Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور بعض المتغيرات الاجتماعية في الأمن الوطني الليبي :
المؤلف
فرج، ضيف حسن جبريل.
هيئة الاعداد
باحث / ضيف حسن جبريل فرج
مشرف / شادية علي قناوي.
مشرف / نورهان السيد الشيخ
مشرف / حنان محمد سالم
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
537ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم علم الاجتماع.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 537

from 537

المستخلص

ملخص الدراسة
نظرًا إلى قناعتنا الراسخة بخطأ النظرة القاصرة، أو المحدودة للأمن الوطني تلك النظرة التي تعتمد على متغير واحد، أو عدد محدود من المتغيرات باعتبارها تشكل تحديًا وتهديدًا لهذا الموضوع؛ كأن تقتصر على المتغيرات العسكرية باعتبارها المتغيرات التي تشكل تحديًا، وتهديدًا له، وتهمل غيرها من المتغيرات الأخرى، أو تقتصر على المتغيرات الاقتصادية باعتبارها المتغيرات التي تشكل تحديًا، وتهديدًا له، أو تعتمد على المتغيرات الخارجية وتهمل المتغيرات الداخلية، أو العكس، إضافة إلى غيرها من المتغيرات. وإيمانًا منا بأهمية وحيوية النظرة الشاملة المتكاملة لهذا الموضوع تلك النظرة التي تأخذ في الاعتبار أن المتغيرات التي يمكن أن تشكل تحديًا، وتهديدًا لهذا الموضوع متنوعة، ومتعددة وقد تكون داخلية أو خارجية؛ أي: إنها تأخذ في الاعتبار المتغيرات كافة ولا تهمل أي متغير في هذا الشأن بما فيها المتغيرات الاجتماعية. ويقينًا منا بأن الأمن الوطني لأي مجتمع من المجتمعات لا يتحقق؛ إلا وفقًا لهذه النظرة الأخيرة، وخاصة المجتمع الليبي نظرًا إلى تعقّد ظروفه وأوضاعه، وعلى الأخص في الوقت الحالي؛ حيث تتنوع وتتعدد المتغيرات التي تشكل تحديًا، وتهديدًا فعليًا وخطيرًا له.
ومن هنا جاءت فكرة الدراسة الراهنة التي اهتمت بدور بعض المتغيرات الاجتماعية في الأمن الوطني الليبي، وهي متغيرات داخلية ترتبط أشد الارتباط بالثقافة السائدة في هذا المجتمع أي: إنها ليست وليدة اللحظة، وإنما تكونت وتشكلت عبر فترات زمنية طويلة، وإن لم يتضح دور بعضها على الأقل في الأمن الوطني الليبي؛ إلا حديثًا، وقد تحُددَت هذه المتغيرات في: أساليب التربية الوالدية، والثقافة السياسية، والاختيار المهني، والادخار، والاستهلاك؛ وعليه فقد حددت مشكلة هذه الدراسة في التعرف على دور بعض المتغيرات الاجتماعية في الأمن الوطني الليبي دراسة ميدانية على عينة من سكان مدينة طبرق.
تكمن أهمية الدراسة الحالية في جانبين أساسيين هما: الأهمية العملية أو التطبيقية، والأهمية العلمية أو النظرية. تنبع الأهمية العملية أو التطبيقية للدراسة الحالية من أنها تتناول موضوعًا مهملًا من قبل الباحثين والدارسين وكذلك المسئولين في المجتمع الليبي، رغم أنه موضوع في غاية الأهمية وجدير بالدراسة والتحليل السوسيولوجي في هذا المجتمع، وخاصة في الوقت الحاضر، وهو الأمن الوطني، وتربط بينه وبين بعض المتغيرات الداخلية التي نرى أنها قد تشكل تهديدًا للأمن الوطني الليبي يفوق التهديد الذي قد تشكله كثير من المتغيرات الخارجية، كما تكمن أهميتها العملية في أنها تتوصل إلى نتائجها من خلال دراسة ميدانية على عينة من سكان مدينة طبرق، وبالتحديد أرباب الأسر بهذه المدينة، أي: إنها دراسة ميدانية بالإضافة إلى أن العينة التي تجرى عليها هذه الدراسة واسعة، فأرباب الأسر منهم المتعلمون ومنهم غير المتعلمين، ومنهم من هم من أصحاب مستويات اقتصادية مرتفعة، ومنهم من هم أصحاب مستويات اقتصادية متدنية، وغير ذلك. ومن ثم فإن هذه الدراسة ستوفر معلومات علمية حديثة مهمة، وحيوية عن الأمن الوطني الليبي، وبالتحديد عن دور بعض المتغيرات الاجتماعية فيه، وهذه المعلومات يمكن الاستفادة منها في وضع السياسات، ورسم الاستراتيجيات الخاصة بالأمن الوطني الليبي.
