الفهرس 
الاطار العام للبحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 279 |  |  |
| | | from | 279 | | |
المستخلص
يشهد العالم في الآونة الأخيرة تطورا متسارعا في عدة مجالات، ويعتبر الإنسان أحد أهم هذه المجالات التي أخذت قدرا كافيا من الاهتمام، والإنسان هو الإنسان بغض النظر عن جنسه أو لونه أو ديانته أو قدراته أي أنه في أي مجتمع يكون للإنسان حقوق وعليه واجبات، ولم تفرق دساتير وقوانين الدول بين البشر وهذا فيه دلالة واضحة أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لهم نفس حقوق الإنسان السليم في حق الحياة الكريمة وحق الحصول على خدمات الدعم والمساندة بالعدل والمساواة دون تمييز تحت مظلة مبدأ تكافؤ الفرص، بل قد يتميز ذوي الاحتياجات الخاصة بأولوية الحصول على هذه الخدمات، ومن المهم بحث إمكانية دمجهم في المجتمع وحث المشاركة المجتمعية في مساندتهم ودعمهم، وقد أكدت الدراسات والمنظمات والمؤتمرات العالمية ضرورة إدماج المعاق في المجتمع دون عزلة أو تمييز، والتصدي للعوائق وعدم المساواة والتي تحول دون تقديم خدمات الدعم والمساندة لذوي الإعاقة.
”والشخص ذو الإعاقة يعاني من اعتلالات دائمة كلية أو جزئية تؤدي إلى قصور في قدراته البدنية أو العقلية أو الجسمية قد تمنعه من تامين مستلزمات حياته للعمل أو المشاركة بصورة كاملة وفعالة في المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين، مما يحتاجون إلى إعداد وتأهيل بالتعليم والتدريب والعلاج والأجهزة التعويضية. إن الفهم الحقيقي للتعامل مع احتياجات ذوي الإعاقة ومشكلاتهم وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع لابد أن تتم من خلال سياسات اجتماعية لإعادة استثمار قدراتهم، وتمكينهم وتحولهم من طاقة إنتاجية معطلة إلى طاقة منتجة مساهمة في تنمية وتقدم المجتمع.
وأكدت اتفاقية (الأمم المتحدة) لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على حماية وزيادة الحقوق والفرص للعاجزين والمعاقين في العالم وألا يتم التمييز بينهم. ولهم الحق في التمتع بجميع الحقوق والحريات، كما أكدت على مبدأ تكافؤ الفرص، وحصولهم على طائفة من خدمات المؤازرة. ”كما أن العقد العربي للمعاقين تطرق إلى ضمان فرص متكافئة للتربية والتعليم لجميع الأشخاص المعوقين”.
والطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة جزء لا يتجزأ من المجتمع ومن العملية التعليمية كذلك، فمن حقهم إنسانيا وقانونيا ودستوريا حرية إكمال مسيرتهم التعليمية في التعليم العالي، ضمن الخيارات التي توفرها الدولة لهم كمواطنين من البعثات الخارجية أو الداخلية أو الالتحاق في جامعة الكويت وهي محور بحثنا هذا. ويعول على التعليم العالي تحديدا في مرحلة البناء الحالية والتنمية الشاملة. ويناط به دعم ثقافة الإنصاف في تقديم خدمات الدعم والمساندة. ولكن تكمن الإشكالية حين نغفل عن المتطلبات والاحتياجات الخاصة والخدمات التي تقدم للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة حتى يمارسون حقهم في التعليم بما يتوافق مع قدراتهم وإمكانياتهم، حيث ما زال الطلاب المعاقون بالجامعات يواجهون صعوبات كبيرة سواء كانت أكاديمية أم اجتماعية أم نفسية أم إدارية ”.
