Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية وحدة قائمة على برامج الكمبيوتر التعليمي في الدراسات الاجتماعية لتنمية بعض المهارات الحياتية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية/
المؤلف
توفيق, زينب حنفي حسين.
هيئة الاعداد
باحث / زينب حنفي حسين توفيق
مشرف / أحمد إبراهيم شلبي
مشرف / هبة الله حلمي عبد الفتاح
الموضوع
التعليم الإبتدائي.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
282 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
المناهج وطرق تدريس الدراسات الإجتماعية
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - المناهج وطرق التدريس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 282

from 282

المستخلص

يشهد عالم اليوم ثورة هائلة في التقدم العلمي والتكنولوجي، والتي تؤثر بدورها في مجالات الحياة المختلفة؛ الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والعلمية بصفة عامة، وفي مجال التربية بصفة خاصة، حيث يقع العبء الأكبر على عاتق التربية في مواجهة المشكلات والتحديات التي تفرضها طبيعة هذا العصر.
وللتربية دور مهم في توفير مرونة للنظام التعليمي؛ لمواصلة الارتقاء، ومواكبة متطلبات العصر الحديث عن طريق إعداد متعلم ملّم بتطورات الحياة، وقادر على التفكير العلمي السليم، واكتساب عديد من الاتجاهات والمهارات.
وهنا يبرز دور التعليم كمفتاح للتقدم، وأحد الركائز الأساسية التي تبني عليها المجتمعات نهضتها، والمسئولة عن نشأة قادة الأمم وصناع الحضارات، فمن خلال التعليم يتحدد مستقبل الشعوب، ولهذا وضع التعليم هدفاً قومياً بأن جعل تطوير المناهج أولوية كبرى (أحمد جمال موسى، 2005: 1).
وقد شهدت الفترة الحالية جهوداً واضحة في تطوير العملية التعليمية والمناهج الدراسية، واهتماماً بالوسائل التعليمية والتكنولوجية المتطورة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات إيجابية لتفادي قصور المناهج، فمن خلال تطوير المناهج تتحقق الأهداف التي نسعى إليها، وتُكتسب المهارات للوصول إلى نمو متكامل للمتعلمين.
لذلك يعتبر المنهج الدراسي نظاماً فرعياً من نظام رئيس أكبر هو التربية، وينعكس عليه كل ما يصيب التربية من تغيرات لكونها نظاماً فرعياً لنظام كلي أشمل هو المجتمع، وهو المؤسسة المسئولة عن ترجمة الفلسفة التربوية إلى أساليب وإجراءات تعمل على تنمية المهارات الحياتية، وتحويلها إلى واقع عملي يمارسه الأبناء، أي يترجم الأسس إلى سلوك يتفق مع الحياة العصرية، وتشكيل الأبناء على نحو مرغوب فيه (عباس علامة، 2009: 197).
لذا تعد عملية اكتساب المهارات الحياتية للتلاميذ في جميع المراحل التعليمية من نواتج التعلم المهمة المرغوب فيها من خلال جميع المناهج التعليمية؛ لأنها مسئولية مشتركة بين جميع المقررات، حيث إن التربية في جوهرها معنية بإكساب الفرد معارف، واتجاهات، وقيم، ومهارات تؤهله لمعايشة الناس، والتفاعل معهم، وتمكنهم من العمل والمشاركة في عملية التنمية، فتمثل المهارات الحياتية ضرورة حتمية لجميع الأفراد في أي مجتمع، حيث تعد من المتطلبات التي يحتاج إليها الأفراد لكي يتوافقوا مع أنفسهم ومجتمعهم الذي يعيشون فيه، مما يساعدهم على حل المشكلات اليومية، والتفاعل مع مواقف الحياة المختلفة.
وهذا ما تسعى إليه المناهج الدراسية عامة، والدراسات الاجتماعية خاصة، لأن طبيعتها الاجتماعية فرضت عليها النصيب الأوفر في تحقيق أهداف التربية وبخاصة في المرحلة الابتدائية، لتسهم في إعداد جيل قادر على تحقيق أهداف المجتمع الذي يعيشون فيه (منصور عبد المنعم، وحسين عبد الباسط، 2006: 23).
