الفهرس 
مقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 245 |  |  |
| | | from | 245 | | |
المستخلص
يُعد المرض من الظواهر الطبيعية التي لازمت البشرية منذ وجودها على الأرض، ولا زالت ظاهرة المرض تمثل أخطر مشكلات البشرية ومن أجل مكافحة هذه الظاهرة، وجدت المستحضرات الطبية، ومازال الإنسان ينفق عليها الكثير والكثير بقصد تحسينها، وبغية تحقيق الهدف المرجوّ منها، وهو القضاء على ظاهرة المرض أو على الأقل تخفيف آلامه. ومع تعقد صناعة وإنتاج المستحضرات الصيدلية وكثرتها وفي سبيل تحسينها وتطورها وبالنظر إلى الحاجة الملحة إليها، وجد الصيدلي، ذلك العالم بفن صناعته والمتخصص في علم الادوية أو المستحضرات الصيدلية، لتسند إليه مهمة إنتاج المستحضرات الصيدلية، وبيعها إلى جمهور المستهلكين. ونظرًا لأهمية المستحضرات الصيدلية وارتباطها الوثيق بصحة وسلامة الإنسان، أدي إلى زيادة الطاقة الإنتاجية لمصانع المستحضرات الصيدلية، مما زاد من حجم المستحضرات المعروضة وتنوعها، وبالنظر إلى أن المستحضرات الصيدلية من السلع العالمية التي لا يقتصر تسويقها على بلد معين، فإن أدنى خطأ أوعيب في صناعتها قد يصيب الألاف من مستهلكي المستحضرات الصيدلية؛ ناهيك عن الأثار الجانبية لها والتي قد تسمع عنها تباعًا. وإذا كان ما تقدم هو شأن التقدم العلمي لمهنة الصيدلة التي تتزايد مخاطرها على حياة الإنسان، فإن الفكر القانوني، وخاصة في البلاد العربية، لم يساير هذا التطور الصيدلي على خلاف ما حظيت به المسئولية الطبية حيث صدر بشأنها العديد من الدراسات والبحوث، وذلك على الرغم من اختلاف مسئولية الطبيب عن مسئولية الصيدلي، إذ أن الطبيب يمارس عمله في استغلال تام، بينما الصيدلي يمارسه متصلا بالأخرين فهو عند صناعة وإنتاج المستحضرات الصيدلية فهو يتصل بصاحب ابتكار المستحضرات الصيدلي، ومورد المادة الأولية وجهة الرقابة المختصة بالتسجيل وعند توزيعه يتصل بالطبيب محرر الوصفة والمريض وأقاربه، كما أن الخطأ الطبي غالبًا ما يصيب مريضًا بعينه، بينما خطأ الصيدلي قد يصيب المئات وخاصة إذا كانت المستحضرات معيبة.