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:
واستشعارا بالتحديات التي تواجه طلاب الجامعة من ذوي الاحتياجات الخاصة والخدمات المتاحة التي تقدم لهم لدعمهم ومساندتهم بهف تقليل الأثار السلبية للعجز والقصور الذي تخلفه الإعاقة، فهل هذه الخدمات التي تقدمها الجامعة كافية كما ونوعا، ولهذا تبلورت مشكلة الدراسة في الإجابة على التساؤل الرئيس التالي:
كيف السبيل نحو تطوير يمكن تطوير الخدمات المقدمة لطلاب الجامعة من ذوي الاحتياجات الخاصة بدولة الكويت في ضوء متطلبات تحقيق العدالة الاجتماعية؟”
ويتفرع من هذا التساؤل الرئيسي مجموعة من التساؤلات الفرعية هي:
1- ما الأسس الفلسفية و الفكرية لمبدأ العدالة الاجتماعية؟ وما متطلبات تحقيقها ؟
2- ما الأسس النظرية الخاصة بخدمات دعم ومساندة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعة؟
3- ما الجهود والتجارب المحلية والعالمية في مجال خدمات الدعم والمساندة المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة من طلاب الجامعة في ضوء المتغيرات المجتمعية وانعكاساتها؟
4- ما واقع الخدمات المقدمة لطلاب الجامعة ذوي الاحتياجات الخاصة في دولة الكويت من وجهة نظر المسئولين والطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة؟
5- ما التصور المقترح لتطوير الخدمات المقدمة لطلاب الجامعة ذوي الاحتياجات الخاصة بدولة الكويت في ضوء متطلبات تحقيق العدالة الاجتماعية؟
أهـــــداف الدراســـــة:
التعرف على عناصر وخصائص البيئة المحيطة بذوي الاحتياجات الخاصة.
التعرف على متطلبات تحقيق العدالة الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة الكويت.
الكشف عن مدى نجاح جامعة الكويت في توفير خدمات الدعم والمساندة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة من طلابها، ومحاولة الكشف عن جوانب القصور في هذه الخدمات ومحاولة تحسين هذه الخدمات وبيان مدى تحققها في المستقبل واستمرارية ضمان جودتها.
محاولة الوصول لوضع تصور مقترح لتطوير الخدمات الداعمة للطلاب الجامعيين ذوي الاحتياجات الخاصة بدولة الكويت في ضوء متطلبات تحقيق العدالة الاجتماعية.
أهميــــــة الدراســــــة:
تتجلى أهمية الدراسة الحالية في أنها تلقي الضوء على واحدة من أهم المجالات الحيوية في مجال رعاية وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي قد يسهم في توفير قاعدة من المعلومات حول الخدمات المقدمة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة الكويت، ويمكن تحديد أهمية الدراسة في النقاط التالية:
الدراسة مهمة لشريحة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وهي الفئة المستهدفة بالدراسة ومجتمع الدراسة وعينتها كونهم مواطنون لهم كامل الحقوق وعليهم من الواجبات كما الأصحاء تماما.
قلة الدراسات والأبحاث العلمية التي طرقت موضوع جودة الخدمات الداعمة والمساندة التي تقدمها الدولة والجامعات والمعاهد العليا لفئة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وفي ضوء العدالة الاجتماعية.
محاولة الخروج بنتائج علمية وعملية قد تفيد العاملين في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة لمعرفة مستوى جودة الخدمات المقدمة لهم ومحاولة تطويرها.
منهــــــج الدراســــــة:
تستند الدراسة الحالية إلى المنهج الوصفي التحليلي وهو ذلك المنهج الذي يشمل البحوث التي تركز على ما هو كائن حاليا في حياتنا ومجتمعنا وهو استقصاء يصب على ظاهرة من الظواهر كما هي قائمة في الحاضر بقصد تشخيصها وكشف جوانبها وتحديد العلاقات بين عناصرها أو علاقتها بالظواهر الأخرى والبحث الوصفي لا يقف عند حدود وصف الظاهرة وإنما يذهب إلى ابعد من ذلك فيحلل ويفسر ويقارن ويقيم بقصد الوصول إلى تقييمات ذات معنى ويقصد التبصر بتلك الظاهرة، علاوة على أن المنهج الوصفي الأكثر ملائمة في تحقيق أغراض الدراسة من حيث جمع البيانات عن واقع الخدمات المقدمة للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعة وهل تتحقق فيها العدالة الاجتماعية، وتحليلها والوقوف على الاحتياجات الفعلية من اجل توفير الخدمات المطلوبة وتطويرها.
