الفهرس 
مقدمة البحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 350 |  |  |
| | | from | 350 | | |
المستخلص
يعتبر التخطيط الاستراتيجي مرحلة أساسية من مراحل العملية الإدارية، حيث يمثل أسلوباً في التفكير والمفاضلة بين أساليب وطرق العمل من أجل اختيار أفضل البدائل ملائمة مع الإمكانات المتاحة من ناحية، وطبيعة الأهداف المرغوب تحقيقها من ناحية أخرى، وذلك في عالم أصبح أصغر من حجمه الجغرافي بسبب ثورة المعلومات والاتصالات والتطور التكنولوجي والمعرفي أو ما يسمى بظاهرة العولمة وعصر الإنترنت، إذ أن رياح التغيير أصبحت تؤثر في كل أطرافه.
وتعتبر دولة الكويت جزء من هذا العالم الذي يتعرض لكل أشكال التغيير بحكم انتهاجه لسياسة الانفتاح التي يؤمن بها ويتبناها وتقوم كافة القطاعات المختلفة التنمية الشاملة، وخصوصاً المؤسسات التعليمية، والتي تلعب دوراً حيوياً في عملية التنمية الشاملة، حيث تقوم هذه المؤسسات بتقديم خدمات عامة في مختلف المجالات، ولكي تستطيع القيام بتأدية دورها بفعالية لابد لها من مواكبة التطورات والمتغيرات البيئية المختلفة، الأمر الذي يحتم عليها استخدام أدوات وآليات التخطيط الاستراتيجي من منطلق دورها الريادي في المجتمع الذي تتفاعل معه باستمرار.
ونظراً لأن مرحلة التعليم الثانوي العام تحظى باهتمام متزايد في كل المجتمعات على حد سواء باعتبارها مسئولة عن تربية الناشئة وفق أسلوب عصري يحقق أهداف المجتمع في المستقبل.
وانطلاقاً مما سبق فإن تطوير مدرسة التعليم الثانوي العام ضرورة حتمية لا بديل لها، تأكيداً للذات وعملاً على إشاعة أساليب التفكير العلمي الصحيح، ومن ثم تحقيق أقصى قدر ممكن من الانطلاق والابتكار في مجالات العلوم والتكنولوجيا وبلورة الأهداف الوطنية والقومية في منظومة متكاملة، تتسم بالشمول والتطور الدائم، وتهدف بصورة مباشرة إلى تجمع طاقة الإمكانات العلمية، وشحذ الطاقات السابقة، وتنمية القدرات وكافة المجالات العلمية وبالتالي تستحق هذه المدرسة أن تصبح منارة للنهضة، وتتمكن من الدخول في المنافسة العالمية.
معنى ذلك أن تبني التخطيط الاستراتيجي في تطوير الهياكل التنظيمية للمؤسسة التعليمية باعتباره علم وممارسة، يمكن استخدامه في هذه المؤسسة ليساعدها في تحديد الاتجاه الذي تريده ولقد استطاع التخطيط الاستراتيجي أن يغزو المؤسسات التعليمية بكافة أشكالها ومراحلها في الكثير من بلدان العالم، وأن يمد تأثيراته عليها فكرياً ومنهجياً سعياً نحو تجويد الخدمات التربوية وتحسينها وحسن استثمار الموارد البشرية والمادية المتاحة والممكنة، وتحقيق ديموقراطية التعليم تنمية حركة النظم التعليمية على خط رشيد ممتد في المستقبل.
هذا بالإضافة إلى أن التخطيط الاستراتيجي يؤدي إلى تحسين المركز التنافسي للمؤسسة وتحسين قاعدة الإنتاج، ومن ثم تحتاج باستمرار لمراجعة هيكلها التنظيمي وبرامجها التعليمية وإنجازاتها لتحسين الأداء والجودة، وأنسب وسيلة لتحقيق ذلك هو استخدامها أسلوب التخطيط الاستراتيجي.
كما أنه يقدم حلولاً للمشكلات التي تواجه المؤسسة مثل عدم التكيف مع المتغيرات البيئية، ومجال سوق العمل، وقلة الموارد، وزيادة الطلب على التعليم، ويساعد في ترجمة الأهداف المستقبلية إلى واقع، ويسهم في صناعة القرار الاستراتيجي واتخاذه، في إطار من التعاون والتنسيق والتفكير الاستراتيجي”.
