الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الباحث في علاقة التاريخ بالأدب يجد بينهما علاقة قوية فكلاهما يدور حول النفس البشرية فالتاريخ يسجل ما تقوم به وما يدور حولها من أحداث ووقائع والأدب يسجل ما يدور بداخلها وما يؤثر فيها من أحداث وتجارب، كما أن التاريخ ركن مساند للأدب قديمًا وحديثًا فعادة ما يرجع إليه الأدباء لمعرفة أمجاد أممهم ويستلهمون موضوعاتهم من أحداثه وعبره، كما أن الشعر العربي تحديدًا قبل تدوين التاريخ كان ديوان العرب يسجل أحداثهم ووقائعهم لذا فهناك علاقة وثيقة بين الأدب والتاريخ ولقد دفعني ذلك لمعرفة حال الأدب والأدباء في الدولة الأيوبية هذه الدولة التي قامت في فترة عصيبة من فترات التاريخ الإسلامي وعلى أعقاب دولتين كبيرتين هما: الزنكية في بلاد الشام والفاطمية في مصر وقد أخذت على عاتقها الدفاع عن الإسلام والمسلمين ضد الاعتداء الغاشم لقوى الغرب الصليبي، ورغم قصر فترة هذه الدولة في التاريخ الإسلامي إلا أنها سجلت أمجادًا وبطولات لا يزال الأدب والتاريخ يتحدثان عنها حتى الآن . ولقد تعددت الأسباب التي دفعتني إلى اختيار موضوع الأدب والأدباء في الدولة الأيوبية من الناحية الحضارية ومن هذه الأسباب : المكانة الكبيرة التي وصل إليها الأدب والأدباء في هذه الدولة والتي جعلت الكثير منهم له دور في الحياة السياسية . كثرة أدباء الدولة الأيوبية من الشعراء والكتاب والخطباء وانتشار ذكرهم في كتب كثرة الناتج الأدبي في الدولة الأيوبية شعرًا ونثرًا ولقد وجد الكثير من هذا الناتج في كتب التاريخ وربما لم يصل إلينا إلا من خلالها . وجود أشهر كتاب الأدب العربي في هذه الدولة وعلى رأسهم القاضي الفاضل وعماد الدين الأصفهاني وابن الأثير وغيرهم . كما ظهر في هذه الدولة كتابة التاريخ بطريقة أدبية ألتزم فيها الكاتب بالصور البلاغية والمحسنات البديعية ومن هذه المؤلفات كتاب ” الفيح القسى في الفتح القدسيً لعمادة الدين الأصفهاني فجاءت هذه المؤلفات سجلاً تاريخيًا وأدبيًا. |