Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
نموذج مقترح لإدارة الصراع التنظيمي بمديريات الشباب والرياضة في ضوء مقياس ماسلاش للإحتراق الوظيفي :
المؤلف
شوشة، محمد مجدي سيد محمود.
هيئة الاعداد
باحث / محمد مجدى سيد محمود
مشرف / جمال محمد على يوسف
مناقش / محمد عبد العظيم شميس
مناقش / مؤمن عبد العزيز عبد الحميد
الموضوع
الادارة الرياضية - رسالة علمية - الشباب و الرياضة.
تاريخ النشر
2013
عدد الصفحات
250 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الإدارة الرياضية
الناشر
تاريخ الإجازة
26/6/2013
مكان الإجازة
جامعة أسيوط - كلية التربية الرياضية - الادارة الرياضية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 236

from 236

المستخلص

المقدمة ومشكلة البحث:
تعيش المجتمعات فترة غير مسبوقة من التغيرات والتحديات محلياً وعالمياً، في شتى المجالات، ومع هذه التغيرات وبحلول الألفية الثالثة يعتقد الإنسان أن تكنولوجيا العصر الحديث وتطوراته قد أوصلته إلى الحالة المثلي للتعامل مع المشكلات خاصة مشكلات ومعوقات العمل، ولكنه يكتشف أن هناك بعض المشكلات التي لم تستطيع هذه التكنولوجيا أن تحلها أو تتغلب عليها، ولعل أكثر هذه المشكلات هي ما يتعرض له العاملين بمختلف المنظمات والمؤسسات داخل المجتمع.
وتأتي مديريات الشباب والرياضة في مقدمة المؤسسات الرياضية التي ينبع من خلالها مختلف الأنشطة الموجهة لشرائح المجتمع المختلفة، سواءاً الاحتفالات القومية، أو أنشطة الطلائع، والألعاب الفردية والجماعية، بالإضافة إلى مراكز التدريب واكتشاف الموهوبين وغيرها من المناشط التي تستقطب قاعدة عريضة من فئات المجتمع.
ومن هذا المنطلق جاء الاهتمام المباشر بالعاملين بمديريات الشباب والرياضة كإحدى الركائز الهامة والرئيسية لنجاح هذه المؤسسات، وأصبح البحث عن المشكلات والمعوقات التي تقف أمام هؤلاء العاملين هدفاً رئيسياً تسعى له الإدارة بتلك المؤسسات، والتي تهدف في المقام الأول إلى خدمة المجتمع والبيئة المحيطة.
وعلى الرغم من تعدد الأبحاث العلمية في مجال إدارة الهيئات والمؤسسات الرياضية والتي تناولت العديد من المشكلات التي تواجه هذه الهيئات والعاملين بها وكذلك الحلول المقترحة للقضاء عليها أو تخفيف آثارها، إلا أنه لا تزال هناك العديد من هذه المشكلات غير ظاهرة بالرغم من خطورتها وتأثيرها السلبي على العاملين بتلك الهيئات.
ويأتي الاحتراق الوظيفي ليمثل إحدى هذه المشكلات التي استقطبت اهتمام العديد من الباحثين والعلماء خلال السنوات الأخيرة، وذلك لأسباب عديدة أهمها تأثير تلك الظاهرة السيئ على العاملين والمنظمات، بل وعلى الجمهور المتلقي للخدمات. (18: 3)
ويشير ”آدم غازي العتيبي” (2003م) إلى الأهمية الشديدة لهذه الظاهرة وذلك نظراً لخطورة انتشارها بين المهنيين في مجال الخدمة الاجتماعية على نطاق واسع، ولا سيما بعد تحول المجتمعات الإنسانية خلال العشرين سنة الأخيرة إلى مجتمعات مهنية، بالإضافة إلى تزايد أفراد المجتمع الذين يعتمدون بشكل رئيسي على الخدمات التي يقدمها المهنيون من مدرسين وأطباء وممرضين وضباط ورياضيون، وفي حالة تعرض هؤلاء للاحتراق الوظيفي فإن المجتمع سوف يواجه لا محالة مشكلة كبيرة، تنعكس آثارها على الفئات المستفيدة من هذه الخدمات، ألا وهو أفراد المجتمع. (6: 384)
ويرى ”عبد الرحمن هيجان” (2000م) أن الأفراد الذين يتسمون بالطموح والدافع القوي لإنجاز الأشياء هم الأشخاص المرشحين للوقوف في براثن الاحتراق، ويحدث ذلك عند تعرضهم إلى الكبت والضغوط من قبل المنظمات التي يعملون بها، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض درجة الطموح والدوافع، وفقدان الثقة بالنفس، ونتيجة لذلك نجد أن الموظف يمضي ساعات طويلة في عمله دون أن ينجز شيئاً. (25: 240)
والإحتراق الوظيفي مرض عصري، فما من مجال من مجالات حياتنا المعاصرة إلا ونراه مُحملاً بتناقضات اجتماعية وضغوط نفسية تؤدي في حال استمرارها للنتيجة المأساوية ألا وهي (الاحتراق الوظيفي).
ولقد اكتسب موضوع الإحتراق الوظيفي أهمية كبيرة لدي الباحثين والعلماء في الدول المتقدمة، ليس فقط في مجال السلوك التنظيمي والعلوم الطبية والنفسية، بل في مجال التطوير الإداري أيضاً، لأنها من المشكلات الإدارية الهامة التي تواجه العاملين في المنظمات المختلفة في عالمنا المعُاصر، ويعتبر أحد العوامل المؤثرة على مرور المنظمات بأزمة يمكن وأن تؤدي بها إلى التدني والإنحدار والفشل، بالإضافة إلى المدى الطويل لآثارها السلبية على المنظمة والعاملين بها. (22: 56)
وتعتبر ”Christina Maslach” أستاذ علم النفس بجامعتي Berkeley ، California الأمريكية، هي الرائدة في دراسة وتطوير مفاهيم الإحتراق الوظيفي، حيث عرفَّت Maslach الإحتراق الوظيفي بأنه بجموعة أعراض من الإجهاد الذهني والإنفعالي والتبلد الشخصي والإحساس بعدم الرضا عن الأداء المهني، ويحدث الإحتراق الوظيفي عندما لا يكون هناك توافق بين طبيعة العمل وطبيعة الإنسان الذي ينخرط في أداء ذلك العمل، وكلما زاد التباين بين هاتين البيئتين زاد الإحتراق الوظيفي الذي يواجهه الموظف في مكان عمله، هذا وتتداخل ظاهرة الإحتراق الوظيفي للشخص مع ظواهر أخرى متشابكة ومنها اتجاهات الفرد نحو المهنة، والرضا الوظيفي وكفايات الموظف والتفاعل الاجتماعي والسلطة الإدارية، وربما يُعد إتجاه الفرد نحو المهنة هو المحدد الأساسي لمدى تحمله للمهنة وضغوطها النفسية والجسمانية، وكذلك أشارت Maslach إلى أن جذور وأساس الإحتراق الوظيفي يكمن في مجموعة من العوامل تتركز في الظروف الإقتصادية والتطورات التكنولوجية والفلسفة الإدارية ودوافع الإنجاز وطموح الفرد والتنظيم المتبع في العمل وضغوط الرؤساء.(114: 1)
والإحتراق الوظيفي هو أزمة في علاقة الفرد نحو عمله وزملائه داخل المنظمة التي يعمل بها.