مشكلـــــة البحـــــث:
يمكن صياغة مشكلة البحث على النحو التالي:
كيف يمكن مواجهة معوقات التخطيط الاستراتيجي بمدارس المرحلة الثانوية العامة بدولة الكويت؟ على ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة؟
ويتفرع عنه التساؤلات التالية:
ما الأسس النظــريــة للتخطيط الاستراتيجي؟
ما أهم النماذج العالمية في مجال التخطيط الاستراتيجي؟
ما أهم الاتجاهات العالمية المعاصرة في مجال التخطيط الاستراتيجي؟
ما واقع مدارس التعليم الثانوي العام بدولة الكويت؟
ما ملامح الرؤية المستقبلية لمواجهة معوقات التخطيط الاستراتيجي لمدارس التعليم الثانوي العام بدولة الكويت في ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة؟
أهــــــــداف البحــــــــث:
يتحدد هدف البحث في حصر معوقات التخطيط الاستراتيجي بمدارس المرحلة الثانوية بدولة الكويت وكيفية مواجهتها على ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة وذلك من خلال:
التعرف على معوقات التخطيط الاستراتيجي بمدارس المرحلة الثانوية العامة بدولة الكويت.
الكشف عن أهم الاتجاهات العالمية المعاصرة التي يمكن عن طريقها مواجهة هذه المعوقات.
التعرف على واقع مدارس التعليم الثانوي العام بدولة الكويت.
الوقوف على أهم الأسس النظرية للتخطيط الاستراتيجي من حيث المفهوم والأهمية والأهداف والأساليب.
التعرف على أهم النماذج العالمية المعاصرة في مجال التخطيط الاستراتيجي.
توضيح ملامح الرؤية المستقبلية لمواجهة معوقات التخطيط الاستراتيجي لمدارس التعليم الثانوي العام بدولة الكويت علي ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة.
أهميـــة البحــــــث:
تأتي أهمية البحث من تناوله:
موضوع مدارس التعليم الثانوي العام الذي يحظى باهتمام متزايد في معظم المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء، باعتباره الرصيد الاستراتيجي الذي يغذي المجتمع بكل احتياجاته التي يحتاج إليها للنهوض بأعباء التنمية في مجالات الحياة المختلفة في المستقبل.
التخطيط الاستراتيجي الذي أثبت جدواه في تقديم حلولاً للمشكلات التي تواجه المؤسسة التعليمية مثل عجزها عن التكيف مع المتغيرات البيئية، وقلة الموارد، وزيادة الطلب على التعلم، وترجمة الأهداف المستقبلية إلى واقع، وإسهامه في صناعة القرار الاستراتيجي واتخاذه.
التحديات الخارجية التي تواجهها المؤسسة التعليمية، والتي لا يمكنها التأثير فيها على المدى القريب، لأن المؤسسة ما هي إلا واحدة من المؤسسات التي تعمل في السوق المجتمعي، ولكن يمكنها على الأقل الاستعداد لمواجهة أي تغيير أو تعديل قد يطرأ على هذه العوامل الخارجية، إضافة إلى ذلك الاهتمام بالتحديات الداخلية والتي تؤثر مباشرة في أداء العاملين وإنتاجيتهم.
مبــــــررات البحــــــث: تمثلت في:
البطء الشديد في استجابة مدارس التعليم الثانوي العام لمطالب التغيير والتطوير، نظراً لتعقد التنظيمات البيروقراطية، وطول سلسلة المستويات الإدارية ذات الصلاحية الواسعة في اتخاذ القرارات التعليمية.
الميل الواضح إلى التنميط في التنظيم والمناهج والأساليب، بين المدارس الحكومية من نفس المستوى، بدعوى كفالة فرص العدالة بين طلابها.
نمطية التنظيمات ووحدة القواعد الحاكمة لعمل هذه المدارس المتمثلة في قوانين تنظيم شئونها والتي تسري عليها كافة إلا أن حالات التعاون أو التكامل والترابط بينها غير واضحة، بل يسود تلك المؤسسات حالة من الانعزالية أو التباعد، وبالتالي لا يتحقق بينها أي استثمار للموارد المشتركة، أو المشروعات التطويرية، ومن ثم يندر وجود حالات إبداع أو ابتكار مشترك فيما بينها.
