الفهرس 
المبحث التمهيدىيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 147 |  |  |
| | | from | 147 | | |
المستخلص
مما لا شك فيه أن الأطباء يضطلعون بمهام بالغة الأهمية, و أن مهنة الطب هي أحد العناصر الرئيسية التي ترتكز عليها حياة الإنسان وسلامة بدنه. وقد مرت هذه المهنة بمراحل تاريخية مختلفة, إذ ارتبطت بالروح تارة وبالسحر والشعوذة تارة أخرى, وبالدين أحياناً, ومع تطور الحياة وتطور الفكر الإنساني أصبح النشاط الطبي عملاً علمياً و فنياً, له قواعده وأصوله ومتطلباته التي تنظمه و تحدد أطر العمل فيه وترسم حدوده ( ).
ومن تلك القواعد التي تحكم مزاولة العمل الطبي, وتبرر المساس بحرمة جسم الإنسان, هي ضرورة أن يستهدف الطبيب من وراء تدخله الطبي تخليص المريض من مرضه أو التخفيف من حدته أو الكشف عن أسبابه أو الوقاية منه, وأن لا يجازف بأجراء علاج أو عملية جراحية قد تنجم عنهما آثار سيئة أو مخاطر وخيمة قد لا تؤمن مغبتها, إلا إذا كانت حالة المريض تقتضي ذلك, كما يجب أن تكون خطورة العلاج أو العملية الجراحية تتناسب مع خطورة المرض, وأن عدم مراعاة التناسب بين المخاطر المحتملة و النتائج المتوقعة يعد خطأ إذا لم يأخذه الطبيب في الاعتبار( ).
وهكذا نجد أنه يشترط لمزاولة العمل الطبي, أن يكون الغرض منه ”علاج المريض وشفاؤه من علته”, فالعلاج هو الغرض الذي يقوم عليه حق الأطباء في التطبيب و الجراحة.
ومن آيات الله سبحانه وتعالى أن الانسان قد يولد مصاباً أحيانا بتشوهات خلقية, ويكون ذلك نتيجة عوامل وراثية تدخل فيها جينات الأب والأم, ويكون لها دور كبير, كمن يولد بأصابع زائدة او ملتصقة, أو من يولد ببروز أو اعوجاج في الأسنان, أو من يولد بأنف طويل مثلاً.