Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
بنية الشكل الروائي عند دافيد جروسمان :
المؤلف
سـيد، سـوزان أبـو السعـود.
هيئة الاعداد
باحث / سـوزان أبـو السعـود سـيد
مشرف / أحمد عبد اللطيف حماد
مشرف / هالة عبد الهادي زاهر
مناقش / سامية جمعة منصور
الموضوع
الآداب العبري
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
298ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم اللغة العبرية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 298

from 298

المستخلص

استغلت الحركة الصهيونية سلاح الأدب وحالة الصراع المستمر لتقاتل به على الجبهة الثقافية بضراوة لا تقل عن تلك الأسلحة التي استخدمتها في الجبهتين العسكرية والسياسية. واللافت للنظر هو أن الأدب كان جزءًا أصيلًا من الخطوات التي قامت بها الحركة الصهيونية في نطاق حملاتها الدعائية والسياسية والعسكرية المشبوهة.
ولا شك أن الصهيونية الأدبية سبقت الصهيونية السياسية، وسرعان ما قامت تلك الحركة بتجنيد الأدب ليخدم مخططاتها وليلعب الدور الذي رسمه له قادة الحركة الصهيونية ؛ ليخدم هدفًا واحدًا ؛ وهو ضمان قيام دولة يهودية والعمل على استمرار تلك الدولة في الوجود في المنطقة العربية ؛ لتظل شوكة في حلق الوطن العربي.
من هنا لم يكن غريباً أن تحتل موضوعات الصراع العربي الإسرائيلي مكانًا بارزًا في الأدب المكتوب بالعبرية منذ بداياته الأولى في فلسطين مع مرحلة الاستيطان القديم، مرورًا بموجات الهجرة المختلفة، ووصولًا إلى المرحلة الإسرائيلية. ركز ذلك الأدب بمختلف صوره وأصنافه؛ الرواية والقصة والمقال والشعر وغيرها، على المعوقات والعقبات التي اعترضت طريق اليهود في سبيل الهجرة غير القانونية من البلاد التي عاشوا فيها حتى يصلوا إلى أرض فلسطين التاريخية، التي زعموا أنها أرض الميعاد ومهد الأجداد. ومع قيام دولة إسرائيل في الخامس عشر من مايو عام 1948 ظلت موضوعات الصراع تشغل الحيز الأكبر من المؤلفات المكتوبة بالعبرية، غير أنها أخذت منحى جديدًا واتسع نطاق الصراع وبدلًا من الحديث عن الصراع المسلح بين المستوطنين القادمين من مختلف أنحاء العالم مع العرب- أصحاب الأرض الأصليين. ظهر الصراع في صور أخرى مثل الصراع الثقافي بين الثقافة التي حملها اليهود المهاجرون إلى فلسطين والثقافة العربية التي تخص السكان الأصليين، حيث حاول اليهود تغليب لغتهم العبرية على اللغة العربية وإقحامها في مختلف مجالات حياة العرب ، غير أن محاولاتهم قد باءت بالفشل وتوغلت اللغة العربية في العبرية وطغت عليها. ويضيق المجال عن الحديث في هذا الموضوع بالتفصيل.
بمرور الوقت لم يعد الصراع مقصورًا على العرب واليهود وإنما تعددت صوره لتشمل الصراع بين المهاجرين اليهود الذين استعمروا فلسطين بعضهم البعض . فبدلًا من الصراع مع الآخر العربي صار الصراع داخليًا بين الجماعات والطوائف اليهودية المختلفة، التي وصلت إلى فلسطين في مختلف أنحاء العالم حاملة معها ثقافات متباينة.
أصبح هذا الأمر ينذر بمخاطر كبيرة تهدد بانفجار المجتمع الإسرائيلي من الداخل، وباختفاء الدولة التي سعى رجال الصهيونية الأوائل إلى جعلها تضرب جذورًا بعيدة داخل أرض فلسطين ؛ لذا لم يكن غريبًا أن تحاول النخبة الإسرائيلية وصناع القرار أن يعيدوا الأدب إلى نقطة البداية ليؤجج الصراع من جديد ويجعل المجتمع الإسرائيلي في حالة خوف دائم تقوده من حرب إلى حرب ومن صراع إلى آخر. فالمتتبع لتاريخ الكيان الصهيوني منذ بداياته الأولى يجد أن الحروب بينه وبين العرب لم تتوقف يومًا ، بدءًا من الثورة الفلسطينية التي بدأت بثورة البراق عام 1929وصلت إلى ذروتها في عام 1936،مرورًا بحرب فلسطين عام 1948 ، فالعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب يونيو 1967 وحرب الاستنزاف، ثم انتصار أكتوبر المجيد عام 1973. ولم تتوقف الحروب بعد ذلك وإنما ظل ذلك الكيان يبحث عن ساحات جديدة للحرب فانتقل إلى العدوان إلى لبنان وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مذابح ضد الفلسطينيين أينما كانوا، وكان آخر عدوان عام 2014 فيما عرف باسم ”الجرف الصامد” ضد قطاع غزة.
