![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن جمال اللغة العربية في جوهرها لفظًا ومضمونًا هو ما تتمتع به المقامات من حيث العرض السردي للأحداث مصحوبًا بجمال وصفي في التعبير، هادفة إلى مغزى فكري لتتنقل بين كلماتها وقائع التاريخ، وهو ما جعلنا نتناول هذه الدراسة . وللوقوف على منهجية بناء المقامات بين الماضي والحاضر اخترنا نموذجًا من الماضي وهو (أبو القاسم الحريري)، ونموذجًا من الحاضر وهو (ناصيف اليازجي) لنستعرض خلال دراستنا المضامين الفكرية والموضوعية للأديبين في إطار يظهر أثر الحريري على اليازجي، ثم تابعنا بعمل دراسة فنية موازنة بين الأديبين، والتعرض من خلالها لقوتهما البلاغية ومهاراتهما اللغوية في استخدام مفردات اللغة العربية. ووفقًا لهيكل وضع مسبقًا للدراسة؛ فقد قسمت إلى بابين وستة فصول، يتضمن الباب الأول (الدراسة الموضوعية) وتشمل المضامين الفكرية والموضوعية التي فيها الموضوعات المقامية عند اليازجي، ثم قسمّنا الباب الأول إلى ثلاثة فصول، قدمنا في الفصل الأول نبذة عن فن المقامة وتطورها التاريخي، وفي الفصل الثاني تحدثنا عن حياة الأديبين وآراء النقاد فيهما وقيمة مقاماتها، ثم أشرنا بالسمات القديمة والحديثة في مقامات اليازجي، وفي الفصل الثالث عالجت (الموضوعات المقامية عند اليازجي وأثر الحريري فيها)، من حيث الشكل والمضمون وعدد المقامات وأبرز القضايا التي سردها اليازجي، وتم تصنيف المقامات من حيث العدد الكمي والموضوعي مع موضوعات مقامات الحريري. ولكن في الباب الثاني عرضت (الدراسة الفنية) لأنواع البيان والبديع والسرد وإظهار الوظيفة الجمالية للبيان والبديع، ثم السرد وأساليبه التي خصصت لها ثلاثة فصول، بيّنتُ في الفصل الأول (البيان في مقامات اليازجي وأثر الحريري فيه)، وتناولتُ فيه (مفهوم البيان لغة واصطلاحًا)، وتحدثت عن الصور التشبيهية والاستعارة والكناية عند اليازجي وأثر الحريري فيه. ثم تناول الفصل الثاني (البديع عند اليازجي وأثر الحريري فيه) الذي وضحت فيه (مفهوم البديع لغةً واصطلاحًا)، و(المحسنات اللفظية)، و(المحسنات المعنوية) في مقاماتهما. وفي الفصل الثالث تكلمت عن (السرد في مقامات اليازجي) بتعريف السرد لغة واصطلاحًا، ووضحت السرد عند اليازجي من حيث الرؤية السردية، وبناء الشخصيات، وعنصر الزمان والمكان، والعقدة والحل والأساليب السردية. استخدمت في الدراسة المنهج الوصفي والتاريخي باعتباره أنسب المناهج لدراسة فنية موازنة في مقامات اليازجي؛ ولذلك لمساعدة القارئ على فهم وإدراك تلك الدراسة، وفقًا لما يقتضيه التحليل البنائي للمقامات، ومنها ما يتعلق بكيفية معالجة الإشكالية المطروحة، فالمقامات عبارة عن نصوص معقدة من حيث تركيبها ولغتها ودلالاتها، إضافة إلى صعوبة دراسة العناصر السردية فيها ذات البناء الفني الخاص. ثم أنهيت الدراسة بخاتمة تلخص رؤية الباحث حول كل ما تم دراسته، والنتائج التي توصل إليها، تلاها فهرس للمصادر والمراجع. |