Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تأثير الأدب الأمريكي في نشأة القصة البوليسيةوالجاسوسية وقصص الرعب في الأدب العربي:
المؤلف
البدوي, هند إسماعيل أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / هند إسماعيل أحمد البدوي
مشرف / صلاح فضل
مشرف / سعيد الوكيل
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
148 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 148

from 148

المستخلص

انطلقت هذه الدراسة من فرضية أن الأدب الأمريكي أثر في بعض كتَّاب السرد العربي، وكان هذا التأثير عبر أجناس قصصية حديثة، نشأت وتطورت في الأدب الأمريكي ثم كان لها تأثير على كتَّا السرد ليس في الأدب العربي وحسب، بل غي الآداب العالمية، ومن أجل إثبات تلك الفرضية، قمتُ بدراسة نصوص بعينها بوصفا حُجة على ذلك.إذن فالفرضية التي انطلقنا منها هي تأثير القصة البوليسية والنفسية، وقصص الجاسوسية، وكذلك الرعب الأمريكية في نشأة ما يماثلها في الأدب العربي الحديث، وحاولتُ إثبات ذلك من خلال نصوص سردية عربية، تحمل عدة نقاط مشتركة مع نصوص أمريكية مماثلة لها.
ويتم دراسة تلك النصوص في محاولة لإثبات تأثير وتأثر، أو رصد تشابهات واختلافات بينهم في نقاط معينة، وإذا كان الأدب الأمريكي قد أثر في الأدب العربي ونشأت على أثر هذا التأثر أجناس قصصية جديدة، فهذا لايعني أن الأدب الأمريكي أفضل من أدبنا العربي، فإذا كان للأدب الأمريكي الأسبقية في ظهور تلك الأنواع، فللأدب العربي القدرة على استيعاب كل ما هو جديد، بل والإضافة إلى هذا الجديد ما يجعله ينتمي إلى الأدب العربي.
فالأدب العربي من أعظم الآداب وأكثرها قابلية للأجناس الجديدة، كما أنه قد أثر في الآداب الأخرى، وكذلك أثر في المبدعين في العالم أجمع، وأشهر الأعمال التي تنتمي إلى الأدب العربي وقد أثرت تأثيرًا بالغًا في كُتَّاب القصة في كل مكان؛ قصص ألف ليلة وليلة. وبالإضافة إلى ذلك فاللغة العربية؛ لغة قادرة على استيعاب كل جديد.
إذن فالأدب العربي ليس بمعزل عن الآداب العالمية، بل هو شريك متفاعل لأقصى حد وكما يتأثر في العصر الحديث، فقد أثر فيما سبق، في هذه الآداب العالمية، وظهر هذا في نطاق الأدب المقارن، من خلال نصوص عربية، كتب مثلها أو ما يشبهها الأدباء الغربيون كقصة الإسراء والمعراج التي كتب مثلها دانتي في الكوميديا الإلهية، وغيرها من نصوص كثيرة.
وإن كانت الفرضية التي انطلقنا منها، هي تأثير تلك الأنواع القصصية؛ بوليسية وجاسوسية وقصص الرعب، في نشأة ما يماثلها في أدبنا العربي فقد أثرت تلك الأجناس الغربية بالفعل في ظهور ما يشبهها في أدبنا العربي الحديث والدليل على ذلك ظهور تلك الأجناس حديثًا في الأدب العربي.
وأيًا ما يكون الأمر بقصد أو بدون قصد، بتوجيه أم لا، أو مجرد إعجاب تطور للاحتذاء به وحسب، تأثر موضوعي اختلف شكلًا ومضمونًا، فإن عملية الاستقبال نفسها ليست بالأمر اليسير، فبعض الأعمال الأدبية قد تهيمن علينا وبعضها قد لا نتقبله أو نستطيع التعايش معه.