وتكمن الأهمية العلمية أو النظرية للدراسة الراهنة في قلة الدراسات التي تناولت موضوع الأمن الوطني في المجتمع العربي، وخاصة في المجتمع الليبي، أضف إلى ذلك فإن جل الدراسات التي تناولت هذا الموضوع ربطته ببعض المتغيرات الخارجية التي يمكن أن تشكل تهديدًا له، وبعض الدراسات وهي قليلة جدًا، حاولت ربطه ببعض المتغيرات الداخلية التي يمكن أن تشكل تهديدًا، أو تحديًا له، ولكنها لم تتناول المتغيرات ذات الطبيعة الثقافية، أي: السائدة لدى المواطنين كالسلوك، كأساليب التربية الوالدية، والثقافة السياسية، والاختيار المهني، والادخار، والاستهلاك، وكذلك فإن جل هذه الدراسات هي دراسات تحليلية، وليست دراسات ميدانية، ومن ثم فإن هذه الدراسة تشكل إضافة علمية جديدة في هذا المجال المهم، والحيوي بالنسبة إلى أي مجتمع من المجتمعات.
وتهدف هذه الدراسة إلى تحقيق الهدف العام الآتي وهو: التعرف على دور بعض المتغيرات الاجتماعية في الأمن الوطني الليبي، وذلك من خلال دراسة ميدانية لعينة من سكان مدينة طبرق، وبالتحديد أرباب الأسر بهذه المدينة، وهذه المتغيرات هي: أساليب التربية الوالدية للأبناء، والثقافة السياسية، والاختيار المهني، والادخار، والاستهلاك، والتعرف على العلاقة بين تلك المتغيرات وبين وكل من: النوع، والعمر، والمستوى التعليمي للوالدين، وعدد الأبناء، والدخل الشهري للأسرة، ومكان إقامة الأسرة الأصلي.
واهتمت هذه الدراسة بالإجابة عن التساؤل العام الآتي: ما دور بعض المتغيرات الاجتماعية في الأمن الوطني الليبي؟، وهذه المتغيرات هي: أساليب التربية الوالدية للأبناء، والثقافة السياسية، والاختيار المهني، والادخار، والاستهلاك، وما العلاقة بين تلك المتغيرات وبين وكل من: النوع، والعمر، والمستوى والتعليمي للوالدين، وعدد الأبناء، الدخل الشهري للأسرة، ومكان إقامة الأسرة الاصلي؟.
وتعد هذه الدراسة دراسة وصفية تحليلية، تهدف إلى جمع الحقائق، وتحليلها، وتفسيرها لاستخلاص نتائجها، أو استنتاجها. وعليه فإن الأسلوب الوصفي، والأسلوب التحليلي هما من الأساليب المستخدمة فيها. أما عن حدود، ومجالات الدراسة فتمثلت في الآتي: المجال المكاني: تمثل في مدينة طبرق بمحالها الثلاثة: المدينة، وسوق العجاج، وشاهر روحه، المقترحة في التقسيم الإداري الجديد مجالًا جغرافيًا لهذه الدراسة. والمجال البشري: تمثل في الأسر المقيمة ضمن حدود مدينة طبرق كافة بشكل رسمي وذلك كما يتحدد من السجل المدني بهذه المدينة. أما المجال الزمني: فقد شمل الفترة الممتدة من شهر 5/2015 إلى شهر 12 من العام نفسه، وهي الفترة التي استغرقتها مهمة جمع البيانات من الميدان. وأجريت هذه الدراسة على عينة بنسبة تمثيل 5% من مجتمع الدراسة، أي: مكونة من 1014 أب، وأم وبشكل متساو بينهم، اختيرت عشوائيًا نسبيًا طبقيًا من مجتمع يبلغ عدد الأسر 20240 أسرة، يرجع ذلك إلى أن مجتمع هذه الدراسة ينقسم إلى عدد من المحال السكنية إضافة إلى أن هذه الدراسة تهتم بأرباب الأسر، وأرباب الأسر منهم الآباء والأمهات. وأجريت هذه الدراسة بواسطة استئمارة استبيان، صُمّمَت بما يتماشى مع أهداف الدراسة وتساؤلاتها، واحتوت هذه الاستئمارة على 98 سؤالًا.
وبعد عملية جمع البيانات من الميدان، ومراجعتها، والتأكد من سلامة الإجابات، عولجت البيانات اَليًا من خلال استخدام البرنامج الإحصائي المستخدم لتحليل بيانات العلوم الاجتماعية (spss). بعد عملية إدخال البيانات حُلّلَت، وقد عرضت البيانات باستخدام الأساليب الإحصائية الآتية:
1- الجداول التكرارية، والنسب المئوية.
2- معامل مربع كاي (كا2) وقد استخدم لإيجاد دلالة العلاقة بين المتغيرات.