أدوات الدراســــــة:
ولتحقيق أهداف الدراسة فإن الباحث سوف يقوم بــ:
1- بتصميم استبانة من أجل التعرف على خدمات الدعم والمساندة المقدمة لطلاب الجامعة ذوي الاحتياجات الخاصة وللتعرف على مدى توفر متطلبات العدالة الاجتماعية عند تقديم هذه الخدمات، من وجهة نظر الطلبة وستقوم الاستبانة بتقييم مدى فعالية خدمات الدعم والمساندة المقدمة للطلبة الجامعيين من ذوي الاحتياجات الخاصة بناء على مراجعة العديد من الأدبيات التي تناولت موضوع الخدمات المساندة في الجامعات.
2- المقابلات الشخصية مع المسئولين عن تقديم الخدمات في جامعة الكويت.
حــــــدود الدراســــــة:
الحد الجغرافي: يتمثل في جامعة الكويت.
الحد البشري: يتضمن عينة من الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ممن هم على مقاعد الدراسة.
مصطلحـــــات الدراســـــة:
الخدمــــــات: هي خدمات الدعم والمساندة التي تقدم للأشخاص ذوي الإعاقة وتأخذ في الاعتبار شكل الإعاقة، ومدى إمكانية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الخدمات والتسهيلات المجتمعية المقدمة إلى السكان بوجه عام.
والتعريف الإجرائي للخدمات الداعمة: يعرفها الباحث بأنها ” خدمات الدعم والمساندة التربوية وغير التربوية والتي تقدم من الجامعة للطلبة من ذوي الإعاقة وتهتم بتأهيلهم وتمكينهم من الحياة الكريمة وفق مبدأ تكافؤ الفرص وفي ضوء العدالة الاجتماعية، وتساعدهم على تجاوز الإعاقة وتخفف العجز، وتجعل المعاق قادرا على ممارسة حقه الطبيعي في الحياة اليومية ويكون أكثر قدرة على التواصل مع من حوله والتشارك معهم، حتى يتمكن من التحصيل العلمي بشكل طبيعي في بيئة تعليمية مناسبة ”. وتشمل الخدمات الأكاديمية والإدارية وخدمات المنشآت والمرافق والخدمات النفسية والاجتماعية والخدمات المتخصصة.
العدالة الاجتماعية: هي المساواة وعدم التمييز وتوفير للترتيبات التيسيرية المعقولة وأن الحرمان من الترتيبات التيسيرية المعقولة هو شكل من أشكال التمييز القائم على أساس الإعاقة. فيجب أن تتم العدالة الاجتماعية في كافة المجالات والقوانين.
التعريف الإجرائي للعدالة الاجتماعية: يعرف الباحث العدالة الاجتماعية إجرائيا بأنها إتاحة الحق للطالب في الجامعة من ذوي الاحتياجات الخاصة والذي يرغب في استكمال دراسته الجامعية في اتخاذ القرار المناسب له، وفي حرية الاختيار والحق في الحصول على خدمات الدعم والمساندة والخدمات العامة تحت مظلة المساواة وعدم التمييز والإنصاف وتكافؤ الفرص حسب ما تسمح به القوانين والنظم واللوائح.
ذوي الاحتياجات الخاصة: وقد حدد (المؤتمر القومي الأول للتربية الخاصة)، مصطلح (الفرد ذو الحاجات الخاصة) على أنه كل فرد يحتاج إلى خدمات خاصة لكي ينمو أو يتعلم أو يتدرب أو يتوافق مع متطلبات حياته اليومية الأسرية أو التوظيفية أو المهنية، ويمكن أن يشارك في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية بقدر ما يستطيع وبأقصى طاقاته كمواطن.
التعريف الإجرائي لذوي الاحتياجات الخاصة: هم طلاب الجامعة في الكويت الذين يعانون أحد أنواع العجز والإعاقة عدا الإعاقة الذهنية.
خطوات السير في الدراسة:
تسير الدراسة وفقا للخطوات التالية:
أولا: تحديد مشكلة الدراسة وأهدافها وأهميتها والمنهج المستخدم واهم المصطلحات والدراسات السابقة.
ثانيا: الأسس الفلسفية والفكرية لمبدأ العدالة الاجتماعية
ثالثا: المتغيرات المجتمعية وانعكاساتها على طلاب الجامعة ذوي الاحتياجات الخاصة
رابعا: خدمات دعم ومساندة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بالجامعة
خامسا: إجراءات الدراسة الميدانية ونتائجها.
سادسا: تصور مقترح لتطوير الخدمات المقدمة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة الكويت في ضوء العدالة الاجتماعية.