وقد حظي موضوع المهارات الحياتية باهتمام بالغ في المؤتمرات التربوية، ومادة الدراسات الاجتماعية على وجه الخصوص، ومن أمثلة هذه المؤتمرات المؤتمر الإقليمي الثاني (2005) الذي أوصى بأهمية تعلم المهارات الحياتية في مرحلة الطفولة؛ لأنها من المراحل المهمة في حياة الفرد، وذلك لأثرها البالغ في تكوين شخصيته، فهي الفترة التي تنمو فيها قدراته، وتتفتح مواهبه، وتتحدد اتجاهاته، ويتحدد فيها مفهومه عن ذاته، وأشار مؤتمر ”نحو استثمار أفضل للعلوم التربوية والنفسية في ضوء تحديات العصر” (2009) إلى إكساب التلاميذ المهارات الحياتية عن طريق دمج بعض المهارات الحياتية المعاصرة في مناهج التعليم، وأكد المؤتمر الرابع لإعداد المعلم (2011) على ضرورة رفع مستوى المعلم، وتنويع خبراته في المهارات الحياتية؛ حتى يكون أكثر قدرة على أن ينشئ متعلماً فعالاً متعدد المهارات الحياتية.
وقد أشارت عديد من الدراسات إلى أهمية تنمية المهارات الحياتية في بعض المناهج التعليمية المختلفة، مثل دراسة (هبة الله حلمي، 2003) التي هدفت إلى عمل تصور مقترح لمنهج الدراسات الاجتماعية في ضوء مجموعة من المهارات الحياتية المراد تنميتها لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي، ومن خلال تدريس منهج الدراسات الاجتماعية تم تدعيم الجوانب المهارية، وتنمية المهارات الحياتية.
وأكدت دراسة (فريدة حسن علي، 2005) على أهمية إكساب وتعليم المهارات الحياتية للتلاميذ من خلال تفعيلها عبر مناهج المواد الدراسية والمراحل التعليمية المختلفة، وهدفت إلى التعرف على مجموعة المهارات الحياتية اللازم توافرها لطالبات المرحلة الثانوية من خلال كتاب الاقتصاد المنزلي بدولة الكويت، والتعرف على مدى اكتسابها للطالبات.
واستخدمت دراسة (محمد توفيق الخولي، 2006) الأنشطة البحثية في تدريس العلوم لتنمية بعض المهارات الحياتية لدى تلاميذ الصفين الخامس والسادس الابتدائي.
وقامت دراسة (إيمان عبد المطلب ياغي، 2008) ببناء برنامج مقترح لاكتساب المهارات الحياتية الاجتماعية، وقياس أثره على طلبة الصف الثاني الأساسي، ودلت النتائج على فاعلية البرنامج، واكتساب المهارات الحياتية الاجتماعية.
وهدفت دراسة (خليل صالح ياسين، 2008) إلى تطوير مناهج العلوم في التعليم الأساسي المتوسط بفلسطين في ضوء المهارات الحياتية.
وأكدت دراسة (عفاف محمد القادوم، 2008) على فاعلية برنامج لتنمية المهارات الحياتية بمادة العلوم للتلاميذ ذوي الإعاقة العقلية.
وهدفت دراسة ”هانلي” (Hanley‚ et al., 2007) إلى تقويم برنامج تعليمي في تطوير المهارات الحياتية لدى أطفال ما قبل المدرسة بأمريكا.
وأشارت دراسة ”كاظم” (R. Kazemi, et al., 2014: 114) إلى أهمية تقديم المهارات الحياتية للطالب بطريقة سهلة وفعالة لإدراكها، وتعلمها، وجعلها جزءاً من حياته؛ لأنها مهارات تخاطب فطرة الإنسان، وحياته، وعمله.