3- معامل فأي: وقد استخدم لقياس مدى قوة العلاقة بين المتغيرات عندما تكون كا2 داله وحددت شدة هذه العلاقة حسب التوزيع الآتي:
قيمة معامل فأي شدة العلاقة
0.90≤ R قوية جدًا
0.80≤R<0.90 قوية
0.70≤R<0.80 متوسطة
0.50≤R<0.70 ضعيفة
R<0.50 ضعيفة جدًا
واتضح من الدراسة أن بعض خصائص العينة التي أجريت عليها هذه الدراسة، واستخلصت نتائجها منها كانت غلى النحو الآتي:
تنقسم المدينة محل الدراسة (طبرق) إداريًا إلى ثلاث مناطق رئيسة وهي: المدينة، وشاهر روحه، وسوق العجاج، وكانت العينة المختارة بنسبة 21.7% من المدينة، ونسبة 47.1% من شاهر روحه، ونسبة 31.2% من سوق العجاج. والعينة التي أجريت عليها هذه الدراسة هي أرباب الأسر بالمدينة محل الدراسة أي: الآباء، والامهات، وكانت هذه العينة بنسبة 50.0% من الآباء، ونسبة 50.0% من الأمهات. وأعمار أفراد العينة تتراوح ما بين 20 و 80 سنة، وكانت نسبة 50.3% تتراوح أعمارهم من 41-50 سنة، ونسبة 29.2% منهم تتراوح أعمارهم من 51-60 سنة، ونسبة 12.4% منهم تتراوح أعمارهم من 31-40 سنة، ونسبة 5.1% منهم أعمارهم من 61-70 سنة، ونسبة 1.8% منهم تتراوح أعمارهم من 20-30 سنة، ونسبة 1.2% منهم تتراوح أعمارهم من 71-80 سنة.
والمستويات التعليمية لأفراد العينة كانت كالآتي: نسبة 32.8% منهم مستوهم التعليمي من جامعي فما فوق، ونسبة 27.8% مستواهم التعليمي إعدادي، ونسبة 16.8% مستواهم التعليمي ثانوي، ونسبة 15.6% مستواهم التعليمي ابتدائي، ونسبة 7.3% لا مستوى تعليمي لديهم أي أميون.
أما عن عدد الأبناء لدى أفراد العينة فكانت نسبة 55.2% من أفراد العينة لديهم من 4- 6 أبناء، ونسبة 25.0% منهم لديهم من 7-9 أبناء، ونسبة 17.4% لديهم من 1-3 أبناء، ونسبة 2.4% منهم لديهم من 10 أبناء فما فوق.
أما من حيث دخل أسر أفراد العينة الشهري فكانت كالآتي: نسبة 45.8% من أفراد العينة يتراوح دخل أسرهم من 501-1000 دينار شهريًا، ونسبة 23.9% منهم يتراوح دخل أسرهم من 1001-1500 دينار شهريًا، ونسبة 18.5% منهم دخل أسرهم من 501 فأكثر دينار شهريًا، ونسبة 11.8% منهم دخل أسرهم من 500 فما أقل دينار شهريًا.
أما عن مكان إقامة أسر أفراد العينة الأصلي فكان كالآتي: نسبة 93.7% من أفراد العينة مكان إقامة أسرهم الأصلي داخل المدينة محل الدراسة، ونسبة 6.3% منهم مكان إقامة أسرهم الأصلي خارج المدينة محل الدراسة، أي: إنهم من ضواحي هذه المدينة أو قادمون إليها من مدن أخرى.
وقد توصلت الدراسة إلى نتيجة عامة مفادها أن دور بعض المتغيرات الاجتماعية المستهدفة بالدراسة وهي: أساليب التربية الوالدية للأبناء، والثقافة السياسية، والاختيار المهني، والادخار، والاستهلاك هو دور سلبي للغاية، أو على أقل تقدير ليس لها دور إيجابي فيه على الإطلاق. كما كشفت الدراسة عن نتيجة عامة أخرى مفادها أنه على الرغم من وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين بعض المتغيرات الاجتماعية المستهدفة بالدراسة وهي: أساليب التربية الوالدية للأبناء، والثقافة السياسية، والاختيار المهني، والادخار، والاستهلاك، وبين كل من: النوع، والعمر، والمستوى التعليمي للوالدين، وعدد الأبناء، والدخل الشهري للأسرة، ومكان إقامة الأسرة الأصلي، فإن هذه العلاقة ضعيفة جدًا، أي: إن تلك المتغيرات الاجتماعية سائدة في مجتمع الدراسة بوصفها ثقافة عامة سائدةً فيه لا تتأثر بالنوع، والعمر، والمستوى التعليمي للوالدين، وعدد الأبناء، والدخل الشهري للأسرة، ومكان إقامة الأسرة الأصلي وإن كان هناك تأثير لبعضها فهو ضعيف جدًا؛ وعليه فإنه لا يمكن التعويل كثيرًا على هذه المتغيرات في العمل على تحسين، وتطوير دور تلك المتغيرات الاجتماعية في مجتمع الدراسة مما ينعكس إيجابًا على الأمن الوطني لهذا المجتمع.