الفهرس 
: الثورة :التراث النظرىيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 434 |  |  |
| | | from | 434 | | |
المستخلص
باعتبار أن الثورات تشكل أحداثاً استثنائية فى التاريخ البشرى إذ من خلال فعالياتها وتأثيراتها تلعب دوراً محورياً فى صناعة التاريخ، أو قل إنه بحسبانها يتغير التاريخ إذ تكون بمثابة إطاحة جذرية عبر الفعل العاصف لجماهير عديدة، فهى تعمل على إقرار شروط حياة جديدة.ولما كان من المسلم به فى أدبيات الثورة أن ميكانيزماتها تقوم على خلفية التناقض بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج السائدة، تلك التي تفرز ظواهر الفقر المدقع وتدهور الحياة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والصحية والتعليمية والخدمية بمختلف مظاهرها،فإنها تكون بمثابة الأداة الرئيسة لإعادة بناء علاقات سليمة وعادلة بما يفضى إلى إعادة توزيع الثروات بشكل منصف، فضلاً عن توفير المزيد من فرص العمل وإعادة هيكلة الاقتصاد واستحداث المزيد من المشاريع الإنتاجية والخدمية .
وجدير بالذكر أن الثورة لما كان هدفها هو إسقاط النظام القديم،فإنها تعمل على بناء نظام اجتماعى جديد يستند إلى آلية التداول السلمى للسلطة من خلال ممارسة الديمقراطية الضامنة لبقاء النظام الجديد( )،فإنها تكون أسلوباً من أساليب التغيير الاجتماعى التى تشمل الأوضاع والبنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فإن عملية التغيير تؤدى إلى انهيار النظام القائم وصعود آخر جديد .( )
إذن فالثورة بمفهومها السابق هى فعل اجتماعى يتحدد فى عمليات التغيير الجذرى للمجتمعات وتأسيس أنظمة جديدة، وهو ما يأتى نتيجة الفوران والسخط على الأوضاع القائمة التى تدفع بالجماهير إلى البحث عن آخر جديد