الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد الدراسة -ظاهرة التحرش الجنسي- من الدراسات المنتمية إلى علم الاجتماع التي تستند في خطواتها إلى المنهج العلمي، حيث إنها تقوم على استخدام الأسلوب الوصفي لأجل معرفة وتقويم دور التشريعات الاجتماعية وتأثيرها على التحرش الجنسي كمظهر للعنف في المجتمع المصري. لذا فأهداف وتساؤلات الدراسة لاتخرج فى محتواها عن الهدف الأساسى وهو توصيف التحرش الجنسي كأحد مظاهر العنف باعتباره أحد المشكلات الاجتماعية التي تواجه المجتمع المصري، وحيث إن التحرش ظاهرة عامة تعرفها كل المجتمعات البشرية بدرجات متفاوتة، وبصور وأشكال متعددة، ولأسباب متداخلة ومتنوعة، تختلف بشكل نسبي باختلاف المجتمعات والثقافات والمراحل التاريخية لتطور المجتمعات. وتخضع دراسة التحرش لأمور متناقضة اجتماعية، اقتصادية، ثقافية، شخصية وحتى سياسية، والتحرش الجنسي ينبغي أن نفهم أنه ليس حالة إستاتيكية لا تتغير، إنما هو حالة ديناميكية، فيمكننا تمييز مراحل فيه لكنها لا تتبع بالضرورة تسلسلًا معينًا، يمكن أن تحدد توليفة العوامل ما إذا كان التحرش يتصاعد أو يتقهقر، ولا يتم الانتقال من مرحلة إلى أخرى نتيجة عامل أو حادث واحد فى لحظة محددة. إن ما دفعنا للتطرق إلى ظاهرة التحرش الجنسي وخاصةً التحرش الجنسي بالمرأة هو انتشار هذه الظاهرة وبشكل واضح وفج في المجتمع المصري، وأصبحت المرأة على وجه الخصوص تفتقد الأمان في الشارع والعمل بل حتى في أقسام الشرطة بسبب التصرفات المنحرفة تجاهها، خاصةً بعد ثورة 25 يناير وافتقاد المجتمع المصري لعنصر الأمن بشكل أكبر مما كان عليه، وتكمن خطورة جرائم التحرش إلى ازدياد معدلات وقوعها في المجتمع بشكل غير مسبوق، وبأشكال وطرق متنوعة؛ فهي تلحق ليس بطائفة واحدة أو شريحة بعينها من المجتمع. |