الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الفناء السكنى من العناصر المعمارية التى جاء إستخدامها من خلال فكر يرتبط بالإعتبارات البيئية والإقتصادية والإجتماعية والتشكيلية ثم تقلص دوره شيئا فشئ حتى إن ملامحه قد إختفت لتظهر بدلا منها عمارة المناور كبديل لمفهوم الفناء التقليدى خصوصا مع الأبراج السكنية المرتفعة الكثافة والذى دفع إلى فشل الكثير من المبانى المعاصرة وأهملت تماما النواحى والمعالجات البيئية والإجتماعية والنفسية وما إلى ذلك من مقومات الحياة البشرية. ومع ضرورة الحاجة إلى المبانى الرأسية فى المدن نظرا لإرتفاع أسعار الأراضى وضيق المساحات والرغبة فى الربح كانت ضرورة الحاجة إلى الأفنية بإعتبارها أحد الوسائل لحل هذه المشكلة ولكن جنت من ورائها الكثير من المخلفات والمخالفات. وتكمن المشكلة فى سطحية إستخدام الفناء وعدم الإلتزام بالقوانين والتشريعات المنظمة لهذه الأفنية أو قصورها حيث العدول عنها وسطحية إستخدامها وإغفالها وعدم كفاءتها وكفايتها بصورة تحدث توازن كل هذا أسفر عن حدوث فجوة معمارية ما بين تطبيق الحل و جنى ثماره إنعكست على العمران وأسفرت عن شعور الإنسان بالعزلة وعدم الرضى. وقد تزايد حجم هذه المشكلة وإتسعت رقعته فى المدن المصرية وضواحيها نتيجة لأن الكثير من الكيانات تتناول مشكلة الإسكان فى بعدها الكمى والتى تتمثل فى وجود نقص فى عدد الوحدات السكنية إذا ما قورنت بحجم الطلب عليها ومع أهمية هذا البعد فإنها تتجاهل البعد الكيفى من حيث خصائص المسكن ومدى تناسب مكونات المسكن مع إحتياجات الإنسان المختلفة ومدى تناسب مكونات المسكن مع البيئة المتاحة ولأن المسكن هو وحدة إجتماعية وهو ملتقى الأسرة وفيه يعيش الإنسان معظم وقته, فكان لابد من إلقاء الضوء عليه لأن سوء إستغلاله وتوجيهه أصبح من المشاكل الرئيسية التى إنعكست بشكل عشوائى على البيئة السكنية حيث أن المعايير التصميمية للمسكن إن لم تتمكن من أن تخلق بيئة سليمة فإنها تسفر عن الكثير من المشكلات ( إجتماعية – نفسية – صحية – بيئية – إقتصادية). من هنا كانت أهمية البحث فى أن يطرح رؤية لتطوير أحد عناصرالتصميم الرئيسية فى المسكن وهو الفناء (المنور- الفراغ الداخل فى المبنى) بما يمثله من أبعاد وظيفية ( بيئية – مناخية – حركية .....) كما أنه يحاول تغيير الصورة المعاصرة للفناء كفراغ خدمة لأعمال الصرف وغيرها وطرح رؤى مستقبلية لأليات التعامل مع الأفنية وتطويرها بما يناسب متطلبات العصر الحالى خاصة وأن هناك محاولات جيدة لتوظيف الفناء وأن إرتفاع البناء لم يعد عائقا يحول دون إستخدام الفناء وإنما يمكن من خلال إبداع الفكر إيجاد حلول غير تقليدية لإعادة توظيفه ورفع مستوى أدائه. ويهدف البحث بشكل رئيسى إلى تفعيل دور الفناء فى تحسين البيئة الداخلية للمسكن المعاصربالإضافة لصياغة أليات تصميم جديدة (معاصرة – مستقبلية) لتحويل الفناء من الصورة السلبية إلى صورة إيجابية. |