وتتركز الحاجة إلى اكتساب المهارات الحياتية في إعطاء الإنسان ما يتفق ومتطلبات حياته الفرصة لأن يعيش حياته بشكل أفضل، ومثل هذه الحاجة أصبحت أكثر إلحاحاً عن ذي قبل لما يتسم به هذا العصر من انفجار معرفي ومعلوماتي مطرد، وتغيرات تكنولوجية متلاحقة في كل المجالات (عفاف القادوم، 2008: 57).
وقد دعت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، والمنظمة الدولية لصحة الأسرة (FHI) إلى ضرورة تمكين المتعلم في المرحلة الأساسية، وأكدت على حقه في التنشئة والتربية والتعليم الجيد الذي ينمي قدراته ومهاراته الحياتية.
(UNICEF, 2011)
وبالتالي لابد من التخطيط للمهارات الحياتية منذ بداية السلم التعليمي؛ حتى يستطيع التلاميذ الوصول إلى مستوى مناسب من التمكن من هذه المهارات الأساسية ذات الصلة المباشرة، والتفاعل مع الحياة اليومية، وتزداد قيمة وأهمية هذه المهارات في حياتنا اليومية من خلال الدراسات الاجتماعية؛ لأنها أكثر المواد اهتماماً بالمهارات الحياتية، بل وتُعد مجالاً خصباً لتعليم عديد منها بشكل طبيعي يتفق وطبيعة المجال المعرفي وأساليب الدراسة فيه (علي كايد، 2011: 655).
وبالنظر إلى أهداف مناهج الدراسات الاجتماعية، يلاحظ أن من أهدافها الرئيسة فهم المشكلات الاجتماعية، وتنمية المهارات الحياتية لدى التلاميذ، حيث تعمل على توعية التلاميذ، وتدريبهم على ممارسة عديد من تلك المهارات الحياتية، بما يمكن الطالب من مواجهة التغير المستمر.
حيث أصبح دور التعليم بالمدرسة تقليدياً يتركز حول المعرفة، وحشو أذهان التلاميذ بالمعلومات دون فهم لها، وبالتالي عدم الشعور بأهميتها في الحياة، مما يؤدي إلى عدم تمكن كل تلميذ من أن يحل مشكلاته، وأن يتخذ قراراته، وأن يتحمل مسئولياته بنفسه.
وهذا يتطلب إعداد أفراد قادرين على التكيف والتعامل بفاعلية وإيجابية مع التغيرات التي تواجههم من خلال تدريبهم على عديد من المهارات الحياتية، كما تحقق المهارات الحياتية أهداف التربية في عملية التنشئة الاجتماعية للفرد بإعداد المواطن الصالح، حيث اتخذت المهارات الحياتية عبر مسيرة الحياة أشكالاً متنوعة، وخلال العقود الأربعة الأخيرة، وجد التربويون أن هناك ضرورة قصوى لتعليم الفرد المهارات الحياتية، واهتموا بتطوير هذه المهارات، فأصبحت فلسفة التربية والتعليم ترتكز على إعداد الفرد الذي يمتلك المهارات الحياتية (فريدة علي، 2005: 8).
ويتطلب تحقيق اكتساب المهارات الحياتية ضرورة استخدام الاستراتيجيات والطرق الحديثة في تعليم وتعلم الدراسات الاجتماعية، إلا أنه من خلال عمل الباحثة كمعلمة لمادة الدراسات الاجتماعية، ووفق التجربة الاستكشافية التي قامت بها في مدرسة الإمام محمد متولي الشعراوي للتعليم الأساسي بمحافظة الأقصر في الفترة من 16 - 17 من أكتوبر عام 2010، وذلك للتعرف على مدى توافر المهارات الحياتية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، حيث أشارت نتائجها إلى عدم تدريس المهارات الحياتية ضمن محتوى المادة الدراسية، واستخدام طريقه الإلقاء كأساس لعملية التعلم، وانعكس ذلك على التلاميذ، حيث أوضحت النتيجة أن (95%) من التلاميذ لديهم تدنٍّ واضح في مدى توافر المهارات الحياتية.