منهــــــــج البحــــث وإجراءاتــــه:
لكي يحقق البحث أهدافه ويجيب عن تساؤلاته استخدم المنهج الوصفي لدراسة واقع مدارس التعليم الثانوي العام بدولة الكويت، ومفهوم وطبيعة التخطيط الاستراتيجي بالإضافة إلى النماذج العالمية في مجال التخطيط الاستراتيجي لمدارس التعليم الثانوي العام، وأيضاً أسلوب النظم لتناول مدرسة التعليم الثانوي العام كمنظومة متكاملة، والأسلوب الإحصائي لترجمة نتائج الإطار الميداني.
حــــــــدود البحــــــــث:
تمثلت حدود البحث في:
الحد الموضوعي: حيث اهتم البحث بمعوقات التخطيط الاستراتيجي والاتجاهات المعاصرة في هذا المجال وكيفية الاستفادة منها في مواجهة معوقاته مع التركيز على المرحلة الثانوية العامة بدولة الكويت.
الحد البشري: وتمثل في مديري المدارس الثانوية ومساعديهم والمعلمين بمدارس التعليم الثانوي العام بدولة الكويت بمختلف المناطق التعليمية.
الحد الجغرافي: وتمثل في مدارس التعليم الثانوي العام بمناطق دولة الكويت [6 مناطق تعليمية].
الحد الزمني: وتمثل في زمن إجراء الدراسة بشقيها النظري والميداني [ - 2017]. واستغرقت الدراسة الميدانية الفترة من [ديسمبر 2016 حتى مارس 2017].
أدوات البحـــــــــــــث:
نظراً لأن تعدد الأدوات يساعد الباحث في الإلمام بموضوع البحث لذا استعان بالأدوات التالية:
الاستبانة: وتم تطبيقها على القائمين على تسيير أمور مدارس التعليم الثانوي العام بدولة الكويت (مدير – مساعد مدير – معلم) وهذا ما يتضح عبر الدراسة الميدانية.
المقابلات الشخصية: وكانت من النوع المفتوح حيث أتيحت الفرصة للأطراف المعنية بمدارس التعليم الثانوي العام بدولة الكويت للتعبير بحرية تامة عما يجري على أرض الواقع وتمت مع مديري ومديرات بعض مدارس التعليم الثانوي العام في المناطق التعليمية المختلفة بدولة الكويت (حولى– الجهراء– الأحمدي– مبارك الكبير– الفروانية– العاصمة).
الزيارات الميدانية: وتمت إلى بعض مدارس التعليم الثانوي العام بمختلف محافظات ومناطق دولة الكويت (حولى – الجهراء – الفرانية – الأحمدي – مبارك الكبير – العاصمة).
مصطلحــــــــات البحــــــــث:
ارتكز البحث على عدة مصطلحات أهمها:
إستراتيجية Strategy:
استراتيجية وتعنى خطة بعيدة المدى توضح تصور إدارة المؤسسة لكيفية تحقيق أهدافها من خلال التفاعل مع البيئة المحيطة بها، ويندرج تحت هذا المفهوم خمسة مضامين أساسية هي:
خطة تحديد سياقات العمل BLAN.
خطة مناورة للالتفاف وخداع المنافس Poly
خطة لنموذج متكامل من مجموعة من الأجزاء والسلوكيات Patten.
خطة لموقع يضمن التميز والتفوق Position.
خطة لإدراك الأشياء وعلاقتها بمتغيرات البيئة Perspective.
التخطيط الاستراتيجي Strategic Planning:
هو عبارة عن عملية اتخاذ القرارات، ووضع أهداف وإستراتيجيات، وبرامج زمنية مستقبلية وتنفيذها ومتابعتها، أو هو عملية خاصة بوضع الأهداف وتحديد الوسائل الممكنة لتحقيق هذه الأهداف، أو هو رؤية توضح معالم وملامح المؤسسة كما تود أن تكون عليه في المستقبل، أو هو عملية إدارية تشمل جميع أجزاء المؤسسة وتنطوي على اتخاذ القرارات التي تحدد مستقبل التنظيم بناء على ما توافر من معلومات شاملة عن المؤسسة وبيئتها لتحديد متطلبات الخدمة المنشودة وفقاً لما يتم تحديده من معايير
الاتجاهات العالمية المعاصرة Contemporary global trends:
ونعني بها مجموعة المسارات التي يتحرك فيها المجتمع العالمي في الوقت الحاضر ويمكن الاستفادة منها في مدارس المرحلة الثانوية العامة.