ولاتزال عملية التأثر والتأثر متواصلة في شتى الأجناس، وفي شتى الآداب، ولكن على الأديب المُتأثر (المتلقي) أن يحدد لنفسه إطارًا خاصًا يخصه هو أولًا بوصفه مبدعًا، ثم يخص الأدب والثقافة المنتمي إليهما، والأدب الذي يكون بمعزل عن الآداب الأخرى، يختفي سريعًا دون أن يعرفه أو يسمع عنه أحد في العالم.
إذن فقد أثر الأدب الأمريكي في نشأة القصة البوليسة في الأدب العربي، وقد أبدع في مثل تلك الأجناس كُتَّاب السرد العربي كما جاء في الفصل الأول من هذه الدراسة. فقد تأثر نجيب محفوظ بهذا اللون القصصي وكتب قصته الجريمة، على أعقاب جريمة قتل في شارع مورج لإدجار آلان بو، والقصتان بينهما تشابه كبير بداية من العنوان، مرورًا بالأحداث وعملية القتل والتعذيب، وحتى في جعل الضحية من النساء، وبما شمله التحقيق لدى بو وكذلك لدى محفوظ، وصولًا إلى الراوي ومشاركته في العمل، وانتهاءً بعدم إنزال العقاب بالجاني، وليس هذا وحسب، بل هناك عدة ألفاظ وعبارات مشتركة بين القصتين.
وظهر في أدبنا العربي كذلك قصص جاسوسية كاملة الأركان كتلك التي نراها في الأدب الأمريكي، وبناء على ما قد جاء في الفصل الثاني من هذه الدراسة فقد تأثر صالح مرسي في تأليفه لقصته ” الحفار” بقصص بو التي تقع في نطاق الجاسوسية وخاصة قصة، ” الرسالة المختلسة ”، لذلك فبعد القراءة المتأملة والبحث والدراسة في القصتين، نجد عدة نقاط مشتركة، بداية من عملية البحث عن شيء غاية في الأهمية، وصولًا إلى هذا الشيء، من خلال أشخاص اتسموا بالمهارة والشعور بالانتماء إلى أحزابهم مثل دوبان أو الانتماء إلى الوطن مثل طاهر رسمي وشخصيات الحفار، بالإضافة إلى استخدام لغة الألغاز و الإشارات الطقسية، فهناك تفاصيل بسيطة تثبت وجود عملية التأثير والتأثر مثل الإقبال على الدخان بكثرة وكذلك القهوة، وسيادة لغة الصمت وأمور أخرى كثيرة شملها الفصل.
وإذا تطلَّعنا إلى الفصل الثالث من الدراسة، نجد لدينا قصة بوليسية نفسية تشبه تلك التي يكتبها بو، فمحفوظ أختار لقصت عنوان خمارة القط الأسود مثل عنوان القط الأسود لبو، وجعل من القط حديثًا مهمًا وجعل قطه يشبه قط بو في اللون والحجم وأمور أخرى، واشترك البطلان في عدة أمور منها العصبية والانفعال وإيذاء القط، بل وحملت كل قصة إشارات ثقافية خاصة بالقطط ذات اللون الأسود.
وانتهت الدراسة بالفصل الرابع لتخبرنا بوجود قصص الرعب القوطي في أدبنا العربي، وأن محمود تيمور كتب نداء المجهول، متأثرًا بانهيار بيت آشر، لذلك فهناك نقاط كثيرة مشتركة بين القصتين، منها وصف الطبيعة والقصر، والتقارب بين القصرين في البناء، وحالة البطل النفسية، ومشاركة الراوي في أحداث القصة وأمور أخرى.
وفي الختام، أتمنى أن تكون هذه الدراسة قد قدمت الجديد في ميدان الدراسات الأدبية والمقارنة النقدية، وأن تكون إضافة جديدة وليست تقليدًا، وأكون من مهدت هذا السبيل أمام الباحثين؛ لظهور دراسات نقدية جديدة تتخذ من هذه الأنواع القصصية ميدانًا للبحث والدراسة وخاصة في سياق الدراسات المقارنة، وأن يعي و يستوعب كتَّاب السرد هذه الأنواع الجديدة، ويقدموا لنا من إبداعاتهم ما يكون مصدرًا حقيقيًا للمتعة الفنية.