفال ( 6من الذكور ،4 من الإناث ) وتمت المجانسة بينهم جميعا في السن حيث بلغ متوسط العمر من 9 إلى 10 سنوات ) والذكاءحيث تراوح معامل الذكاء بين (90-110) والمستوى الاقتصادي الإجتماعي، ودرجة صعوبات تعلم الرياضيات، ودرجة القصور في الوظائف التنفيذية على المقاييس المستخدمة في الدراسة .
أدوات الدراسة :
1. مقياس المستوى الاجتماعي الاقتصادي للأسرة إعداد / عبد العزيز الشخص(2013).
2. مقياس صعوبات تعلم الرياضيات (رضا خيري ، 2013 )
3. مقياس تشخيص الوظائف التنفيذية للأطفال العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة
إعداد / عبد العزيز الشخص – هيام فتحي (2013).
4. مقياس ستانفورد بينية لقياس الذكاء ( صفوت فرج ،2010)(الصورة الخامسة )
5. البرنامج التدريبي للوظائف التنفيذية لعلاج صعوبات تعلم الرياضيات
(إعداد/ تهاني عثمان، دعاء محمود، نيفين عمر،2017)
الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة :
اعتمدت الباحثة في الدراسة الحالية على بعض الأساليب الإحصائية الملائمة لمتغيرات الدراسة ، وذلك من خلال استخدام برنامج الرزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية Statistical Package for the Social Sciences (SPSS) و استخدمت الباحثة من خلاله الآتي :
• اختبار ويلكوكسون Wilcoxon Test لمجموعتين مرتبتطين للكشف عن الفروق بين متوسطات رتب درجات القياسين القبلي والبعدي ، ومتوسطات رتب درجات القياسين البعدي والتتبعي .
• اختبار مان ويتني Mann Whitney Test للمجموعات المستقلة ن للكشف عن الفروق بين متوسطات رتب درجات أطفال المجموعة التجريبة و أطفال المجموعة الضابطة .
• الوسط الحسابي ( المتوسط ) و الإرباعيات .
نتائج الدراسة:
توصلت نتائج الدراسة إلى فاعلية وجدوى البرنامج المستخدم لعلاج صعوبات تعلم الرياضيات لدى الأطفال عن طريق تنمية الوظائف التنفيذية لديهم.