![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد جاء أبو موسى الحريري بشبهات خطيرة حول الإسلام في القرآن، والعقيدة، والوحي، والنبوّة، وقد ردّ الإسلام إلى أصول يهوديّة ونصرانيّة؛ لهذا ظهرت أهمية دراسة هذا الموضوع وخاصة في جوانبه العقائدية التي خاض فيها الحريري. هذه أهم النتائج التي توصل إليها البحث: أظهر البحث استخدم أبى موسى الحريري أكثر من منهج في مفترياته على الإسلام مثل اعتماده على كتابات المستشرقين، كمصدر تحريفه الآيات، اعتماده على روايات ضعيفة، وتقوله على العلماء... أولا: بينت الدراسة أنه لا فرق بين النصرانيّة والمسيحيّة فهما لفظان مترادفان لديانة واحدة وهى عبادة المسيح مع الله أو من دون الله - على حسب طوائف النصارى-، وهذا يخالف ما عليه اعتقادنا بالوحدانية الخالصة. لقد كان في تطور اسم النصارى من أنصارا للمسيح، أو كما دعاهم المسيح بالأخوّة، ثم دعاهم بولس الرسول (شاؤول) بالمسيحيّين؛ لأنّهم عبدوا المسيح، والنّصارى اذن نسبة إلى مدينة الناصرة التي ولد فيها المسيح بفلسطين، وهم أنصاره واحبته أما بخصوص الحنيفيّة هي عبادة الله تعالى وحده لا شريك له وتطلق ويراد بها الإسلام، أمّا النّصرانية بعد خروجها عن معناها فهي التثليث، أو عبادة المسيح من دون الله، فدلّ ذلك على مغايرة الحنيفيّة للمسيحية والنصرانيّة، وثبت كذب الحريريّ في ادعاءه فيما ادعاه أنّ الحنيفية والنصرانية لفظان لدين واحد. ثانيا: الإسلام هو دين التوحيد الخالص؛ والتوحيد مخالف للتثليث الذي عليه النصارى، فدلّ ذلك على مغايرة الإسلام للنصرانية أو المسيحية، وأن الاسلام ناسخ لما قبله كشفت كلّ الآيات التي جاءت في القرآن تمدح في النصارى أو أهل الكتاب جاءت فيمن أسلم منهم فقط لا في كافريهم إذ أنّ الله تعالى لا يمدح ويذمّ في وقت واحد، فكانت الآيات في عبد الله بن سلام ومن أسلم معه من اليهود وفي النجاشيّ ومن أسلم معه من النصارى. كشفت الدراسة بطلان إدعاء أبو موسى الحريرى في أن النبي رجع إلى النصارى ليسألهم: النبيّ محمد e عن شئ فى دينه، لأنه لم يشك في دينه وكان مصدره وحي ـ وكانت مسألة أجوبة من السماء. ثالثا: أظهرت الدراسة بطلان قول أبى موسى الحريرى في أن النبي كان مسيحيا فلم يكن النّبيّ e مسيحيّا يوما ما، بل كان موحدا لله تعالى، ولم يكن تابع أو متبوع للنصارى، فلقد باهل النبي e النصارى في أمر عيسى u وناظر e وفد نجران، والقرآن حافل بآيات تهدم عقيدة النصارى وتذمهم شرّ ذمّ. فنظرة الإسلام للمسيح u مختلفة عن نظرة المسيحية النصرانية له، فهو في الإسلام بشر عاديّ خصّه الله بالنبوة، بينما هو في النصرانية إله وابن إله. |