الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص وفي ختام هذه الدّ ا رسة يتضح لنا أن الشعائر الدينية، هي كل عبادة لها عاداتها وتقاليدها المُرتبة التي صارت سمةً لها عن غيرها من سائر العبادات البسيطة، بل واشتهر بها المسلمون عن غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى. وفي ضوء ما وصلنا من العصر العثماني من تصاوير تزين المخطوطات الإسلامية أو تحف فنية مرتبطة بشعائر دينية خاصة بالمسلمين، وجدنا من الشعائر الدينية ما كان لها النصيب الأكبر من اهتمام الحُكام والسَّلاطين، الذين حرصوا على تشييد المنشآت الدينية لها، وبخاصة دور العبادة وتوفير سبل ال ا رحة لمقيمي مثل هذه الشعائر الدينية الإسلامية المختلفة وتنافسوا في ذلك تنافسا شديدا ، وكذا نالت حرص الفنانين والمُصورين، وقاموا بتناول عاداتها وم ا رسيمها بشكل يمكننا من خلاله تحديد ما يميز تلك الشعائر من ملامح وممي ا زت انفردت بها عن غيرها من سائر العبادات. وقد كان حرص الفنان المسلم على تصوير كافة هذه الشعائر الدينية ربما محاولة منه لإب ا رز الملامح الرئيسية للدين الإسلامي، وتعددت وتنوعت الرُّسوم التوضيحية التي تمثل مثل هذه الشعائر، وقد أبدع كلّ مُ ص ور في رسم تلك التصا وير، واختلفت الأساليب الفنية من مُ ص ور لآخر ومن فترة زمنية لأخرى، حيث رسم كل فنان الشعائر الدينية حسب تقاليد وموروثات عصره الفكرية. وكذا كان الحال فيما يتعلق بالتنوع والاهتمام من قبل السلاطين والحكام والفنانين بالنسبة للتحف الفنية المرتبطة بتأدية مثل هذه الشعائر الدينية، وتأتي في صدارة هذه الشعائر الدينية الإسلامية التي تمتلىء المخطوطات الإسلامية برسوم م ا رسمها وطقوسها ، وكذا تزخر المتاحف العالمية بحفظ التحف والمقتنيات التي كانت تربط بأدائها) الصَّلاة الجنائز الحَجّ (. - – وأهم ما حاولت الدّ ا رسة أن تساهم فيه بشكل جليّ ، هو تصويب ما وقع فيه بعض الباحثين ممن سبقونا في د ا رسة بعض التصاوير أو التحف التطبيقية من قبل، والذي تمثل أحياناً في نسبة تصويرة إلى مخطوط آخر لا تنتمي التصويرة إليه، أو تأويل لبعض عناصر التصويرة، كأن يقوم بعض هؤلاء الباحثين بوصف أحد شخوص التصويرة على أنه السلطان مثلاً في حين أنه أحد الجنود، أو أن يقدّم البعض وصفاً لمنظر تصويري لم يكن هو الوصف الذي كان يقصده المصوّر أو الفنان عند رسمه لهذا المنظر، واعتمدت الدّ ا رسة في سبيل تصحيح هذه الأخطاء على ب ا رهين قوية. قدمت لنا رسوم المخطوطات العثمانية صورة واضحة عن طرز العمائر الدينية كالمساجد والزوايا والمدارس وغيرها من الأماكن التي تقام فيها الصَّلاة في العصر العثماني، أيضًا الأمر بالنسبة للعناصر المعمارية المُستخدمة في إقامة شعائر الصَّلاة كالمئذنة والمح ا رب والمنبر...الخ. التزم المُصَ ور إلى حد كبير عند رَسمه للموضوعات الدينية الهامة، بتعاليم الدين الإسلامي؛ فمثلا حين يرسم شخصا يتوضأ يحرص على تصويره وقد شمَّر ذ ا رعيه حتى نهاية الكوع، وكذلك الأمر بالنسبة لملابس. |