الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن أهم ما يميز العصر الحالى فى القرن الحادى والعشرين أنه عصر الإعلام، حيث بلغت التقنية الحديثة والمعلومات فى مجال الإعلام والاتصال غايات عظيمة، تحقق بها جميع الاحتياجات والإشباعات المختلفة للجماهير، وتزودهم بالمعارف والمعلومات حول كل مجالات الحياة بميادينها الواسعة؛ لتصل بذلك إلى سعة الأفق وتبلُغ عمق الأثر؛ لضمان قوة التوجيه. ولم تعد وظائف وسائل الإعلام تقف عند حد الإخبار فقط بل تطورت وتنوعت لتقوم بمهام جديدة تفرضها عليها اتجاهات العولمة والقوى الاقتصادية العالمية وقوة النفوذ في المجتمعات الكبرى وهدفها هو السيطرة على العقول وعلى ما يقدم. وأصبحت وسائل الإعلام المسموعة المرئية والمسموعة والمكتوبة شريكاً فاعلاً ومؤثراً فى عمل المؤسسات التربوية، وفى توجيه رسالتها، بمضامينها الإعلامية والتربوية المتنوعة، وهذا يتطلب قدرة الجمهور في هذا الزخم الهائل على التفكير والنقد والتحليل؛ لما يتلقونه سواء كان مقروءا أو مسموعا أو مرئيا مسموعًا، بشكل يؤكد مدى الحاجة الضرورية إلى الثقافة الإعلامية لجميع أفراد المجتمع والشرائح الطلابية فى مراحل التعليم المختلفة. وتتميز وسائل الإعلام بالقدرة التأثيرية على جمهور المتلقين بكافة الفئات في وسط هذا الخضم الهائل الذين يتعرضون فيه لهذا التنوع فى الرسائل الإعلامية، من خلال هذه الوسائل المتعددة والتى قد يتم فيها خلط الخبر بالرأى، أو بالإعلان أو بالدعاية أحياناً أخرى، ومع اختلاف مستوى انضباط هذه الرسائل بالمبادئ الاجتماعية والمعايير القيمية، يكون لكل منها آثاره الإيجابية، أو السلبية، وتبدو الحاجة الماسة إلى التمييز والانتقاء، والوعى بالأهداف الصريحة والضمنية، أو بمسألة الحيادية والموضوعية؛ وذلك حتى لا يتأثر أفراد المجتمع بصفة عامة وطلاب الجامعات بصفة خاصة بأية توجهات سلبية أو أفكار هدامة. ويقوم الإعلام – اليوم – بدور تربوى، وعلى المؤسسات التربوية وخاصة الجامعات تقويم هذا الدور حتى لا تفقد سيطرتها. وحتى لا ينجرف طلابها إلى ما لا تريد، وبهذا تكون الجامعات بحاجة مستمرة إلى عمليات الإعداد والتدريب والارتقاء الدائم والمستمر بمستوى الوعي للمسموع والمرئى والمكتوب على أكمل وجه ممكن؛ لتحقيق ما يصبو إليه المجتمع. والإعلام والتربية هما جناحا المجتمع، الذى يحلق بهما معاً فى فضاء المعرفة والسماوات المفتوحة؛ لإكساب طلاب الجامعات مهارات التربية الإعلامية؛ للحكم على المضامين المُقدمة ونقدها وتحليلها، وهذا كله في ضوء المعايير الأكاديمية التي تجعل من التربية الإعلامية وسيلة وقائية، وضرورة حتمية؛ لتحصين المواطن من أية أفكار هدامة مهما كان نوعها ومصدرها، وتبصيره بكل ما هو إيجابي وفعال. |