الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الأزمة التي يعاني منها العالم الإسلامي اليوم ليست بسب فقر القيم التي أكملها الله ، وتعهد بحفظها ا الكتاب والسنة وإنما تكمن المشكلة في العجزعن التعامل مع هذه القيم وغياب الإنتاج الفكري الذي يربط بين بين هذه القيم والعصر الذي نعيش قيه وقد استحكم الأمر وزاد علي أمتنا الإسلامية في هذا الزمن زمن العولمة تلك العولمة التي أبعدت الناس عن هويتهم وثقافتهم . وبالجملة فالعولمة تفرض تحديات كبري علي أمة الإسلام تعددت مشاربها لكن أخطرها تلك العولمة التي تمس الاعتقاد والفكر فتبعد المرء عن مصافي مشارب اعتقاده أو تشككه فيه ، أو تجعل له أطروحات أخري تهون من شأن تلك العقيدة ، فالعولمة لها أثر في أفكارنا وتصرفاتنا المخالفة للعقيدة الصحيحة سواء منا من شعر بذلك أو من لم يشعر. ولا شك أن الفكر الإسلامي العقلاني التنويري هو الفكر القادر علي البعث والإحياء والتجديد فهو فكر قادر علي أن يجدد نفسه داخلياّ ، وأن يجدد الواقع من حوله خارجيا لأنه فكر يجاري السنن الإلهية في الكون وهذا الفكر يتناسب طردياّ مع قوة الأمة الإسلامية وسيادتها ،ففي حين انتصار الأمة وسيطرتها يكون الفكر الإسلامي أصيلا ، لا يقبل الزيف أو الجمود كما لا يقبل الذوبان في غيره ، أما في حالة ضعف الأمة وهزيمتها فيصاب الفكر الإسلامي بالعقم والجمود تارة وبالتبعية والذوبان في غيرة تارة أخري. ومن هنا جاء هذا البحث ليسهم في تسليط الضوء علي قضية أصبحت مادة أساسية في الحوارات الثقافية والإعلامية إذ يستحيل تهميشها في الوقت الراهن ، ليس في العالم الإسلامي فحسب بل علي المستوي العالمي أيضاّ. |