الفهرس 
المحتوياتيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 325 |  |  |
| | | from | 325 | | |
المستخلص
لقد انعكس أثر ما احرزته العلوم الطبيعية من تقدم منذ القرن السابع عشر على العلوم الإنسانية ، ولما كان من أسباب هذا التقدم انتهاج العلوم الطبيعية ” المنهج التجريبى ” فقد تساءل علماء الإنسانيات عن مدى إمكان تطبيق منهج العلوم الطبيعية على علوم الإنسان لتحرز هذه بدورها تقدما ً مماثلاً. ويرجع الفضل فى تقدم العلوم الإنسانية إلى فلاسفة وعلماء ، أما الفلاسفة فقد شغلوا بالمنهج وأما العلماء فقد اهتموا بالموضوع ، وعلى رأس الفلاسفة بيكون ولوك وهيوم وعلى رأس العلماء جاليليو وكبلر ونيوتن. ولما كانت العلوم الطبيعية تهدف إلى الوصول إلى قوانين عامة تمكن من التنبؤ فقد انعكست هذه بدورها على التاريخ ؛ فلم يصبح التاريخ المتأثر بالنزعة الطبيعية سير شخصيات ، وإنما اتسع نطاقه عما هو فردى إلى ماهو كلى ، فأصبح تاريخ حضارات.لقد حدث تطور فى مفهوم العلية بالنسبة للعلم وانعكس هذا بدوره علي التاريخ، إنه لإعتبارات تتعلق بالجدل الفلسقي الذي أراد أن ينأي عنه العلم استبدلت بفكرة العلية فكرة القانون واتخذ هذا في أغلب الأمر صيغة رياضية بعيدة كل البعد عن الجدل الفلسفي حول أقسام العلل ، والقول بالضرورة في العلية أو نفيها ، كذلك استبدل التاريخ بفكرة العلية لفظة القانون أحيانا ، غير أنه لما كانت هذه ذات طابع رياضي في العلم الطبيعي وهو الأمر الذي لم يبلغه التاريخ بعد ــ وربما لا يبلغه ــ ، فإن أغلب المؤرخين استعاضوا عن التعليل بالشرح أو التفسير في معظم الأحيان .أما المنهج الملائم لهذه الدراسة فهو المنهج التحليلى النقدى المقارن حسبما اقتضته طبيعة الدراسة.ولقد افترضت الدراسة فروضاً فى صورة تساؤلات أهمها سؤال رئيسى وهو: هل التاريخ علم؟ وهل من الممكن صياغة نظرية علمية فى التاريخ على غرار ما هو معمول به فى العلوم الطبيعية؟ بالإضافة إلى تساؤلات فرعية أخرى فى ثنايا البحث وتتم الإجابة عنها من خلال فصول الدراسة والتى جاءت على النحو التالى:الفصل الأول: النظرية العلمية فى التاريخ (أ)الفصل الثانى: النظرية العلمية فى التاريخ (ب)الفصل الثالث : الفلسفة النقدية والتعميم فى التاريخ.الفصل الرابع: النزعة الطبيعية والتاريخية فى التاريخ.