في غضون ذلك ظهرت حركات يسارية كرتونية مثل حركة ”سلام الآن” وميرتس، تبحث عن حل الصراع العربي الإسرائيلي بالطرق السلمية، بعيدًا عن الحروب وسفك الدماء التي تزهق أرواح الأبرياء من أصحاب الأرض الفلسطينيين. أفرزت تلك الحركات جيلًا من الأدباء أمثال عاموس عوز و أ. ب. يهوشواع ودافيد جروسمان، الذين كرسوا جزءًا لا بأس به من أعمالهم للتمهيد لتسوية الصراع والوصول إلى سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. مع ذلك ظلت نبرة الصراع تسيطر على الجزء الأكبر من الأعمال الأدبية الإسرائيلية . وانشغل الأدب الإسرائيلي بإدارة الصراع وتأجيجه أو محاولة تسويته والبحث عن حل له، وأهمل ذلك الأدب - في معظمه- القضايا الاجتماعية المختلفة داخل إسرائيل.
من هنا كان غريبًا أن نجد أديبًا يساريًا مثل دافيد جروسمان يتخلى تمامًا عن الحديث عن أي قضية سياسية أو دينية أو أيديولوجية تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، ويركز على موضوع اجتماعي ؛ وهو التفكك الأسري وهروب الأبناء من المنزل وانحرافهم عن جادة الطريق، ناهيك عن إهمال الأسرة لأولئك الأبناء الذين يدمنون المخدرات ويصبحون صيدًا سهلًا للعصابات التي تستغلهم أسوأ استغلال.
ولما كان جروسمان يُعَدُّ واحدًا من الثلاثة الكبار في الأدب الإسرائيلي المعاصر، التي تضم عاموس عوز وأ.ب. يهوشواع، ولتأثير مؤلفاته في الشباب ، كما ينعكس من مبيعات الروايات الموجهة للشباب - وجدت أنه من الأهمية دراسة إحدى رواياته وهي رواية”מישהו לרוץ אתו” ”شخص ما لأسعى معه” وأن ألقي الضوء على أهم ما تحمله من مضامين ، وخاصة الفكرية منها.
تركز صفحات هذا البحث على تتبع تلك الظاهرة الاجتماعية التي كشفتها رواية”מישהו לרוץ אתו” ”شخص ما لأسعى معه”، التي تظهر التغييرات التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي في العقد الأخير من القرن العشرين، وكيف طفت تلك القضية على السطح ونحت موضوعات الصراع جانباً.
أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى عدة نقاط منها
1- كشف جانب لم يتطرق إليه معظم الباحثين في مجال الدراسات العبرية من قبل وهو الجانب الاجتماعي في إسرائيل من خلال الرواية.
2- ركزت الغالبية العظمى من الأبحاث التي تم إعدادها في مجال الدراسات العبرية على إلقاء الضوء على صورة العربي في مختلف صورة الأدب المكتوب بالعبرية، وأهملوا الحديث عن إسرائيل من الداخل، رغم أن صورة هذا المجتمع لا تقل أهمية عن رؤيته للعرب أينما كانوا.
3- إظهار ما أضافه جروسمان إلى رواية ما بعد الحداثة.
منهج الدراسة:
استعنت في كتابة هذه الدراسة بالمنهج التكاملي لما يتيحه للباحث من قدرة على التصدي لجوانب البحث كافة ، والإلمام بها بطريقة سهلة غير معقدة. ولم يقتصر البحث على المنهج الوصفي أو الأدبي ، وإنما تخطاه ليصل إلى التحليل النفسي للشخصيات وكذلك الاجتماعي.
أهمية الدراسة:
تنطلق أهمية هذه الدراسة من الأسباب الآتية :
- الفرد الإسرائيلي هو الأداة الرئيسة لتنفيذ المخططات الصهيونية، ومن هنا كان اتجاه الأدب الموجه للشباب مهماً ؛ لأنه يشكل وعيه ووجدانه ، ويرسم صورة لما ينبغي أن يكون عليه الشباب، خاصة في سن المراهقة ومرحلة البلوغ.
- إذا كانت المنطقة العربية قد عرفت طريقها إلى السلام الجزئي مع الكيان الصهيوني بعد معاهدتي السلام مع مصر والأردن 1979 ، 1996، وبعد توقيع اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين عام 1993.. فإن هذا لا يعني أن الصراع قد انتهى، فالصراع لن يتوقف إلا بعد عودة كامل الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل في الخامس من يونيو 1967. ولم تعد المعدات الحربية هي السلاح الوحيد المستخدم في هذا الصراع، بل إن الصراع قد اتخذ صورًا ثقافية وفكرية وحضارية وسيكون أشد ضراوة من أسلحة الدمار الشامل. وعليه ينبغي دراسة الفكر الإسرائيلي، كما يقوم الباحثون الإسرائيليون بدراسة فكرنا العربي.
- في الوقت الذي تعددت فيه الكتابات في الأدب المكتوب بالعبرية من منظور سياسي، لم يتحدث الكثيرون عن الجانب الاجتماعي الذي يعد أخطر تلك الجوانب ، وخاصة الجانب الذي يخص المجتمع الإسرائيلي من الداخل، وهو ما يعني أننا ندرس الشكل الظاهري لهذا الأدب دون التعمق في أبعاده الاجتماعية.
صعوبات البحث :
تمثلت الصعوبات التي واجهت الباحثة عند تناول هذه الرواية بالبحث في ندرة المصادر التي حللت الشكل الروائي للروايات الاجتماعية الإسرائيلية، علاوة على بذل جهد كبير في البحث عن مصادر متخصصة في مجالي علم النفس وعلم الاجتماع باللغة العبرية، ناهيك عن ندرة الدراسات المتعلقة بروايات ما بعد الحداثة المكتوبة بالعبرية.
وتحاول هذه الدراسة الإجابة عن التساؤلات الآتية:
- ما أهم التغييرات التي طرأت على الرواية المكتوبة بالعبرية في عصر ما بعد الحداثة وبصورة خاصة في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين؟
- هل أحدثت تلك الرواية التغييرات المأمولة في سلوك المجتمع الإسرائيلي وجعلته يتخلى عن فكرة العيش في حالة صراع مستمر لا يتوقف؟
- ما الجوانب الإيجابية والسلبية في رواية ”شخص ما لأسعى معه”؟
الدراسات السابقة:
لم يسبق أن قام باحث مصري بتناول الموضوع محل الدراسة بالتفصيل، وإن كان بعض الباحثين قد تناول أعمال جروسمان ولكن من زوايا مختلفة. غير أن هناك رسالة ماجستير ركزت على الرواية السياسية عند جروسمان.
شريف نصر زكي نصر: الرواية السياسية عند الأديب الإسرائيلي دافيد جروسمان دراسة في المضمون والشكل ، (رسالة ماجستير) ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة 2005 .
وقد قسمت البحث إلى :
مقدمة : عرضت فيها سردًا موجزا لأبرز موضوعات الأدب الإسرائيلي.
الباب الأول في فصلين:
الفصل الأول : يحمل عرضًا للسيرة الذاتية للأديب وأهم المحطات الأدبية والاجتماعية في حياته والتي كان لها أكبر الأثر في أعماله الأدبية، من البداية وحتى وقتنا هذا، إضافة إلى ميوله السياسية وأبرز أعمال الأدبية مع عرض نبذة مختصرة عن تلك الأعمال حتى وقت الانتهاء من كتابة البحث.
الفصل الثاني : يعرض لمرحلة ما بعد الحداثة في الرواية بشكل عام وفي الرواية المكتوبة بالعبرية بشكل خاص، إضافة إلى أهم خصائص تلك المرحلة وأهم الموضوعات التي طرحتها الرواية في مرحلتي الحداثة وما بعد الحداثة مع التركيز على الرواية المكتوبة بالعبرية...
أما الباب الثاني فقد قسمته أيضا إلى فصلين:
يعرض الفصل الأول لأهم المضامين الفكرية التي جاءت في الرواية كما ركز على سيميائية الغلاف والعنوان والإهداء والأسماء.
وجاء الفصل الثاني ليحلل شكل الرواية من حيث الشخصيات الرئيسة والثانوية والحبكة والمقدمة والعقدة والحل وكل ما يتعلق ببناء الرواية.
خاتمة : بها أهم ما توصل إليه البحث من نتائج .
قائمة بالمصادر والمراجع التي استعنت بها في إعداد هذا البحث.
وفي النهاية اسأل الله العلي القدير أن أكون قد وفقت في إتمام هذا البحث على الوجه الأكمل ، آملة من الله عز وجل أن يوفقني من خلال ملاحظاتكم القيمة وخبراتكم الثمينة .